الموضوع: البناء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-04-2012, 09:21 AM
الصورة الرمزية مها قزاز
مها قزاز مها قزاز غير متواجد حالياً
المشرفة العامة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2005
المشاركات: 3,275
المواضيع: 264
عدد الردود: 3011
افتراضي البناء

البناء والتجميع


"مدخل"

جغرافية مكانية تحصرني في نقطة بين جهات اربع اتامل اركانها واغوص باعماقي اتسائل كيف لي ان اخرج من محيطي المغلق لاصنع بناء يتعالى لفضاءات طموحي؟؟.

كيف اصنع بناء مقالي؟؟.

كيف سيظهر للنور؟؟

بأي حله تراه سيظهر؟؟

مخاض عسير!!.


لا اكاد ابدأ نسج حروفي وتركيب كلماتي إلا واتراجع عن خط البداية لانقض غزلي واعود من حيث بدأت احاول ان استجمع قواي وملكاتي وكل ما أوتيت من مهارة وحكمة لإلتقاط كلمات تتناسب وبنائي. وفي غمرة غوصي في هذه الأعماق ايقظتني صرخة وأنين أب مكلوم وأم ثكلى يحملون بأيديهم فرحة عمر تلاشت في لحظة وعلى قدر الألم كان النصر عنوانهم. لأن ما حملوه بأيديهم أعضاء من جسدكان يشهدبأن الله الواحد جمعه جسد وعقل وروح تشهد له بالوحدانية وتفرق أعضاء تنطق بعظمة خالق مبدع يبعثه يوم الموقف على رؤوس الاشهاد ليغني حكاية نصر وفخر أنه فداء لوطن وامة ووحدة دين


دعوني احكي لكم قصتهم قبل ان ابدأ مقالي...


هذا الاب السوري الموطن مسلم العقيدة عربي الدم اهداه الطغاة اكياس حملت اعضاء متفرقة من جسد ابنه لأنه لم يشهد أن بشار. الطاغية صانع المجازر الدموية (بعد الله اله)

الله اكبر الله اكبر رغم كيد المعتدي

لا تجزعوا احبتي فلن نكون امة واحدة إلا حين ننتصر لكم بالدعاء والجهاد ولو بكلمة حق نسطرها لتعلو للسماء لنكون جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعينا له سهرا وحمى

فالنبي الكريم يدعونا لهذه الوحدة في اكثر من موضع

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا). _وشبك بين أصابعه-متفق عليه
والله تعالى يقول(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقو).آل عمران "103"

هذا البنيان والاعتصام والوحدة هو جمع لكيان امة.

هي خير امة اخرجت للناس.

o خير أمة لما تميزت به من بناء على اسس وقواعد أصيلة قيم ومباديء ومنهج قويم ترتكز عليها سلوكيات البشر وتعاملاتهم واقوالهم وخطرات نفوسهم

أمة حريصة على أصالتها وفكرها القوي الذي لا يرضخ لأنواع الاستعمار والغزو الفكري

رافضة لأي نهب لخيراتها فنبينا الكريم نهانا وحذرنا من هذا السلوك بقوله صلى الله عليه وسلم كما روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :"لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلو جحرضب لدخلتموه".

فببصيرتها الثاقبة علمت أن اختلافها رحمة وأن اجتماعها حب كما جاء في حديث عن أنس بن مالك خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" رواه البخاري ومسلم

قيمة الحب قيمة جمعية تكاملية صاغها بناء أصيل تشرب مبادئه من منبع صافي

يقول شيخ الاسلام بن تيمية:"لا يكن قلبك كالاسفنجة يتشرب كل شيء,بل اجعله كالزجاجة ترى الحقائق من ورائها ولايدخلها شيء".

يأخذ ما ينفعه ويترك ما يضره ,يأخذ الصالح ويترك الفاسد.

فالتجميع هو عمل من أعمال البناء في التفكيريشبه التبلور في الكريستال عملية يستخدمها العقل للنظر في الشيء بعنايةلينتج عنها الفهم والتطوير للفكرة أو الخطة في الذهن.

بلورة كرستالية لتراث وعقيدة تتوافق مع العصر الذي نعيشه.

بناء معرفي (علم فكر معرفة تراث وعقائد )+فلترة نقدية = حقائق

بناء+تجميع=حقائق.

هذه الحقائق هي منهجيتنا في التفكير تتوقف على مقدار مهارتنا وحذقنا في الاجتهاد والنقد والتحرر من العقل الجمعي

قال تعالى :"وماأكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين".يوسف"103

فالانسان محصلة أفكاره متى صقلها وانتفع بها كانت له عون على رحلته الكبرى في هذه الحياة فهو في تحد دائم مع هواه وسلطان طبعه يسعى دوما لتكون له رؤية واضحة متحررة على اساس قويم دعامته كتاب الله وسنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم

نحتاج هنا للتدبر وكلما زاد التدبرزادت قوة العقل

فالعقل كالحقل,وكل فكرة نفكر فيها لفترة طويلة هي بمثابة عملية ري ولن نحصد سوى ما نزرع من أفكار سلبية كانت أم ايجابية

فالنجمع من كل بستان زهرة محملة بالرحيق والاريج والعبق الخالد فكل فكرة وقيمة هي الزاد لرحلة الحياة لأخذ العبرة والموعظة ومدافعة الطبع.

قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ} [يوسف: 111].

وكمثال قيمة العفو وضبط النفس هي قيمة في غاية الروعة والجمال تحتاج لصقل وبلورة كرستالية لتصبح ضمن منظومة بناء فكري معرفي اجتماعي

تحتاج لتدريب وممارسة سعة صدر وعلو همة ومقاومة هوا

قال صلى الله عليه وسلم :"إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم من يتحر الخير يعطه ومن يتق الشر يوقه"

وقد كان صلى الله عليه وسلم قدوتنا في كل خلق عظيم كان قرآنا يمشي على الأرض عفا عن قومه حين قدر وقال "اذهبوا فانتم الطلقاء"


يرغبنا ويحببنا ..عن سهل بن معاذ عن عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من كظم غيظا- وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ماشاء"
ليصبح طبعا اصيلا نتيجة لاتخاذه نهجا فالتجميع هو دعم لكل قيمة او فكرة أو حتى اسطورة لتكون بناءا حقيقي

ومن الطريف أن تتحول اسطورة كاسطورة افتح ياسمسم التى قرأنها في قصص علي بابا والأربعين حرامي

الى ما نشاهده اليوم من أبواب آلية تفتح بمجرد الوقوف عليها

أو تطور فكرة الحمام الزاجل لننعم بنعمة البريد الاكتروني فكل هذا هو نتيجة التجميع ودعم الافكار وصياغتها بالصور العلمية المختلفة.

فالحضارة المعاصرة هي نتيجة حتمية لتراكم معرفي وعلمي واجتماعي متواصل منذ بدء الخليقة وإلى اليوم
__________________

أخر مواضيعي

رد مع اقتباس