المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تتحدى الزوجة زوجها


الشريفة الهاشمية
24-03-2007, 02:20 AM
عندما تتحدى الزوجة زوجها


ضحت من أجل زوجها ولكن لم يزدها عنده الا بعداً ، وحلمت عليه فما زاده الا جهلاً ، وصبرت فازداد طغياناً وظلماً ..ومع هذه المعاناة التي تذوب منها الصخور ظلت هادئة النفس ، مطمئنة الفؤاد يشرق وجهها بنور الامل ويملأ قلبها برد الايمان الذي هو سر الثبات ومفتاح الفرج وأصل السعادة وأساس السكينة والرضا .ذلك السلاح الذي تحدت به طغيان زوجها وحماقته فقال لها مهدداً متوعداً وكأنه يملك الارض ومن عليها : لأُشقينك !!
فقالت في طمأنينة ورفعة : لا تستطيع أن تشقيني ،كما لا تستطيع أن تسعدني !!
فقال غاضباً : ولماذا لا أقدر على ذلك .؟
فقالت : لو كانت السعادة في راتب لقطعته عني أو كانت في زينة من الحلي والحلل لحرمتني منها أو في حفلة او في نزهة لمنعتني عنها ،ولكنها فى شىء لا تملكه انت ولا الناس اجمعون ...
فقال الزوج فى دهشة : ما هو ؟!
فقالت فى يقين راسخ وايمان شامخ : انى اجد سعادتى بايماني ، وايماني فى قلبى ، وقلبي لاسلطان لأحد عليه غير ربى !! .
ذلك هو الايمان راحة ضمير وسكينة نفس وطمأنينة قلب وانشراح صدر ، يبصر المرء به دربه، وتثبت على الحق قدمه ...
لا تهزَه الابتلاءات مهما تعاظمت ، ولا تبهره الشهوات مهما تبهرجت ، (عجباً لأمر المؤمن ان أمره كله له خيرإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك الا للمؤمن ) ..ومن كان ينظر لتقلبات دهره وتبدل أيامه بهذه العين البصيرة فإنه يعيش سعيداً قرير العين مهما ضاقت به الدنيا واستكمت عليه حلقات الوصب ودوائر النصب !! بل ربما يحصل له من التلذذ في المناجاة وهو يخوض لجج الابتلاءات ما لا يحصل له أيام العافية .وقد عبر أهل الإيمان عن هذا الأنس والسعادة فقال أحدهم :إننا في سعادة لو علم بها الملوك لجالدونا عليها بالسيوف . !!
فانظري ما مقدار الايمان في قلبك ؟
وما أثره في حياتك ؟
إنه البلسم الحياة ونور ها به يسكن الخائف ويطمئن المفجوع ويتسلى الحزين ويرتوي الظمآن و يستروح المهموم ويقوى الضعيف ويهتدي الحيران ، فعبي من معينه تسعدي في دنياك وآخرتك