عاشقة الرسول
20-07-2007, 01:49 PM
مفاهيم انسانية
الكرامة
عبد الله بن محمد فدعق
“ الكرامة “ لفظة تعني بمعناها الحالي الاحترام الاجتماعي والمكانة، وهذا معنى جديد في لغتنا العربية، إذ لم يستعمل هذا اللفظ بهذا المعنى فيما مضى. يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تبيانه : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )، ويقول جلت قدرته أيضاً : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )، وكرم وأكرم من هاتين الآيتين معناهما الشرف والفضل، والشرف هو العلو الذي لابد للإنسان أن يسعى إليه سواء كان ذلك في مكان أو مكانة، ويدخل في ذلك التعبد وغيره، ففي الحديث الذي رواه المنذري والطبراني والحاكم جاء سيدنا جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس). والكرامة هي السمو والمعالي، وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى كما ورد في الصحيحين بقوله : ( إن الله عز وجل كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها) . ومما أوصانا به صلوات الله وسلامه عليه فيما رواه الترمذي والحاكم قوله: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا ) والكبير هنا ليس كبير السن فقط بل يدخل في ذلك كبير المقام،ومن ذلك يتبين أن كرامة الإنسان تتوزع على حسن الفعال والبعد عن قبيح الأعمال، وأنها أي الكرامة اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر من الإنسان، ويطلق ذلك أيضاً على العزة الممدوحة،
ولاشك أن الكرامة ليست أن يأكل الإنسان ويلبس ويشرب ويتداوى من عمل غيره، فالكرامة الموضوعية هي المطلوبة، وأقصد بذلك المساهمة في انتهاض الفرد والجماعة وبمنطق مقبول دونما انفعالات أو صراعات، وهذا الشعور لابد وأن ينبع من إيمان المرء بالله رب السماوات والأرض، ومن خشيته إياه جلت قدرته، فهي بهذا الاعتبار قوامها الأخلاق وليس ما ذكرته القوانين الوضعية، لأن الأخلاق مصدرها الإيمان الديني الذي يبعث الإحساس في أعماق النفس البشرية بفضل الله على الإنسان حين كرمه وشرفه وفضله على الخلق أجمعين، وجعلته سيد نفسه في كنف عبوديته لربه، فهو مخلوق مكرم، استخلفه الله في الأرض لتعميرها، ومن طاعته لله وعبادته له، يستمد شعوره بالاعتزاز والارتياح والرضا والطمأنينة لفعل الخيرات، حتى ينتهي به الأمر إلى استرجاع كرامة الأمة التي تضافرت عليها جهود كثيرة أضعفت من هيبتها، وقللت من حجم إرادتها، وصدق الله القائل : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور).
الكرامة
عبد الله بن محمد فدعق
“ الكرامة “ لفظة تعني بمعناها الحالي الاحترام الاجتماعي والمكانة، وهذا معنى جديد في لغتنا العربية، إذ لم يستعمل هذا اللفظ بهذا المعنى فيما مضى. يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تبيانه : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )، ويقول جلت قدرته أيضاً : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )، وكرم وأكرم من هاتين الآيتين معناهما الشرف والفضل، والشرف هو العلو الذي لابد للإنسان أن يسعى إليه سواء كان ذلك في مكان أو مكانة، ويدخل في ذلك التعبد وغيره، ففي الحديث الذي رواه المنذري والطبراني والحاكم جاء سيدنا جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وعزه استغناؤه عن الناس). والكرامة هي السمو والمعالي، وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى كما ورد في الصحيحين بقوله : ( إن الله عز وجل كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها) . ومما أوصانا به صلوات الله وسلامه عليه فيما رواه الترمذي والحاكم قوله: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا ) والكبير هنا ليس كبير السن فقط بل يدخل في ذلك كبير المقام،ومن ذلك يتبين أن كرامة الإنسان تتوزع على حسن الفعال والبعد عن قبيح الأعمال، وأنها أي الكرامة اسم للأخلاق والأفعال المحمودة التي تظهر من الإنسان، ويطلق ذلك أيضاً على العزة الممدوحة،
ولاشك أن الكرامة ليست أن يأكل الإنسان ويلبس ويشرب ويتداوى من عمل غيره، فالكرامة الموضوعية هي المطلوبة، وأقصد بذلك المساهمة في انتهاض الفرد والجماعة وبمنطق مقبول دونما انفعالات أو صراعات، وهذا الشعور لابد وأن ينبع من إيمان المرء بالله رب السماوات والأرض، ومن خشيته إياه جلت قدرته، فهي بهذا الاعتبار قوامها الأخلاق وليس ما ذكرته القوانين الوضعية، لأن الأخلاق مصدرها الإيمان الديني الذي يبعث الإحساس في أعماق النفس البشرية بفضل الله على الإنسان حين كرمه وشرفه وفضله على الخلق أجمعين، وجعلته سيد نفسه في كنف عبوديته لربه، فهو مخلوق مكرم، استخلفه الله في الأرض لتعميرها، ومن طاعته لله وعبادته له، يستمد شعوره بالاعتزاز والارتياح والرضا والطمأنينة لفعل الخيرات، حتى ينتهي به الأمر إلى استرجاع كرامة الأمة التي تضافرت عليها جهود كثيرة أضعفت من هيبتها، وقللت من حجم إرادتها، وصدق الله القائل : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور).