عاشقة الرسول
26-07-2007, 06:15 AM
«الشرف»
عبدالله فدعق
“الشرف”العلو والارتفاع،قال الزجَّاج:أشرف آيةٍ آيةُ الكرسي.وذكر ابن منظور في”اللسان”عن “الشرف”و”المجد”أنهما لا يكونان إلا بالآباء،أما الحسب و”الكرم”فيكونان وإن لم يكن له آباء شرفاء.وفي الحديث:”الحسب المال والكرم التقوى”رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم.قال العسكري في”الفروق”:”العزة” تعني الغلبة والامتناع والقلة أي الندرة،وأضاف بأن الله لا يقال له شريف كما يقال له عزيز،وقال الراغب في”المفردات”:”العزة” حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب.وقال الغزالي في “المقصد”:العزيز هو الخطير الذي يقل وجود مثله،وتشتد الحاجة إليه،ويصعب الوصول إليه.يقول سيدنا جرير بن عبدالله لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيته فقال:(يا جرير لأي شيء جئت؟قال: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله.قال: فألقى إليَّ كساءه ثم أقبل على أصحابه وقال:(إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه،وقال:وكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في وجهي)رواه ابن ماجة والبيهقي،والمقصود هنا شريف القوم وعزيزهم،وروى أحمد(من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة...)وقد لخص لنا سيدنا عمر بن الخطاب معنى الحسب وغيره بقوله:كرم المؤمن تقواه،ودينه حسبه،ومروءته خلقه،والجرأة والجبن غرائز يضعها الله حيث شاء...ولاشك أن صاحب المعروف والمروءة يستحق الأوصاف المذكورة سابقاً،ذكر الغزالي في”الإحياء” أن سيدنا عبدالله بن جعفر بن أبي طالب قال:أُمطر المعروف مطراً،فإن أصاب الكرام كانوا له أهلاً،وإن أصاب اللئام كنت له أهلاً.وأمطر المعروف أي أبذل الخير.ويقول سيدنا الحسن بن علي:المروءة حفظ الرجل دينه،وحذره نفسه،وحسن المنازعة،والإقدام في الكراهية...ونقل الزرعي في”المدارج”أن ابن شيبان قال: الشرف في التواضع والعز في التقوى والحرية في القناعة.ويطلق ذلك كذلك على عدم التفريط أو الإفراط،يقول ابن مهدي كما ذكره ابن أبي الدنيا في”المكارم”:ليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام...وذكر الغزي في “الآداب”:
ليس الكريم الذي إن زل صاحبُه
بث الذي كان من أسراره عَلما
إن الكريم الذي تبقـى مودتـه
ويحفظ السر إن صافىَ وإن صرَما
والخلاصة أن مفهوم الشرف يرتبط عند المرأة كما الرجل بالمعاني السامية النبيلة ومنها العفة والمحافظة على العرض،ولابد لمن يرجو الشرف والعزة من العمل الجاد والصادق لبلوغ كل ما من شأنه استعادة منعة الدين،وهذا مستحيلٌ تحقيقه عملياً إذا ما تواصل واقعُ التجزئةِ والتخلف والتبعية،فالاستعادة لن تكون فاعلة ومجدية إلا بالعمل الصبور لتحقيق التكامل والتقدم والتطور،ودون ذلك بكائيات وأماني جوفاء لا تجدي في زمن التغول والسفسطة الذي اختلفت فيه مفاهيم الشرف والعزة من النقيض إلى النقيض..من طبقة إلى طبقة..ومن جنس إلى جنس..حتى صوَّر كثيرون العزةَ أنها التغلب بالباطل وبالقهر والإذلال وبتجميع الأموال المشبوهة وبالحصول على جاه غير شرعي،وهذا في الحقيقة ليس عزاً بل هو تعزز ونتيجته الذل، فالعزة الحقيقية الواقعية هي العزة الشرعية المرتبطة بالله وفي سبيله وإليه،لأنها تورث النزاهة وتنمي الفضيلة وتمحق الرذيلة،ولأن الشرف المقصود هنا يكسب المتصف به رضوان الله تعالى(مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)
عبدالله فدعق
“الشرف”العلو والارتفاع،قال الزجَّاج:أشرف آيةٍ آيةُ الكرسي.وذكر ابن منظور في”اللسان”عن “الشرف”و”المجد”أنهما لا يكونان إلا بالآباء،أما الحسب و”الكرم”فيكونان وإن لم يكن له آباء شرفاء.وفي الحديث:”الحسب المال والكرم التقوى”رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم.قال العسكري في”الفروق”:”العزة” تعني الغلبة والامتناع والقلة أي الندرة،وأضاف بأن الله لا يقال له شريف كما يقال له عزيز،وقال الراغب في”المفردات”:”العزة” حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب.وقال الغزالي في “المقصد”:العزيز هو الخطير الذي يقل وجود مثله،وتشتد الحاجة إليه،ويصعب الوصول إليه.يقول سيدنا جرير بن عبدالله لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيته فقال:(يا جرير لأي شيء جئت؟قال: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله.قال: فألقى إليَّ كساءه ثم أقبل على أصحابه وقال:(إذا جاءكم كريم قوم فأكرموه،وقال:وكان لا يراني بعد ذلك إلا تبسم في وجهي)رواه ابن ماجة والبيهقي،والمقصود هنا شريف القوم وعزيزهم،وروى أحمد(من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة...)وقد لخص لنا سيدنا عمر بن الخطاب معنى الحسب وغيره بقوله:كرم المؤمن تقواه،ودينه حسبه،ومروءته خلقه،والجرأة والجبن غرائز يضعها الله حيث شاء...ولاشك أن صاحب المعروف والمروءة يستحق الأوصاف المذكورة سابقاً،ذكر الغزالي في”الإحياء” أن سيدنا عبدالله بن جعفر بن أبي طالب قال:أُمطر المعروف مطراً،فإن أصاب الكرام كانوا له أهلاً،وإن أصاب اللئام كنت له أهلاً.وأمطر المعروف أي أبذل الخير.ويقول سيدنا الحسن بن علي:المروءة حفظ الرجل دينه،وحذره نفسه،وحسن المنازعة،والإقدام في الكراهية...ونقل الزرعي في”المدارج”أن ابن شيبان قال: الشرف في التواضع والعز في التقوى والحرية في القناعة.ويطلق ذلك كذلك على عدم التفريط أو الإفراط،يقول ابن مهدي كما ذكره ابن أبي الدنيا في”المكارم”:ليتق الرجل دناءة الأخلاق كما يتقي الحرام...وذكر الغزي في “الآداب”:
ليس الكريم الذي إن زل صاحبُه
بث الذي كان من أسراره عَلما
إن الكريم الذي تبقـى مودتـه
ويحفظ السر إن صافىَ وإن صرَما
والخلاصة أن مفهوم الشرف يرتبط عند المرأة كما الرجل بالمعاني السامية النبيلة ومنها العفة والمحافظة على العرض،ولابد لمن يرجو الشرف والعزة من العمل الجاد والصادق لبلوغ كل ما من شأنه استعادة منعة الدين،وهذا مستحيلٌ تحقيقه عملياً إذا ما تواصل واقعُ التجزئةِ والتخلف والتبعية،فالاستعادة لن تكون فاعلة ومجدية إلا بالعمل الصبور لتحقيق التكامل والتقدم والتطور،ودون ذلك بكائيات وأماني جوفاء لا تجدي في زمن التغول والسفسطة الذي اختلفت فيه مفاهيم الشرف والعزة من النقيض إلى النقيض..من طبقة إلى طبقة..ومن جنس إلى جنس..حتى صوَّر كثيرون العزةَ أنها التغلب بالباطل وبالقهر والإذلال وبتجميع الأموال المشبوهة وبالحصول على جاه غير شرعي،وهذا في الحقيقة ليس عزاً بل هو تعزز ونتيجته الذل، فالعزة الحقيقية الواقعية هي العزة الشرعية المرتبطة بالله وفي سبيله وإليه،لأنها تورث النزاهة وتنمي الفضيلة وتمحق الرذيلة،ولأن الشرف المقصود هنا يكسب المتصف به رضوان الله تعالى(مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا)