عاشقة الرسول
11-03-2009, 05:31 AM
فدعق : نظرة تجديدية للطب النبوي تتصل بالفقه الإسلامي
محمد عجلان ـ جدة
أوضح الداعية الدكتور عبد الله فدعق أن الفقه الطبي من الموضوعات التي تقتضي منا نظرة تجديدية بالمعنى الصحيح للتجديد في صلتنا بالفقه الإسلامي، مشيرا إلى أن أكثر ما يكتب وينشر الآن عن المسائل الطبية من وجهة نظر إسلامية، هو تلك الكتب التي تتناول بعض أنواع العلاج التي نصح بها أو جربها الرسول صلى الله عليه وسلم، والكتب التي يقول صانعوها إنهم يستطيعون علاج المستعصيات بالتلاوة والترديد، مبينا أن كتب ما يسمى بـ « الطب النبوي» ما ورد فيها يعبر عن خبرات وتجارب، لم ترد بصفة الرسالة، ولا يمكن حمل ما ورد فيها على عموم البيئات، موضحا أن النوع الثاني من الكتب غفل أصحابها عن عدم وجود علاقة بين كتبهم والفقه أو الطب، وغفلوا عن أن القرآن ليس كتابا في الطب، ولا هو كتاب في أي فرع من فروع المعرفة على وجه العموم، بل هو كتاب هداية للبشرية، يقودها لسعادة الدين والدنيا، ويخلصها من أمراض القلوب، وأهمها الكفر، مبينا أن ما نقرأه ـ مثلا ـ عن وصف العسل بقوله سبحانه: «فيه شفاء للناس»، هو وصف لخاصية العسل، وليس وصفا له كدواء يصلح لكل داء.
وقال د. فدعق معقبا: لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم قضية التداوي في موضعها الصحيح، فقد سأله بعض أصحابه: أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «هي من قدر الله»، فالأقدار تدفع بالأقدار، ولا مكان في الإسلام للتواكل باسم التوكل كما يفعل كثير من الناس جهلا منهم، موضحا أن ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم في مسائل الطب النبوي أحد أمرين: إما أمر أوحي إليه به، وهذا قليل جدا في هذا المأثور، وإما أمر عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الخبرة الإنسانية التي كانت شائعة في عصره، وينبغي علينا في الطب أن نلجأ إلى الأطباء، فما وافق موجود الطب في عصرنا أخذنا به، وإن وجدنا له أصلا في التراث فرحنا بهذا التراث وقلنا: لقد تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم أمرا، ثم كشفته البشرية بعد عشرات القرون، أما أن نهمل كل التقدم العلمي الذي وصل إليه الطب، فلا يصح ذلك أبدا، مبينا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث طبيبا، إنما بعث نبيا ومبلغا عن الله سبحانه وتعالى لهذا القرآن وما يشتق منه ويترتب عليه، و لابد أن نفصل دائما بين ما ينبغي أن يتلقى من الله فقط عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم وحده، وما يتلقى من الإنسان في عمله وبحثه ومعرفته.
وأكد د. فدعق أن الإسلام يأمر بتحري الغذاء الطيب والتغذية الحسنة ـ الصحية المتوازنة ـ، ويجب أن يكون ذلك من حيث «الكم» بترك الإفراط في الطعام والشراب، حتى تتجنب أمراض التخمة أو أمراض الرخاء من ضعف وهزال، مشيرا إلى أن الصحة نعمة، يجب المحافظة عليها، وهذا قانون رباني أزلي لقول الله عز وجل: «ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته، فإن الله شديد العقاب»، كما أن الأحاديث كثيرة في المحافظة على الوضوء، والغسل، وغسل اليدين قبل تناول الطعام، وتقليم الأظافر وحفظ صحة الفم بالمضمضة والسواك وغير ذلك. والإسلام يحرم الإضرار بالنفس، ويوجب اتخاذ جميع سبل الوقاية من الأمراض والإصابات، ويوجب التداوي، ويحرم الإضرار بأفراد الأسرة، مشيرا إلى أن الإسلام جعل الصحة في المقام الأول بعد الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة».
وبين أن حق الصحة من وجهة النظر الإسلامية ذو ثلاث شعب، فهو حق على النفس، وحق على المجتمع، وحق على الدولة في وقت معا.
وتطرق د. فدعق إلى بعض الحقوق الصحية التي أخذت تبرز اليوم لتواكب التقدم العملي والعلمي والتطور الذي طرأ على أفهام الناس، وتواكب القيم والمبادئ الأخلاقية التي تحكم سلوكهم وتصرفهم، منها: حق الجنين في الحياة، وحق الزوج والزوجة في الإنجاب، وحق المحتاج إلى نقل عضو أو نسيج أو ما إلى ذلك من إنسان آخر.
محمد عجلان ـ جدة
أوضح الداعية الدكتور عبد الله فدعق أن الفقه الطبي من الموضوعات التي تقتضي منا نظرة تجديدية بالمعنى الصحيح للتجديد في صلتنا بالفقه الإسلامي، مشيرا إلى أن أكثر ما يكتب وينشر الآن عن المسائل الطبية من وجهة نظر إسلامية، هو تلك الكتب التي تتناول بعض أنواع العلاج التي نصح بها أو جربها الرسول صلى الله عليه وسلم، والكتب التي يقول صانعوها إنهم يستطيعون علاج المستعصيات بالتلاوة والترديد، مبينا أن كتب ما يسمى بـ « الطب النبوي» ما ورد فيها يعبر عن خبرات وتجارب، لم ترد بصفة الرسالة، ولا يمكن حمل ما ورد فيها على عموم البيئات، موضحا أن النوع الثاني من الكتب غفل أصحابها عن عدم وجود علاقة بين كتبهم والفقه أو الطب، وغفلوا عن أن القرآن ليس كتابا في الطب، ولا هو كتاب في أي فرع من فروع المعرفة على وجه العموم، بل هو كتاب هداية للبشرية، يقودها لسعادة الدين والدنيا، ويخلصها من أمراض القلوب، وأهمها الكفر، مبينا أن ما نقرأه ـ مثلا ـ عن وصف العسل بقوله سبحانه: «فيه شفاء للناس»، هو وصف لخاصية العسل، وليس وصفا له كدواء يصلح لكل داء.
وقال د. فدعق معقبا: لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم قضية التداوي في موضعها الصحيح، فقد سأله بعض أصحابه: أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، وتقاة نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «هي من قدر الله»، فالأقدار تدفع بالأقدار، ولا مكان في الإسلام للتواكل باسم التوكل كما يفعل كثير من الناس جهلا منهم، موضحا أن ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم في مسائل الطب النبوي أحد أمرين: إما أمر أوحي إليه به، وهذا قليل جدا في هذا المأثور، وإما أمر عرفه النبي صلى الله عليه وسلم بمقتضى الخبرة الإنسانية التي كانت شائعة في عصره، وينبغي علينا في الطب أن نلجأ إلى الأطباء، فما وافق موجود الطب في عصرنا أخذنا به، وإن وجدنا له أصلا في التراث فرحنا بهذا التراث وقلنا: لقد تعلمنا من النبي صلى الله عليه وسلم أمرا، ثم كشفته البشرية بعد عشرات القرون، أما أن نهمل كل التقدم العلمي الذي وصل إليه الطب، فلا يصح ذلك أبدا، مبينا أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبعث طبيبا، إنما بعث نبيا ومبلغا عن الله سبحانه وتعالى لهذا القرآن وما يشتق منه ويترتب عليه، و لابد أن نفصل دائما بين ما ينبغي أن يتلقى من الله فقط عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم وحده، وما يتلقى من الإنسان في عمله وبحثه ومعرفته.
وأكد د. فدعق أن الإسلام يأمر بتحري الغذاء الطيب والتغذية الحسنة ـ الصحية المتوازنة ـ، ويجب أن يكون ذلك من حيث «الكم» بترك الإفراط في الطعام والشراب، حتى تتجنب أمراض التخمة أو أمراض الرخاء من ضعف وهزال، مشيرا إلى أن الصحة نعمة، يجب المحافظة عليها، وهذا قانون رباني أزلي لقول الله عز وجل: «ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته، فإن الله شديد العقاب»، كما أن الأحاديث كثيرة في المحافظة على الوضوء، والغسل، وغسل اليدين قبل تناول الطعام، وتقليم الأظافر وحفظ صحة الفم بالمضمضة والسواك وغير ذلك. والإسلام يحرم الإضرار بالنفس، ويوجب اتخاذ جميع سبل الوقاية من الأمراض والإصابات، ويوجب التداوي، ويحرم الإضرار بأفراد الأسرة، مشيرا إلى أن الإسلام جعل الصحة في المقام الأول بعد الإيمان لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث: «لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة».
وبين أن حق الصحة من وجهة النظر الإسلامية ذو ثلاث شعب، فهو حق على النفس، وحق على المجتمع، وحق على الدولة في وقت معا.
وتطرق د. فدعق إلى بعض الحقوق الصحية التي أخذت تبرز اليوم لتواكب التقدم العملي والعلمي والتطور الذي طرأ على أفهام الناس، وتواكب القيم والمبادئ الأخلاقية التي تحكم سلوكهم وتصرفهم، منها: حق الجنين في الحياة، وحق الزوج والزوجة في الإنجاب، وحق المحتاج إلى نقل عضو أو نسيج أو ما إلى ذلك من إنسان آخر.