مها قزاز
02-06-2009, 03:38 AM
الفرق بين المدارة والمداهنة
أن المدارة: هي خفض الجناح للناس، والرفقُ بالجاهل في التعليم، وبالفاسق في النهي عن فعله، وترْكُ الإِغلاظ عليه حيث لا يُظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما إذا احتيج إلى تألُّفِه، وهي من أخلاق المؤمنين ومندوبٌ إليها .
والمداهنةُ - وهي مأخوذة من الدِّهان، وهو الذي يَظهَر على الشيء ويَستُرُ باطنه - مُعاشَرةُ الفاسق وإظهارُ الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، وهي محرَّمة منهي عنها .
وقيل في الفرق بين المداراة والمداهنة أيضا :
أن المداراة بذلُ الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو صلاحهماِ جميعا. والمداهنة هي بذلُ الدين لصلاح الدنيا.
وقال الإمام ابن القيم في الفرق بين المداراة والمداهنة في كتاب (( الرُُّوح :281))، ونقله الحافظ البقاعي في مختصره ((سر الرُُّوح :23)) ولخّصه بقوله:
(( و الفرق بين المداراة والمداهنة: أن المداراة: التلطف بالإِنسان لتستخرج منه الحق، أو ترُدُّه عن الباطل. والمداهنة : التلطفُ به لتقره على باطله، وتتركه على هواه، فالمداراة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق.
مثالُ ذلك رجل به قَرْحة فجاءه الطبيب الرفيق فتعرَّف حالها، ثم أخَذَ في تليينها حتى إذا نَضِجَتْ بَطّها برفق وسهولة، فأخرج ما فيها، ثم وضع عليها من الدواء ما يمنع الفساد ويقطع المادة، ثم تابع عليها المراهم المُنْبِتَة للحم، ثم ذَرَّ عليها ما يُنشَّفُ الرطوبة، ثم شدَّ عليها الرباط. ولم يزل حتى صلحت، فهذا المدارِي.
وأما المُداهِن فقال لصاحبها: لا بأس عليك منها، وهذه لاشيء، فاستُرْها عن العيونبخِرقة ثم الْهُ عنها. وهذا لمِا رأي من جَزَعه من بطّها، فلم تَزَل مادَّتُها تقوى وتستحكم ، حتى زادت موادُّها وعظُم فسادُها!))انتهى.
وقد قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الرجل ليَخُرجُ من بيته ومعه دِيُنه، فيلقى الرجلَ له إليه حاجة، فيقول : إنك لذَيْتَ إنك لذيت - من ألفاظ الكنايات مثل كَيْتَ وكيت- : يثني عليه، وعسى أن لا يَحلى - أي لا يَحظى- من حاجته بشيء، فيرجعُ فُيسخِط الله عليه، فيرجعُ وما معه من دينه شيء! رواه الإمام أحمد في كتاب (( العلل ومعرفة الرجال:1/268)). <!-- / message --><!-- sig -->
أن المدارة: هي خفض الجناح للناس، والرفقُ بالجاهل في التعليم، وبالفاسق في النهي عن فعله، وترْكُ الإِغلاظ عليه حيث لا يُظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما إذا احتيج إلى تألُّفِه، وهي من أخلاق المؤمنين ومندوبٌ إليها .
والمداهنةُ - وهي مأخوذة من الدِّهان، وهو الذي يَظهَر على الشيء ويَستُرُ باطنه - مُعاشَرةُ الفاسق وإظهارُ الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، وهي محرَّمة منهي عنها .
وقيل في الفرق بين المداراة والمداهنة أيضا :
أن المداراة بذلُ الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو صلاحهماِ جميعا. والمداهنة هي بذلُ الدين لصلاح الدنيا.
وقال الإمام ابن القيم في الفرق بين المداراة والمداهنة في كتاب (( الرُُّوح :281))، ونقله الحافظ البقاعي في مختصره ((سر الرُُّوح :23)) ولخّصه بقوله:
(( و الفرق بين المداراة والمداهنة: أن المداراة: التلطف بالإِنسان لتستخرج منه الحق، أو ترُدُّه عن الباطل. والمداهنة : التلطفُ به لتقره على باطله، وتتركه على هواه، فالمداراة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق.
مثالُ ذلك رجل به قَرْحة فجاءه الطبيب الرفيق فتعرَّف حالها، ثم أخَذَ في تليينها حتى إذا نَضِجَتْ بَطّها برفق وسهولة، فأخرج ما فيها، ثم وضع عليها من الدواء ما يمنع الفساد ويقطع المادة، ثم تابع عليها المراهم المُنْبِتَة للحم، ثم ذَرَّ عليها ما يُنشَّفُ الرطوبة، ثم شدَّ عليها الرباط. ولم يزل حتى صلحت، فهذا المدارِي.
وأما المُداهِن فقال لصاحبها: لا بأس عليك منها، وهذه لاشيء، فاستُرْها عن العيونبخِرقة ثم الْهُ عنها. وهذا لمِا رأي من جَزَعه من بطّها، فلم تَزَل مادَّتُها تقوى وتستحكم ، حتى زادت موادُّها وعظُم فسادُها!))انتهى.
وقد قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : إن الرجل ليَخُرجُ من بيته ومعه دِيُنه، فيلقى الرجلَ له إليه حاجة، فيقول : إنك لذَيْتَ إنك لذيت - من ألفاظ الكنايات مثل كَيْتَ وكيت- : يثني عليه، وعسى أن لا يَحلى - أي لا يَحظى- من حاجته بشيء، فيرجعُ فُيسخِط الله عليه، فيرجعُ وما معه من دينه شيء! رواه الإمام أحمد في كتاب (( العلل ومعرفة الرجال:1/268)). <!-- / message --><!-- sig -->