MEDOX
23-04-2006, 07:02 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
ديوان الإمام الشافعي رحمه الله
 
بسم الله نبدأ ...
 
 
كتمان الأسرار
 
 
إذا المرء أفشـى سـره بلسانـه----------ولام عليـه غـيره فـهو أحمـق
 
 
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه----------فصدر الذي يستودع السر أضيق
 
 
 
 
حمل النفس على ما يزينها
 
 
صن النفس واحملها على ما يزينهـا----------تعش سالماً والقول فيـك جميـل
 
 
ولا تـولـين النـاس إلا تجمـلاً----------نبا بك دهـر أو جـفاك خليـل
 
 
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ----------عسى نكبات الدهر عنـك تزول
 
 
ولا خـير في ود امـريءٍ مـتلونٍ----------إذا الريح مالت ، مال حـيث تميل
 
 
وما أكـثر الإخوان حين تعدهـم----------ولكنهـم في الـنائبـات قليـل
 
 
 
 
تعريف الفقيه والرئيس والغني
 
 
إن الفقيـه هـو الفقيـه بفعلـه----------ليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه
 
 
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقـه----------ليس الرئيس بقومـه ورجالـه
 
 
وكذا الغني هـو الغنـي بحالـه----------ليـس الغنـي بملكـه وبمالـه
 
 
 
 
القناعة
 
 
رأيـت القـناعـة رأس الغـن----------فـصرت بأذيالهـا متمـسـك
 
 
فـلا ذا يـراني علـى بابـه----------ولا ذا يـرانـي بـه منهمـك
 
 
فصـرت غنيـاً بـلا درهـمٍ----------أمـر علـى الناس شبـه الملك
 
 
 
 
مكارم الأخلاق
 
 
 
لما عـفوت ولم أحقـد على أحدٍ----------أرحـت نفسي من هم العداوات
 
 
إني أحيي عـدوي عنـد رؤيتـه----------أدفـع الشـر عـني بالتحيـات
 
 
وأظهـر البشر للإنسان أبغضـه----------كمـا أن قد حشـى قلبي محبات
 
 
الناس داء ودواء الناس قربـهم----------وفي اعتزالهـم قطـع المـودات
 
 
 
تأتي العزة بالقناعة
 
 
أمـت مطامعي فأرحت نفسـي----------فإن النفـس مـا طمعـت تهون
 
 
وأحـييت القنوع وكـان ميتـاً----------ففـي إحيائـه عـرض مصـون
 
 
إذا طمـع يحـل بقلـب عبـدٍ----------عـلتـه مهانـة وعـلاه هـون
 
 
 
 
الإعراض عن الجاهل
 
 
أعـرض عـن الجاهـل السفيه----------فكـل مـا قـال فهـو فيـه
 
 
مـا ضـر بحـر الفرات يومـاً----------إن خاض بعض الكـلاب فيـه
 
 
 
كتب إلى ابويطي وهو في السجن : حسن خلقك مع الغرباء ووطن نفسك لهم فإني كثيراً ما سمعت الشافعي يقول :
 
أهـين لهم نفسي وأكرمها بهم----------ولا تكرم النفـس الـتي لا تهينهـا
 
 
 
 
توقير الرجال
 
 
ومـن هـاب الـرجـال تهيبـه----------ومـن حـقر الرجـال فلن يهابـا
 
 
ومـن قضـت الرجال له حقوقاً----------ومن يعـص الرجـال فمـا أصابـا
 
 
 
 
السماحة وحسن الخلق
 
 
إذا سبنـي نـذل تزايدت رفعـه----------ومـا العـيب إلا أن أكون مساببـه
 
 
ولـو لم تكن نفسي عـلى عزيزة----------مكنتهـا من كـل نـذل تحـاربـه
 
 
ولـو أنني اسعـى لنفعي وجدتن----------كثـير التوانـي للذي أنـا طالبـه
 
 
ولكنني اسـعى لأنفـع صاحـبي----------وعار على الشبعان إن جاع صاحبـه
 
 
 
***
 
 
يخاطـبني السفيـه بكـل قبـح----------فـأكـره أن أكـون لـه مجيبـاً
 
 
يزيـد سفاهـة فأزيـد حلمـاً----------كـعـودٍ زاده الإحـراق طيبـاً
 
 
 
الفضل
 
 
أرى الغرفى الدنيا إذا كان فاضلاً ----------ترقى على رؤس الرجال ويخطـب
 
 
وإن كان مثلي لا فضيلة عنـده ----------يقاس بطفلٍ في الشـوارع يلعـب
 
 
 
قال الربيع بن سليمان يقول الشافعي :
 
على كل حالٍ أنت بالفضل آخذ ----------ومـا الفضـل إلا للـذي يتفضـل
 
 
 
 
الزهد ومصير الظالمين
 
 
بلوت بني الدنيا فلم أر فيهـم ----------سوى من غدا والبخل ملء إهـابـه
 
 
فجردت من غمد القناعة صارماً----------قطعـت رجائـي منهـم بذبـابـه
 
 
فـلا ذا يـراني واقفاً في طريقه----------ولا ذا يـراني قاعـداً عنـد بابـه
 
 
غنى بلا مالً عن الناس كلهـم----------وليس الغنى إلا عن الشـيء لآ بـه
 
 
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً----------ولـج عتـواً في قـبيـح اكتسابـه
 
 
فـكله إلى صـرف الليالي فإنهـا----------ستدعو له مـا لم يكـن في حسابـه
 
 
فكـم قـد رأينا ظالـماً متمرداً----------يرى النجـم رتيهاً تحت ظل ركابـه
 
 
فعمـا قـليلٍ وهـو في غفلاتـه----------أناخـت صـروف الحادثات ببابـه
 
 
وجـوزى بالأمر الذي كان فاعلاً----------وصـب عليـه اللـه سوط عذابـه
 
 
 
 
السكوت سلامة
 
 
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم----------إن الـجواب لباب الشـر مفتـاح
 
 
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شـرف----------وفيه أيضاً لصون العـرض إصـلاح
 
 
أمـا ترى الأسد تخشى وهي صامته ؟----------والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
 
 
 
 
الصمت خير من حشو الكلام
 
 
لا خـير فـي حشـو الكـلام ----------إذا اهتـدت إلــى عـيـونـه
 
 
والصـمـت أجـمـل بالفتـى----------مـن منطـق في غـير حينـه
 
 
وعـلـى الفتـى لـطبـاعـه----------سمـة تـلوح علـى جـبينـة
 
 
 
 
فضل السكوت
 
 
وجـدت سكـوتي متجـراً فلزمتـه----------إذا لـم أجد ربحاً فلسـت بخاسـر
 
 
ما الصمـت إلا في الرجـال متاجـر----------وتاجـره يعلـو علـى كل تاجـر
 
 
 
 
ومما تمثل به الإمام
 
 
إذا نطـق السـفيـه فـلا تـجبـه----------فخـير مـن إجابتـه السكـوت
 
 
فإن كـلمتـه فـرجـت عـنـه----------وإن خليتـه كـمـداً يـموت
 
 
 
الإعتزاز بالنفس
 
 
مـاحـك جلـدك مثـل ظفـرك----------فتـول أنـت جـميـع أمـرك
 
 
وإذا قـصـدت لـحـاجــةٍ----------فـاقـصـد لمـعتـرفٍ بقـدرك
 
 
 
 
الإنسان وحظه
 
 
المـرء يحظـى ثـم يعلـو ذكـره----------حـتى يزيـن بالـذي لـم يفعـل
 
 
وتـرى الشقـي إذا تكامـل عيبه----------يشقـى وينحـل كـل مـا لم يعمل
 
 
 
 
الإيثار والجود
 
 
أجود بموجـودٍ ولـو بـت طاويـاً----------عـلى الجوع كشحاً والحشا يتألـم
 
 
وأظهـر أسبـاب الغـنى بين رفقـتي----------لمخافـهـم حـالي وإنـي لمعـدم
 
 
وبيني وبيـن اللـه اشكـو فـاقتـي----------حقيقـاً فإن اللـه بالـحال أعلـم
 
 
 
 
عزة النفس
 
 
 
لقـلـع ضـرس وضـرب حبـس----------ونـزع نـفـس ورد أمــس
 
 
وقر بـردٍ وقــود فــرد----------ودبـغ جـلـد ٍ بغـير شمـس
 
 
وأكـل ضـب وصـيـد دب----------وصـرف حـب بـأرض خـرس
 
 
ونـفـخ نـار ٍ وحـمـل عـارٍ----------وبـيـع دارٍ بـربـع فـلـس
 
 
وبـيـع خـف وعـدم إلـفٍ----------وضرب ألـفٍ بـحـبـل قلـس
 
 
أهـون مـن وقـفـة الـحـر----------يـرجـو نـوالاً بـبـاب نـحس
 
 
 
الهمة العالية
 
 
أمطري لؤلؤاً جبال سرنديب----------وفيضي آباز تكرور تبرا
 
 
أنا إن عشت لست اعدم قوتاً----------وإذا مت لست اعدم قبراً
 
 
همتي همة الملوك ونفسي----------نفس حر ترى المذلة كفراً
 
 
وإذا ما قنعت بالقوت عمري----------فلماذا أزور زيداً وعمراً
 
 
 
 
الجود
 
 
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي----------وقد ملكت أيديكم البسط والفيضا
 
 
فماذا يرجى منكم إن عزلتم----------وعضتكم الدنيا بأنيابها عضا
 
 
وتسترجع الأيام ما وهبتكم----------ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
 
 
 
 
حقوق الناس
 
 
أرى راحة للحق عند قضائه----------ويثقل يوماً إن تركت على عمد
 
 
وحسبك حظاً أن ترى غير كاذبٍ----------وقولك لم اعلم وذلك من الجهد
 
 
ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه----------وصاحبه الأدنى على القرب والبعد
 
 
يعش سيداً يستعذب الناس ذكره----------وإن نابه حق أتوه على قصد
 
 
 
 
منتهى الجود
 
 
يا لهف نفسي على مال أفرقه----------على المقلين من أهل المروات
 
 
 
إن إعتذاري إلى من جاء يسألني----------ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
 
 
 
فساد طبائع الناس
 
 
ألم يبق في الناس إلا المكر والملق----------شوك ، إذا لمسوا ، زهر إذا رمقوا
 
 
فإن دعتك ضرورات لعشرتهم----------فكن جحيماً لعل الشوك يحترق
 
 
 
 
حصيد البدع
 
 
لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعاً----------في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
 
 
حتى استخف بدين الله أكثرهم----------وفي الذي حملوا من حقه شغل
 
 
 
 
الأمراض من ثلاث
 
 
ثلاث هن مهلكة الأنام----------أوداعية الصحيح إلى السقام
 
 
 
دوام مدامةٍ ودوام وطءٍ----------وإدخال الطعام على الطعام
 
 
 
 
مدارة الحساد
 
 
وداريت كل الناس لكن حاسدي----------مدارته عزت وعز منالها
 
 
وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ----------إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
 
 
 
 
مرارة تحميل الجميل
 
 
لا تحملن لمن يمن----------من الأنام عليك منة
 
 
واختر لنفسك حظها----------واصبر فإن الصبر جنة
 
 
منن الرجال على القلوب----------أشد من وقع الأسنة
 
 
 
 
المنــة
 
 
رأيتك تكويني بمبسم منةٍ----------كأنك سر من أسرار تكويني
 
 
فدعني من المن فلقمة----------من العيش تكفيني إلى يوم تكفيني
 
 
 
 
شح الأنفس
 
 
وانطقت الدراهم بعد صمتٍ----------أناساً بعد ما كانوا سكوتاً
 
 
فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ----------ولا عرفوا لمكرمةٍ ثبوتاً
 
 
 
 
الكفر بالمنجمين
 
 
خبرا عني المنجم أني----------كافر بالذي قضته الكواكب
 
 
عالماً أن ما يكون وما كان----------قضاه من المهيمن واجب
 
 
--------------------------------------------------------------
 
 
تغرب عن الأوطان في طلب العلى----------وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
 
 
تفرج هم واكتساب معيشةٍ----------وعلمٍ وآدابٍ وصحبة ماجد
 
 
 
 
الحض على السفر من أرض الذل
 
 
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بها----------ولا تكن من فراق الأهل في حرق
 
 
 
فالعنبر الخام روث في موطونه----------وفي التغرب محمولُ على العنق
 
 
والكحل نوع من الأحجار تنظره----------في أرضه وهو مرمي على الطرق
 
 
لما تغرب حاز الفضل أجمعه----------فصار يحمل بين الجفن والحدق
 
 
 
 
حال الغريب
 
 
 
إن الغريب له مخافة سارقٍ----------وخضوع مديونٍ وذلة موثق
 
فإذا تذكر أهله وبلاده----------ففؤاده كجناح طيرٍ خافق
 
 
 
 
الحض على الترحال
 
 
ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدبٍ----------من راحة فدع الأوطان واغترب
 
 
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه----------وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
 
 
إني رأيت وقوف الماء يفسده----------إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
 
 
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست----------والسهم لولا فراق القوس لم يصب
 
 
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ً----------لملها الناس من عجم ومن عرب
 
 
والتبر كالترب ملقي في أماكنه----------والعود في أرضه نوع من الخطب
 
 
فإن تغرب هذا عز مطلبه----------وإن تغرب ذلك عز كالذهب
 
 
 
الدهر يوم لك ويوم عليك
 
 
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر----------والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
 
 
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف----------وتستقر بأقصى قاعه الدرر
 
 
وفي السماء نجوم لا عداد لها----------وليس يكسف إلا الشمس والقمر
 
 
 
 
اليقظة والحذر
 
 
تاه الأعيرج واستغلى به الخطر----------فقل له خير ما استعملته الحذر
 
 
أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنت----------ولم تخف سوء ما يأتي بها القدر
 
 
وسالمتك الليالي فاغتررت بها----------وعند صفو الليالي يحدث الكدر
 
 
 
 
الرضا بالقدر
 
 
وما كنت راضٍ من زماني بما ترى----------ولكنيي راضٍ بما حكم الدهر
 
 
فإن كانت الأيام خانت عهودنا----------فإني بها راضٍ ولكنها قهر
 
 
 
 
رد الجميل بالسيء
 
 
ومن الشقاوة أن تحب----------ومن تحب يحب غيرك
 
 
أو أن تريد الخير للإنسان----------وهو يريد ضيرك
 
 
 
 
الحظوظ
 
 
تموت الأسد في الغابات جوعاً----------ولحم الضأن تأكله الكلاب
 
 
وعبد قد ينام على حريرٍ----------وذو نسبٍ مفارشه التراب
 
 
 
 
تملك الأوغاد
 
 
محن الزمان كثيرة لا تنقضي----------وسروره يأتيك كالأعياد
 
 
 
ملك الأكابر فاسترق رقابهم----------وتراه رقاً في يد الأوغاد
 
 
 
مثلما تدين تدان
 
 
تحكموا فاستطالوا في تحكمهم----------وعما قليل كأن الأمر لم يكن
 
 
لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبقى----------عليهم الدهر بالأحزان والمحن
 
 
فأصبحوا ولسان الحال ينشدهم----------هذا بذال ولا عتب على الزمن
 
 
 
 
زن بما وزنت به
 
 
زن من وزنك بما وزنك----------وما وزنك به فزنه
 
 
من جاء إليك فرح إليه----------ومن جفاك فصد عنه
 
 
من ظن إليك دونه----------فاترك هواه إذن وهنه
 
 
وارجع إلى رب العباد----------فكل ما يأتيك منه
 
 
 
 
اكرام النفس
 
 
قنعت بالقوت من زماني----------وصنت نفسي عن الهوان
 
 
خوفاً من الناس ان يقولوا----------فضلاً فلان على فلان
 
 
من كنت عنه ماله غنياً----------فلا أبالي إذا جفاني
 
 
ومن رآني بعين نقصٍ----------رأيته بالتي رآني
 
 
ومن رآني بعين تم----------رأيته كامل المعاني
 
 
 
 
عين الرضا
 
 
وعين الرضا عن كل عيب كليلة----------ولكن عين السخط تبدي المساويا
 
 
ولست بهياب لمن لا يهابني----------ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
 
 
فإن تدن مني تدن منك مودتي----------وإن تفأ عني تلقني عنك نائياً
 
 
كلانا غني عن أخيه حياته----------ونحن إذا متنا أشد تغانيا
 
 
 
احذر الناس
 
 
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى----------ودينك موفور وعرضك صين
 
 
 
فلا ينطقن منك اللسان بسوأةٍ----------فكلك سوؤات وللناس السن
 
 
وعيناك إن أبدت إليك معايباً----------فدعها وقل يا عين للناس أعين
 
 
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى----------ودافع ولكن بالتي هي أحسن
 
 
 
 
دية الذنب الإعتذار
 
 
قيل لي قد أسى عليك فلان----------ومقام الفتى على الذل عار
 
 
قلت قد جاءني وأحدث عذراً----------دية الذنب عندئذٍ الإعتذار
 
 
 
 
التماس العذر
 
 
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً----------إن بر عندك فيما قال أو فجراً
 
 
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره----------وقد أجلك من يعصيك مستتراً
 
 
 
 
من الورع اشتغالك بعيوبك
 
 
المرء إن كان عاقلاً ورعاً----------اشغله عن عيوب غيره ورعه
 
 
كما العليل السقيم اشغله----------عن وجع الناس كلهم وجعه
 
 
 
 
آداب النصح
 
 
تعمدني بنصحك في انفرادي----------وجنبني النصيحة في الجماعة
 
 
فإن النصح بين الناس نوع----------من التوبيخ لا أرضى استماعه
 
 
وإن حالفتني وعصين قولي----------فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
 
 
 
 
واعظ الناس
 
 
يا واعظ الناس عما أنت فاعله----------يا من يعد عليه العمر بالنفس
 
 
أجفظ لشيبك من عيب يدنسه----------إن البياض قليل الحمل للدنس
 
 
كحامل لثياب الناس يغسلها----------وقوبه غارق في الرجس والنجس
 
 
تبغى النجاه ولم تملك طريقتها----------إن السفينة لا تجري على اليبس
 
 
ركوبك النعش ينسيك الركوب على----------ما كنت تركب من بغلٍ ومن فرسٍ
 
 
يوم القيامة لا مال ولا ولد----------وضمة القبر تنسي ليلة العرس
 
 
 
وقول الآخر :
 
 
لا كلف الله نفساً فوق طاقتها----------ولا تجود يد إلا بما تجد
 
 
فلا تعد عده إلا وفيت بها----------واحذر خلاف مقالٍ للذي تعد
 
 
 
 
حفظ اللسان
 
 
احفظ لسانك أيها الإنسان----------لا يلدغنك إنه ثعبان
 
 
كم في المقابر من قتيل لسانه----------كانت تهاب لقاءه الأقران
 
 
 
الوقار وخشية الله
 
 
ولولا الشعر بالعلماء يزري----------لكنت اليوم اشعر من لبيد
 
 
واشجع في الوغى من كل ليثٍ----------وآل مهلبٍ وبني يزيد
 
 
ولولا خشية الرحمن ربي----------حسبت الناس كلهم عبيدي
 
 
 
التسليم الخالص
 
 
إذا اصبحت عندي قوت يومي----------فخل الهم عني يا سعيد
 
 
ولا تخطر هموم غدٍ ببالي----------فإن غداً له رزق جديد
 
 
اسلم إن أراد الله أمراً----------فاترك ما أريد لما يريد
 
 
 
 
لا تقنط من رحمة الله
 
 
إن كنت تغدوا في الذنوب جليداً----------وتخاف في يوم المعاد وعيداً
 
 
فلقد اتاك من المهيمن عفوه----------وأفاض من نعمٍ عليك مزيداً
 
 
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا----------في بطن أمك مضغه ووليداً
 
 
لو شاء أن تصلى جهنم خالداً----------ما كان الهم قلبك التوحيدا
 
 
 
من راقب الله رجع
 
 
حسبي بعلمي إن نفع----------ما الذل إلا في الطمع
 
 
من راقب الله رجع----------ما طار طير وارتفع
 
 
 
 
استغفار وتوبة
 
 
قلبي برحمتك اللهم ذو انسٍ في----------السر والجهر والأصباح والغلس
 
 
وما تقلبت من نومي وفي سنتي----------إلا وذكرك بين النفس
 
 
 
 
التوكل في طالب الرزق
 
 
توكلت في رزقي على الله خالقي----------وأيقنت أن الله لا شك رازقي
 
 
وما يك من رزقٍ فليس يفوتني----------ولو كان في قاع البحار العوامق
 
 
سيأتي به الله العظيم بفضله----------ولو لم يكن مني اللسان بناطق
 
 
ففي أي شيءٍ تذهب حسرةً----------وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
 
 
 
ليس كل شيء بالعقل
 
 
لو كنت بالعقل تعطي ما تريد إذن----------لما ظفرت من الدنيا بمرزوق
 
 
رزقت مالاً على جهلٍ فعشت به----------فلست أول مجنونٍ ومرزوق
 
 
وقول آخر:
 
 
ما شئت كان وإن لم أشأ----------وما شئت إن لم تشأ لم يكن
 
 
خلقت العباد لما قد علمت----------ففي العلم يجري الفتى والمسن
 
 
فمنهم شقي ومنهم سعيد----------ومنهم قبيح ومنهم حسن
 
 
على ذا مننت ، وهذا خذلت----------وذلك أعنت وذا لم تعن
 
 
 
 
البعد عن أبواب الملوك
 
 
إن الملوك بلاء حيثما حلوا----------فلا يكن لك في أبوابهم ظل
 
 
 
ماذا تؤمل من قوم ٍ إذا غضبوا----------جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
 
 
فاستغن بالله عن أبوابهم كرماً----------إن الوقوف على أبوابهم ذل
 
 
 
 
تذلل واستغاثة
 
 
بموقف ذل عزتك العظمى----------مخفي سرٍ لا أحيط به علماً
 
 
بإطراق رأسي باعترافي بذلتي----------يمد يدي استمطر الجود والرحمى
 
 
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها----------بعزتها يستغرق النثر والنظما
 
 
بعهد قديمٍ من ألست بربكم ؟----------بمن كان مجهولاً فعرف بالأسما
 
 
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقى----------محباً شراباً لا يضام ولا يظمأ
 
 
 
 
أماني الإنسان
 
 
يريد المرء أن يعطى مناه----------ويأبى الله إلا ما أرادا
 
 
 
قول المرء فائدتي ومالي----------وتقوى الله أفضل ما استفادا
 
 
 
 
نكران الجميل
 
 
تعصي الإله وأنت تظهر حبه----------هذا محال في القياس بديع
 
 
لو كان حبك صادقاً لأطعته----------إن المحب لمن يحب مطيع
 
 
في كل يومٍ يبتديك بنعمةٍ----------منه وأنت لشكر ذاك مضيع
 
 
 
 
لا أبالي
 
 
إنت حسبي وفيك للقلب حسب----------وحسبي أن صح لي فيك حسب
 
 
لا أبالي متى ودادك لي صح----------من الدهر ما تعرض خطب
 
 
 
 
كلما استحكمت فرجت
 
 
ولرب نازلةٍ يضيق لها الفتى----------ذرعاً وعند الله منها المخرج
 
 
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها----------فرجت وكنت أظنها لا تفرج
 
 
 
 
الرضى بقضاء الله وقدره
 
 
دع الأيام تفعل ما تشاء----------وطب نفساً إذا حكم القضاء
 
 
ولا تجزع لحادثه الليالي----------فما لحوادث الدنيا من بقاء
 
 
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً----------وشيمتك السماحة والوفاء
 
 
وأن كثرت عيوبك في البرايا----------وسرك يكون لها غطاء
 
 
تستر بالسخاء فكل عيبٍ----------يغطيه كما قيل السخاء
 
 
ولا ترى للأعادي قط ذلاً----------فإن شماته الأعداء بلاء
 
 
ولا ترج السماحة من بخيل----------فما في النار للظمآن ماء
 
 
ورزقك ليس ينقصه التأني----------وليس يزيد في الرزق العناء
 
 
ولا حزن يدوم ولا سرور----------ولا بؤس عليك ولا رخاء
 
 
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ----------فأنت ومالك الدنيا سواء
 
 
ومن نزلت بساحته المنايا----------فلا أرض تقيه ولا سماء
 
 
وأرض الله واسعة ولكن----------إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
 
 
دع الأيام تغدر كل حين----------فما يغني عن الموت الدواء
 
 
 
قيمة الدعاء
 
 
أتهزأ بالدعاء وتزدريه----------وما تدري بما صنع الدعاء
 
 
سهام الليل لا تخطي ولكن----------لها أمد وللأمد انقضاء
 
 
فيمسكها إذا ما شاء ربي----------ويرسلها إذا نفذ القضاء
 
 
 
زينة الإنسان العلم والتقوى
 
 
اصبر على مر الجفا من معلمٍ----------فإن رسوب العلم في نفراته
 
 
ومن لم يذق مر التعلم ساعة----------تجرع ذل الجهل طول حياته
 
 
ومن فاته التعلم وقت شبابه----------فكبر عليه اربعاً لوفاته
 
 
وذات الفتى والله بالعلم والتقى----------إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
 
 
 
 
بالعلم تبنى الأمجاد
 
 
رأيت العلم صاحبه كريم----------ولو ولدته آباء لئام
 
 
وليس يزال يرفعه إلى أن----------يعظم أمره القوم الكرام
 
 
ويتبعونه في كل حالٍ----------كراعي الضأن تتبعه السوام
 
 
فلولا العلم ما سعدت رجال----------ولا عرف الحلال ولا الحرام
 
 
 
 
العلم ما حفظت
 
 
علمي معي حيثما يممـت ينفعـني----------قلبي وعـاء لـه لا بطـن صـندوق
 
 
إن كنت في البيت كان العلم فيه معيي----------أو كنت في السوق كان العلم فيي السوق
 
 
 
 
أدب المناظرة
 
 
إذا ما كنت ذا فضل وعلم----------بما اختلف الأوائل والأواخر
 
 
فناظر من تناظر في سكونٍ----------حليما لا تلج ولا تكابر
 
 
يفيدك ما استفاد بلا امتنانٍ ----------من النكت اللطيفة والنوادر
 
 
وإياك اللجوح ومن يرائي----------بأني قد غلبت ومن يفاخر
 
 
فإن الشر في جنبات هذا----------يمني بالتقاطع والتدابر
 
 
 
 
المرء بما يعلمه
 
 
تعلم فليس المرء يولد عالماً----------وليس أخو علم كمن هو جاهل
 
 
وإن كبير القوم لا علم عنده----------صغير إذا التفت عليه الجحافل
 
 
وإن صغير القوم إن كان عالماً----------كبير إذا ردت إليه المحافل
 
 
 
 
تواضع العلماء
 
 
كلما أدبني الدهر----------أراني نقص عقلي
 
 
وإذا ما ازددت علماً----------زادني علماً بجهلي
 
 
 
نور العلم يسطع بترك المعاصي
 
 
شكوت إلي وكيع سوؤ حفظي----------فأرشدني إلى ترك المعاصي
 
 
واخبرني بأن العلم نور----------ونور الله لا يهدى لعاصي
 
 
 
 
شروط تحصيل العلم
 
 
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ----------سأنييك عن تفاصيلها ببيان
 
 
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغه----------وصحبة استاذٍ وطول زمان
 
 
 
 
مفخرة الإنسان العلم
 
 
العلم مغرس كل فخر فافتخر----------واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
 
 
واعلم بأن العلم ليس يناله----------من همته في مطعم أو ملبس
 
 
إلا أخو العلم الذي يعني به----------في حالتيه عارياً أو مكتسي
 
 
فاجعل لنفسك منه حظاً وافراً----------واهجر له طيب الرقاد عبس
 
 
فلعل يوماً إن حضرت بمجلسٍ----------كنت الرئيس وفخر ذلك المجلس
 
 
 
 
الجد في طلب العلم
 
 
سهري لتنقيح العلوم الذلي----------من وصل غانيةٍ وطيب عناق
 
 
وصرير أقلامي على صفحاتها----------أحلى من الدوكاء والعشاق
 
 
وألذ من نقر الفتاة لدفها----------نقري لألقي الرمل عن أوراقي
 
 
وتما يلي طرباً لحل عويصةٍ----------في الدرس أشهى من مدامة ساقي
 
 
وأبيت سهران الدجا وتبيته----------نوماً وتبغي بعد ذلك لحاقي
 
 
 
 
يأتي العلم بالتفرغ
 
 
لا يدرك الحكمة من عمره----------يكدح في مصلحة الأهل
 
 
ولا ينال العلم إلا فتى----------خال من الأفكار والشغل
 
 
لو أن لقمان الحكيم الذي----------سارت به الركبان بالفضل
 
 
بلى بفقرٍ وعيالٍ لما----------فرق بين التبن والبقل
 
 
 
 
الناس خدم للعلم
 
 
العلم من فضله لمن خدمه----------أن يجعل الناس كلهم خدمه
 
 
فواجب صونه عليه كما----------يصون الناس عرضه ودمه
 
 
فمن حوى العلم ثم أودعه----------بجهله غير أهله ظلمه
 
 
 
 
العلم ومكانته
 
 
أأنثر دراً بين سارحة البهم----------وانظم منشوراً تراعية الغنم ؟
 
 
لعمر لئن ضيعت في شر بلدةٍ----------فلست مضيعاً فيهم غرر الكلم
 
 
لئن سهل الله العزيز بلطفه----------وصادفت أهلاً للعلوم وللحكم
 
 
بثثت مفيداً واستفدت ودادهم----------وإلا فمكنون لدى ومكتتم
 
 
ومن منح الجهال علماً أضاعه----------ومن منع المستوجيين فقد ظلم
 
 
 
 
أفضل العلوم
 
 
كل العلوم سوي القرآن مشغلة----------إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
 
 
علم ما كان فيه قال حدثنا----------وما سوي ذلك وسواس الشياطين
 
 
وقول آخر:
 
جنونك مجنون ولست بواجدٍ----------طبيباً يداوي من جنن جنون
 
 
 
حب آل البيت فرض من الله
 
 
يا آل بيت رسول الله حبكم----------فرض من الله في القرآن أنزله
 
 
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم----------من لم يصل عليكم لا صلاة له
 
 
 
 
الترفض
 
 
قالوا ترفضت قلت : كلا----------ما الرفض ديني ولا اعتقادي
 
 
لكن توليت غير شكٍ----------خير إمامٍ وخير هادي
 
 
إن كان حب الولي رفضاً----------فإن رفضي إلى العباد
 
 
 
 
الخلفاء الراشدون
 
 
شهدت بان الله لا رب غيره----------وأشهد أن البعث حق وأخلص
 
 
وأن عرى الإيمان قول مبين----------وفعل زكيى قد يزيد وينقص
 
 
وأن أبا بكرٍ خليفة ربه----------وكان أبو حفصٍ على الخير يحرص
 
 
وأشهد ربي أن عثمان فاضل----------وأن علياً فضله متخصص
 
 
أئمة قومٍ يهتدي بهداهم----------لحى الله من إياهم يتنقص
 
 
 
 
أبو حنيفة
 
 
لقد زان البلاد ومن عليها----------إمام المسلمين أبو حنيفة
 
 
بأحكامٍ وآثار وفقةٍ----------كآيات الزبور على الصحيفة
 
 
فما بالمشرقي له نظير----------ولا بالمغربين ولا بكوفة
 
 
فرحمة ربنا أبداً عليه----------مدى الأيام ما قرئت صحيفة
 
 
 
حياة الأشراف واللئام
 
 
أررى حمراً ترعى وتعلف ما تهوى----------وأسداً جياعاً تظمأ الدهر لا تروى
 
 
وأشراف قومٍ لا ينالون قوتهم----------وقوماً لئاماً تأكل المن والسولى
 
 
قضاء لديانٍ الخلائق سابق----------وليس على مر القضاء أحد يقوى
 
 
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه----------تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى
 
 
 
ود الناس
 
 
إني صحبت الناس ما لهم عدد----------وكنت أحسب إني قد ملأت يدي
 
 
لما بلوت أخلائي وجدتهم----------كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
 
 
 
 
قلة الإخوان عند الشدائد
 
 
ولما اتيت الناس اطلب عندهم----------أخا ثقةٍ عند أبتاء الشدائد
 
 
تقلبت في دهري رخاء وشدة----------وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
 
 
فلم أر فيما ساءني غير شامتٍ ----------ولم أر فيما سرني غير جامد
 
 
 
 
البلاء من أنفسنا
 
 
نعيب زماننا والعيب فينا----------وما لزماننا عيب سوانا
 
 
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ----------ولو نطق الزمان لنا هجانا
 
 
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ----------ويأكل بعضنا بعضنا عيانا
 
 
 
 
الضر من غير قصد
 
 
رام نفعاً فضر من غير قصدً----------ومن البر ما يكون عقوقاً
 
 
 
 
مساءة الظن
 
 
لا يكن ظنك إلا سيئاً----------إن الظن من أقوى الفطن
 
 
ما رمى الإنعسان في مخمصةٍ----------غير حسن الظن والقول الحسن
 
 
 
 
ترك الهموم
 
 
سهرت أعين ، ونامت عيون----------في أمور تكون أو لا تكون
 
 
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس----------فحملانك الهموم جنون
 
 
إن رباً كفاك بالأمس ما كان----------سيكفيك في غدٍ ما يكون
 
 
 
 
الأصدقاء عند الشدائد
 
 
صديق ليس ينفع يوم بؤس----------قريب من عدو في القياس
 
 
وما يبقى الصديق بكل عصرٍ----------ولا الإخوان إلا للتآسي
 
 
عمرت الدهر ملتمساً بجهدي----------أخا ثقة فألهاني التماسي
 
 
تنكرت البلاد ومن عليها----------كأن أناسها ليس بناسي
 
 
 
 
اسس الصداقة
 
 
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً----------فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
 
 
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة----------وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
 
 
فما كل من تهواه يهواك قلبه----------ولا كل من صافيته لك قد صفا
 
 
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة----------فلا خير في خل يجيء تكلفا
 
 
ولا خير في خل يخون خليله----------ويلقاه من بعد المودة بالجفا
 
 
وينكر عيشاً قد تقادم عهده----------ويظهر سراً كان بالأمس في خفا
 
 
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق----------صدوق صادق الوعد منصفا
 
 
 
حب الصالحين
 
 
أحب الصالحين ولست منهم----------لعلي أنال بهم شفاعة
 
 
وأكره من تجارته المعاصي----------ولو كلنا سواء في البضاعة
 
 
 
 
الخالص من الأصحاب
 
 
كن ساكناً في ذا الزمان بسيره----------وعن الورى كن راهباً في ديره
 
 
واغسل يديك من الزمان وأهله----------وإحذر مودتهم تنل من خيره
 
 
إني اطلعت فلم أجد لي صاحباً----------أصحبه في الدهر ولا في غيره
 
 
فتركت أسفلهم لكثرة شره----------وتركت أعلاهم لقلة خيره
 
 
 
 
الوحدة خير من جليس السوء
 
 
إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي----------ألذ أشهى من غوىٍ أعاشره
 
 
وأجلس وحدي للعبادة آمناً----------أقر لعيني من جليسٍ أحاذره
 
 
 
 
خيرة الأصحاب
 
 
أحب من الأخوان كل مواتى----------وكل غضيض الطرف عن عثراتي
 
 
يوافقني في كل أمر أريده----------ويحفظني حياً وبعد مماتي
 
 
فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته----------لقاسمته ما لي من الحسنات
 
 
تصفحت إخواني فكان أقلهم----------على كثرة الإخوان أهل ثقاتي
 
 
 
 
مكر الناس
 
 
ليت الكلاب لنا كانت مجاورة----------وليتنا لا نرى مما نرى أحدا
 
 
أن الكلاب لتهدتي في مواطنها----------والخلق ليس بهاد شرهم أبدا
 
 
فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها----------تبقى سعيداً إذا ما كنت منفرداً
 
 
 
 
مقامات البشر
 
 
أصبحت مطرحاً في معشر جهلوا----------حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب
 
 
والناس يجمعهم شمل ، وبينهم----------في العقل فرق وفي الآداب والحسب
 
 
كمثل ما للذهب اللإبريز بشركة----------في لونه الأصفر والتفضيل للذهب
 
 
ولاعود لو لم تطب منه روائحه----------لم يفرق الناس بين العود والحطب
 
 
 
 
محط الرجاء
 
 
إذا رمت المكارم من كريم----------فيمم من بنى لله بيتاً
 
 
فذاك الليث من يحمي حماه----------ويكرم ضمفه حياً وميتا
 
 
 
التأهب للآخرة
 
 
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ----------يمسي ويصبح في دنياه سفاراً
 
 
هلا تركت لذي الدنيا معانقة----------حتى تعانق في الفردوس أبكارا
 
 
إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنها----------فينبغي لك أن لا تأمن النارا
 
 
 
 
وداع الدنيا والتأهب للآخره
 
 
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبي----------جعلت الرجا مني لعفوك سلما
 
 
تعاظمني ذنبي فلما قرنته----------بعفوك ربي كان عفوك أعظما
 
 
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل----------تجود وتعفو منة وتكرما
 
 
فلولاك لم يصمد لابليس عابد----------فيكف وقد اغوى صفيك آدما
 
 
فلله در العارف الندب أنه----------تفيض لفرط الوجد أجفانه دما
 
 
يقيم إذا ما الليل مد ظلامه----------على نفسه من شدة الخوف مأتما
 
 
فصيحاً إذا ما كان في ذكر به----------وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
 
 
ويذكر أياماً مضت من شبابه----------وما كان فيها بالجهالة أجرما
 
 
فصار قرين الهم طول نهاره----------أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
 
 
يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي----------كفى بك للراجين سؤلاً ومغنما
 
 
ألست الذي عديتني وهديتني----------ولا زلت مناناً علي ومنعما
 
 
عسى من له الإحسان يغفر زلتي----------ويستر أوزاري وما قد تقدما
 
 
 
 
تعزية
 
 
إني أعزيك لا اني علىطمعٍ----------من الخلود ولكن سنة الدين
 
 
فما المعزي بباقٍ بعد صاحبه----------ولا المعزى وإن عاشا إلى حين
 
 
 
 
سفينة المؤمن
 
 
إن لله عباداً فطنا----------تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
 
 
نظروا فيها فلما علموا----------أنها ليست لحي وطنا
 
 
جعلوها لجة واتخذوا----------صالح الأعمال فيها سفنا
 
 
 
 
الموت سبيل كل حي
 
 
تمنى رجالٌ أن أموت وإن أمت----------فتلك سبيل لست فيها بأوحد
 
 
وما موت من قد مات قبلي بضائري----------ولا عيش من قد عشا بعدي بمخلدي
 
 
لعل الذي يرجو فنائي ويدعي----------به قبل موتي أن يكون هو الردى
 
 
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى----------تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
 
---------------------------------------------------------------
 
أرجوا لكم الفائدة
 
 
اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك
 
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه , ملئ السموات و ملئ الأرض و ملئ ما بينهما و ملئ ما شئت من شيء بعد , كما ينبغي لجلال و جهك و عظيم سلطانك
 
 
 
منقول من موقع الهندسة نت
 
 
ودم دم دم دمتم سالمين
ديوان الإمام الشافعي رحمه الله
بسم الله نبدأ ...
كتمان الأسرار
إذا المرء أفشـى سـره بلسانـه----------ولام عليـه غـيره فـهو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه----------فصدر الذي يستودع السر أضيق
حمل النفس على ما يزينها
صن النفس واحملها على ما يزينهـا----------تعش سالماً والقول فيـك جميـل
ولا تـولـين النـاس إلا تجمـلاً----------نبا بك دهـر أو جـفاك خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غدٍ----------عسى نكبات الدهر عنـك تزول
ولا خـير في ود امـريءٍ مـتلونٍ----------إذا الريح مالت ، مال حـيث تميل
وما أكـثر الإخوان حين تعدهـم----------ولكنهـم في الـنائبـات قليـل
تعريف الفقيه والرئيس والغني
إن الفقيـه هـو الفقيـه بفعلـه----------ليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقـه----------ليس الرئيس بقومـه ورجالـه
وكذا الغني هـو الغنـي بحالـه----------ليـس الغنـي بملكـه وبمالـه
القناعة
رأيـت القـناعـة رأس الغـن----------فـصرت بأذيالهـا متمـسـك
فـلا ذا يـراني علـى بابـه----------ولا ذا يـرانـي بـه منهمـك
فصـرت غنيـاً بـلا درهـمٍ----------أمـر علـى الناس شبـه الملك
مكارم الأخلاق
لما عـفوت ولم أحقـد على أحدٍ----------أرحـت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عـدوي عنـد رؤيتـه----------أدفـع الشـر عـني بالتحيـات
وأظهـر البشر للإنسان أبغضـه----------كمـا أن قد حشـى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربـهم----------وفي اعتزالهـم قطـع المـودات
تأتي العزة بالقناعة
أمـت مطامعي فأرحت نفسـي----------فإن النفـس مـا طمعـت تهون
وأحـييت القنوع وكـان ميتـاً----------ففـي إحيائـه عـرض مصـون
إذا طمـع يحـل بقلـب عبـدٍ----------عـلتـه مهانـة وعـلاه هـون
الإعراض عن الجاهل
أعـرض عـن الجاهـل السفيه----------فكـل مـا قـال فهـو فيـه
مـا ضـر بحـر الفرات يومـاً----------إن خاض بعض الكـلاب فيـه
كتب إلى ابويطي وهو في السجن : حسن خلقك مع الغرباء ووطن نفسك لهم فإني كثيراً ما سمعت الشافعي يقول :
أهـين لهم نفسي وأكرمها بهم----------ولا تكرم النفـس الـتي لا تهينهـا
توقير الرجال
ومـن هـاب الـرجـال تهيبـه----------ومـن حـقر الرجـال فلن يهابـا
ومـن قضـت الرجال له حقوقاً----------ومن يعـص الرجـال فمـا أصابـا
السماحة وحسن الخلق
إذا سبنـي نـذل تزايدت رفعـه----------ومـا العـيب إلا أن أكون مساببـه
ولـو لم تكن نفسي عـلى عزيزة----------مكنتهـا من كـل نـذل تحـاربـه
ولـو أنني اسعـى لنفعي وجدتن----------كثـير التوانـي للذي أنـا طالبـه
ولكنني اسـعى لأنفـع صاحـبي----------وعار على الشبعان إن جاع صاحبـه
***
يخاطـبني السفيـه بكـل قبـح----------فـأكـره أن أكـون لـه مجيبـاً
يزيـد سفاهـة فأزيـد حلمـاً----------كـعـودٍ زاده الإحـراق طيبـاً
الفضل
أرى الغرفى الدنيا إذا كان فاضلاً ----------ترقى على رؤس الرجال ويخطـب
وإن كان مثلي لا فضيلة عنـده ----------يقاس بطفلٍ في الشـوارع يلعـب
قال الربيع بن سليمان يقول الشافعي :
على كل حالٍ أنت بالفضل آخذ ----------ومـا الفضـل إلا للـذي يتفضـل
الزهد ومصير الظالمين
بلوت بني الدنيا فلم أر فيهـم ----------سوى من غدا والبخل ملء إهـابـه
فجردت من غمد القناعة صارماً----------قطعـت رجائـي منهـم بذبـابـه
فـلا ذا يـراني واقفاً في طريقه----------ولا ذا يـراني قاعـداً عنـد بابـه
غنى بلا مالً عن الناس كلهـم----------وليس الغنى إلا عن الشـيء لآ بـه
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً----------ولـج عتـواً في قـبيـح اكتسابـه
فـكله إلى صـرف الليالي فإنهـا----------ستدعو له مـا لم يكـن في حسابـه
فكـم قـد رأينا ظالـماً متمرداً----------يرى النجـم رتيهاً تحت ظل ركابـه
فعمـا قـليلٍ وهـو في غفلاتـه----------أناخـت صـروف الحادثات ببابـه
وجـوزى بالأمر الذي كان فاعلاً----------وصـب عليـه اللـه سوط عذابـه
السكوت سلامة
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم----------إن الـجواب لباب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شـرف----------وفيه أيضاً لصون العـرض إصـلاح
أمـا ترى الأسد تخشى وهي صامته ؟----------والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
الصمت خير من حشو الكلام
لا خـير فـي حشـو الكـلام ----------إذا اهتـدت إلــى عـيـونـه
والصـمـت أجـمـل بالفتـى----------مـن منطـق في غـير حينـه
وعـلـى الفتـى لـطبـاعـه----------سمـة تـلوح علـى جـبينـة
فضل السكوت
وجـدت سكـوتي متجـراً فلزمتـه----------إذا لـم أجد ربحاً فلسـت بخاسـر
ما الصمـت إلا في الرجـال متاجـر----------وتاجـره يعلـو علـى كل تاجـر
ومما تمثل به الإمام
إذا نطـق السـفيـه فـلا تـجبـه----------فخـير مـن إجابتـه السكـوت
فإن كـلمتـه فـرجـت عـنـه----------وإن خليتـه كـمـداً يـموت
الإعتزاز بالنفس
مـاحـك جلـدك مثـل ظفـرك----------فتـول أنـت جـميـع أمـرك
وإذا قـصـدت لـحـاجــةٍ----------فـاقـصـد لمـعتـرفٍ بقـدرك
الإنسان وحظه
المـرء يحظـى ثـم يعلـو ذكـره----------حـتى يزيـن بالـذي لـم يفعـل
وتـرى الشقـي إذا تكامـل عيبه----------يشقـى وينحـل كـل مـا لم يعمل
الإيثار والجود
أجود بموجـودٍ ولـو بـت طاويـاً----------عـلى الجوع كشحاً والحشا يتألـم
وأظهـر أسبـاب الغـنى بين رفقـتي----------لمخافـهـم حـالي وإنـي لمعـدم
وبيني وبيـن اللـه اشكـو فـاقتـي----------حقيقـاً فإن اللـه بالـحال أعلـم
عزة النفس
لقـلـع ضـرس وضـرب حبـس----------ونـزع نـفـس ورد أمــس
وقر بـردٍ وقــود فــرد----------ودبـغ جـلـد ٍ بغـير شمـس
وأكـل ضـب وصـيـد دب----------وصـرف حـب بـأرض خـرس
ونـفـخ نـار ٍ وحـمـل عـارٍ----------وبـيـع دارٍ بـربـع فـلـس
وبـيـع خـف وعـدم إلـفٍ----------وضرب ألـفٍ بـحـبـل قلـس
أهـون مـن وقـفـة الـحـر----------يـرجـو نـوالاً بـبـاب نـحس
الهمة العالية
أمطري لؤلؤاً جبال سرنديب----------وفيضي آباز تكرور تبرا
أنا إن عشت لست اعدم قوتاً----------وإذا مت لست اعدم قبراً
همتي همة الملوك ونفسي----------نفس حر ترى المذلة كفراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمري----------فلماذا أزور زيداً وعمراً
الجود
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي----------وقد ملكت أيديكم البسط والفيضا
فماذا يرجى منكم إن عزلتم----------وعضتكم الدنيا بأنيابها عضا
وتسترجع الأيام ما وهبتكم----------ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
حقوق الناس
أرى راحة للحق عند قضائه----------ويثقل يوماً إن تركت على عمد
وحسبك حظاً أن ترى غير كاذبٍ----------وقولك لم اعلم وذلك من الجهد
ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه----------وصاحبه الأدنى على القرب والبعد
يعش سيداً يستعذب الناس ذكره----------وإن نابه حق أتوه على قصد
منتهى الجود
يا لهف نفسي على مال أفرقه----------على المقلين من أهل المروات
إن إعتذاري إلى من جاء يسألني----------ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
فساد طبائع الناس
ألم يبق في الناس إلا المكر والملق----------شوك ، إذا لمسوا ، زهر إذا رمقوا
فإن دعتك ضرورات لعشرتهم----------فكن جحيماً لعل الشوك يحترق
حصيد البدع
لم يبرح الناس حتى أحدثوا بدعاً----------في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
حتى استخف بدين الله أكثرهم----------وفي الذي حملوا من حقه شغل
الأمراض من ثلاث
ثلاث هن مهلكة الأنام----------أوداعية الصحيح إلى السقام
دوام مدامةٍ ودوام وطءٍ----------وإدخال الطعام على الطعام
مدارة الحساد
وداريت كل الناس لكن حاسدي----------مدارته عزت وعز منالها
وكيف يداري المرء حاسد نعمةٍ----------إذا كان لا يرضيه إلا زوالها
مرارة تحميل الجميل
لا تحملن لمن يمن----------من الأنام عليك منة
واختر لنفسك حظها----------واصبر فإن الصبر جنة
منن الرجال على القلوب----------أشد من وقع الأسنة
المنــة
رأيتك تكويني بمبسم منةٍ----------كأنك سر من أسرار تكويني
فدعني من المن فلقمة----------من العيش تكفيني إلى يوم تكفيني
شح الأنفس
وانطقت الدراهم بعد صمتٍ----------أناساً بعد ما كانوا سكوتاً
فما عطفوا على أحدٍ بفضلٍ----------ولا عرفوا لمكرمةٍ ثبوتاً
الكفر بالمنجمين
خبرا عني المنجم أني----------كافر بالذي قضته الكواكب
عالماً أن ما يكون وما كان----------قضاه من المهيمن واجب
--------------------------------------------------------------
تغرب عن الأوطان في طلب العلى----------وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشةٍ----------وعلمٍ وآدابٍ وصحبة ماجد
الحض على السفر من أرض الذل
ارحل بنفسك من ارضٍ تضام بها----------ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في موطونه----------وفي التغرب محمولُ على العنق
والكحل نوع من الأحجار تنظره----------في أرضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حاز الفضل أجمعه----------فصار يحمل بين الجفن والحدق
حال الغريب
إن الغريب له مخافة سارقٍ----------وخضوع مديونٍ وذلة موثق
فإذا تذكر أهله وبلاده----------ففؤاده كجناح طيرٍ خافق
الحض على الترحال
ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدبٍ----------من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه----------وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده----------إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست----------والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ً----------لملها الناس من عجم ومن عرب
والتبر كالترب ملقي في أماكنه----------والعود في أرضه نوع من الخطب
فإن تغرب هذا عز مطلبه----------وإن تغرب ذلك عز كالذهب
الدهر يوم لك ويوم عليك
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر----------والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف----------وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها----------وليس يكسف إلا الشمس والقمر
اليقظة والحذر
تاه الأعيرج واستغلى به الخطر----------فقل له خير ما استعملته الحذر
أحسنت ظنك بالأيام إذاحسنت----------ولم تخف سوء ما يأتي بها القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها----------وعند صفو الليالي يحدث الكدر
الرضا بالقدر
وما كنت راضٍ من زماني بما ترى----------ولكنيي راضٍ بما حكم الدهر
فإن كانت الأيام خانت عهودنا----------فإني بها راضٍ ولكنها قهر
رد الجميل بالسيء
ومن الشقاوة أن تحب----------ومن تحب يحب غيرك
أو أن تريد الخير للإنسان----------وهو يريد ضيرك
الحظوظ
تموت الأسد في الغابات جوعاً----------ولحم الضأن تأكله الكلاب
وعبد قد ينام على حريرٍ----------وذو نسبٍ مفارشه التراب
تملك الأوغاد
محن الزمان كثيرة لا تنقضي----------وسروره يأتيك كالأعياد
ملك الأكابر فاسترق رقابهم----------وتراه رقاً في يد الأوغاد
مثلما تدين تدان
تحكموا فاستطالوا في تحكمهم----------وعما قليل كأن الأمر لم يكن
لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبقى----------عليهم الدهر بالأحزان والمحن
فأصبحوا ولسان الحال ينشدهم----------هذا بذال ولا عتب على الزمن
زن بما وزنت به
زن من وزنك بما وزنك----------وما وزنك به فزنه
من جاء إليك فرح إليه----------ومن جفاك فصد عنه
من ظن إليك دونه----------فاترك هواه إذن وهنه
وارجع إلى رب العباد----------فكل ما يأتيك منه
اكرام النفس
قنعت بالقوت من زماني----------وصنت نفسي عن الهوان
خوفاً من الناس ان يقولوا----------فضلاً فلان على فلان
من كنت عنه ماله غنياً----------فلا أبالي إذا جفاني
ومن رآني بعين نقصٍ----------رأيته بالتي رآني
ومن رآني بعين تم----------رأيته كامل المعاني
عين الرضا
وعين الرضا عن كل عيب كليلة----------ولكن عين السخط تبدي المساويا
ولست بهياب لمن لا يهابني----------ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فإن تدن مني تدن منك مودتي----------وإن تفأ عني تلقني عنك نائياً
كلانا غني عن أخيه حياته----------ونحن إذا متنا أشد تغانيا
احذر الناس
إذا رمت أن تحيا سليماً من الردى----------ودينك موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك اللسان بسوأةٍ----------فكلك سوؤات وللناس السن
وعيناك إن أبدت إليك معايباً----------فدعها وقل يا عين للناس أعين
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى----------ودافع ولكن بالتي هي أحسن
دية الذنب الإعتذار
قيل لي قد أسى عليك فلان----------ومقام الفتى على الذل عار
قلت قد جاءني وأحدث عذراً----------دية الذنب عندئذٍ الإعتذار
التماس العذر
اقبل معاذير من يأتيك معتذراً----------إن بر عندك فيما قال أو فجراً
لقد أطاعك من يرضيك ظاهره----------وقد أجلك من يعصيك مستتراً
من الورع اشتغالك بعيوبك
المرء إن كان عاقلاً ورعاً----------اشغله عن عيوب غيره ورعه
كما العليل السقيم اشغله----------عن وجع الناس كلهم وجعه
آداب النصح
تعمدني بنصحك في انفرادي----------وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوع----------من التوبيخ لا أرضى استماعه
وإن حالفتني وعصين قولي----------فلا تجزع إذا لم تعط طاعه
واعظ الناس
يا واعظ الناس عما أنت فاعله----------يا من يعد عليه العمر بالنفس
أجفظ لشيبك من عيب يدنسه----------إن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها----------وقوبه غارق في الرجس والنجس
تبغى النجاه ولم تملك طريقتها----------إن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب على----------ما كنت تركب من بغلٍ ومن فرسٍ
يوم القيامة لا مال ولا ولد----------وضمة القبر تنسي ليلة العرس
وقول الآخر :
لا كلف الله نفساً فوق طاقتها----------ولا تجود يد إلا بما تجد
فلا تعد عده إلا وفيت بها----------واحذر خلاف مقالٍ للذي تعد
حفظ اللسان
احفظ لسانك أيها الإنسان----------لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه----------كانت تهاب لقاءه الأقران
الوقار وخشية الله
ولولا الشعر بالعلماء يزري----------لكنت اليوم اشعر من لبيد
واشجع في الوغى من كل ليثٍ----------وآل مهلبٍ وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي----------حسبت الناس كلهم عبيدي
التسليم الخالص
إذا اصبحت عندي قوت يومي----------فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غدٍ ببالي----------فإن غداً له رزق جديد
اسلم إن أراد الله أمراً----------فاترك ما أريد لما يريد
لا تقنط من رحمة الله
إن كنت تغدوا في الذنوب جليداً----------وتخاف في يوم المعاد وعيداً
فلقد اتاك من المهيمن عفوه----------وأفاض من نعمٍ عليك مزيداً
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا----------في بطن أمك مضغه ووليداً
لو شاء أن تصلى جهنم خالداً----------ما كان الهم قلبك التوحيدا
من راقب الله رجع
حسبي بعلمي إن نفع----------ما الذل إلا في الطمع
من راقب الله رجع----------ما طار طير وارتفع
استغفار وتوبة
قلبي برحمتك اللهم ذو انسٍ في----------السر والجهر والأصباح والغلس
وما تقلبت من نومي وفي سنتي----------إلا وذكرك بين النفس
التوكل في طالب الرزق
توكلت في رزقي على الله خالقي----------وأيقنت أن الله لا شك رازقي
وما يك من رزقٍ فليس يفوتني----------ولو كان في قاع البحار العوامق
سيأتي به الله العظيم بفضله----------ولو لم يكن مني اللسان بناطق
ففي أي شيءٍ تذهب حسرةً----------وقد قسم الرحمن رزق الخلائق
ليس كل شيء بالعقل
لو كنت بالعقل تعطي ما تريد إذن----------لما ظفرت من الدنيا بمرزوق
رزقت مالاً على جهلٍ فعشت به----------فلست أول مجنونٍ ومرزوق
وقول آخر:
ما شئت كان وإن لم أشأ----------وما شئت إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد لما قد علمت----------ففي العلم يجري الفتى والمسن
فمنهم شقي ومنهم سعيد----------ومنهم قبيح ومنهم حسن
على ذا مننت ، وهذا خذلت----------وذلك أعنت وذا لم تعن
البعد عن أبواب الملوك
إن الملوك بلاء حيثما حلوا----------فلا يكن لك في أبوابهم ظل
ماذا تؤمل من قوم ٍ إذا غضبوا----------جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا
فاستغن بالله عن أبوابهم كرماً----------إن الوقوف على أبوابهم ذل
تذلل واستغاثة
بموقف ذل عزتك العظمى----------مخفي سرٍ لا أحيط به علماً
بإطراق رأسي باعترافي بذلتي----------يمد يدي استمطر الجود والرحمى
بأسمائك الحسنى التي بعض وصفها----------بعزتها يستغرق النثر والنظما
بعهد قديمٍ من ألست بربكم ؟----------بمن كان مجهولاً فعرف بالأسما
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقى----------محباً شراباً لا يضام ولا يظمأ
أماني الإنسان
يريد المرء أن يعطى مناه----------ويأبى الله إلا ما أرادا
قول المرء فائدتي ومالي----------وتقوى الله أفضل ما استفادا
نكران الجميل
تعصي الإله وأنت تظهر حبه----------هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته----------إن المحب لمن يحب مطيع
في كل يومٍ يبتديك بنعمةٍ----------منه وأنت لشكر ذاك مضيع
لا أبالي
إنت حسبي وفيك للقلب حسب----------وحسبي أن صح لي فيك حسب
لا أبالي متى ودادك لي صح----------من الدهر ما تعرض خطب
كلما استحكمت فرجت
ولرب نازلةٍ يضيق لها الفتى----------ذرعاً وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها----------فرجت وكنت أظنها لا تفرج
الرضى بقضاء الله وقدره
دع الأيام تفعل ما تشاء----------وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثه الليالي----------فما لحوادث الدنيا من بقاء
وكن رجلاً عن الأهوال جلداً----------وشيمتك السماحة والوفاء
وأن كثرت عيوبك في البرايا----------وسرك يكون لها غطاء
تستر بالسخاء فكل عيبٍ----------يغطيه كما قيل السخاء
ولا ترى للأعادي قط ذلاً----------فإن شماته الأعداء بلاء
ولا ترج السماحة من بخيل----------فما في النار للظمآن ماء
ورزقك ليس ينقصه التأني----------وليس يزيد في الرزق العناء
ولا حزن يدوم ولا سرور----------ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ----------فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا----------فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن----------إذا نزل القضاء ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين----------فما يغني عن الموت الدواء
قيمة الدعاء
أتهزأ بالدعاء وتزدريه----------وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطي ولكن----------لها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي----------ويرسلها إذا نفذ القضاء
زينة الإنسان العلم والتقوى
اصبر على مر الجفا من معلمٍ----------فإن رسوب العلم في نفراته
ومن لم يذق مر التعلم ساعة----------تجرع ذل الجهل طول حياته
ومن فاته التعلم وقت شبابه----------فكبر عليه اربعاً لوفاته
وذات الفتى والله بالعلم والتقى----------إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته
بالعلم تبنى الأمجاد
رأيت العلم صاحبه كريم----------ولو ولدته آباء لئام
وليس يزال يرفعه إلى أن----------يعظم أمره القوم الكرام
ويتبعونه في كل حالٍ----------كراعي الضأن تتبعه السوام
فلولا العلم ما سعدت رجال----------ولا عرف الحلال ولا الحرام
العلم ما حفظت
علمي معي حيثما يممـت ينفعـني----------قلبي وعـاء لـه لا بطـن صـندوق
إن كنت في البيت كان العلم فيه معيي----------أو كنت في السوق كان العلم فيي السوق
أدب المناظرة
إذا ما كنت ذا فضل وعلم----------بما اختلف الأوائل والأواخر
فناظر من تناظر في سكونٍ----------حليما لا تلج ولا تكابر
يفيدك ما استفاد بلا امتنانٍ ----------من النكت اللطيفة والنوادر
وإياك اللجوح ومن يرائي----------بأني قد غلبت ومن يفاخر
فإن الشر في جنبات هذا----------يمني بالتقاطع والتدابر
المرء بما يعلمه
تعلم فليس المرء يولد عالماً----------وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده----------صغير إذا التفت عليه الجحافل
وإن صغير القوم إن كان عالماً----------كبير إذا ردت إليه المحافل
تواضع العلماء
كلما أدبني الدهر----------أراني نقص عقلي
وإذا ما ازددت علماً----------زادني علماً بجهلي
نور العلم يسطع بترك المعاصي
شكوت إلي وكيع سوؤ حفظي----------فأرشدني إلى ترك المعاصي
واخبرني بأن العلم نور----------ونور الله لا يهدى لعاصي
شروط تحصيل العلم
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ----------سأنييك عن تفاصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغه----------وصحبة استاذٍ وطول زمان
مفخرة الإنسان العلم
العلم مغرس كل فخر فافتخر----------واحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
واعلم بأن العلم ليس يناله----------من همته في مطعم أو ملبس
إلا أخو العلم الذي يعني به----------في حالتيه عارياً أو مكتسي
فاجعل لنفسك منه حظاً وافراً----------واهجر له طيب الرقاد عبس
فلعل يوماً إن حضرت بمجلسٍ----------كنت الرئيس وفخر ذلك المجلس
الجد في طلب العلم
سهري لتنقيح العلوم الذلي----------من وصل غانيةٍ وطيب عناق
وصرير أقلامي على صفحاتها----------أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها----------نقري لألقي الرمل عن أوراقي
وتما يلي طرباً لحل عويصةٍ----------في الدرس أشهى من مدامة ساقي
وأبيت سهران الدجا وتبيته----------نوماً وتبغي بعد ذلك لحاقي
يأتي العلم بالتفرغ
لا يدرك الحكمة من عمره----------يكدح في مصلحة الأهل
ولا ينال العلم إلا فتى----------خال من الأفكار والشغل
لو أن لقمان الحكيم الذي----------سارت به الركبان بالفضل
بلى بفقرٍ وعيالٍ لما----------فرق بين التبن والبقل
الناس خدم للعلم
العلم من فضله لمن خدمه----------أن يجعل الناس كلهم خدمه
فواجب صونه عليه كما----------يصون الناس عرضه ودمه
فمن حوى العلم ثم أودعه----------بجهله غير أهله ظلمه
العلم ومكانته
أأنثر دراً بين سارحة البهم----------وانظم منشوراً تراعية الغنم ؟
لعمر لئن ضيعت في شر بلدةٍ----------فلست مضيعاً فيهم غرر الكلم
لئن سهل الله العزيز بلطفه----------وصادفت أهلاً للعلوم وللحكم
بثثت مفيداً واستفدت ودادهم----------وإلا فمكنون لدى ومكتتم
ومن منح الجهال علماً أضاعه----------ومن منع المستوجيين فقد ظلم
أفضل العلوم
كل العلوم سوي القرآن مشغلة----------إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
علم ما كان فيه قال حدثنا----------وما سوي ذلك وسواس الشياطين
وقول آخر:
جنونك مجنون ولست بواجدٍ----------طبيباً يداوي من جنن جنون
حب آل البيت فرض من الله
يا آل بيت رسول الله حبكم----------فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكم----------من لم يصل عليكم لا صلاة له
الترفض
قالوا ترفضت قلت : كلا----------ما الرفض ديني ولا اعتقادي
لكن توليت غير شكٍ----------خير إمامٍ وخير هادي
إن كان حب الولي رفضاً----------فإن رفضي إلى العباد
الخلفاء الراشدون
شهدت بان الله لا رب غيره----------وأشهد أن البعث حق وأخلص
وأن عرى الإيمان قول مبين----------وفعل زكيى قد يزيد وينقص
وأن أبا بكرٍ خليفة ربه----------وكان أبو حفصٍ على الخير يحرص
وأشهد ربي أن عثمان فاضل----------وأن علياً فضله متخصص
أئمة قومٍ يهتدي بهداهم----------لحى الله من إياهم يتنقص
أبو حنيفة
لقد زان البلاد ومن عليها----------إمام المسلمين أبو حنيفة
بأحكامٍ وآثار وفقةٍ----------كآيات الزبور على الصحيفة
فما بالمشرقي له نظير----------ولا بالمغربين ولا بكوفة
فرحمة ربنا أبداً عليه----------مدى الأيام ما قرئت صحيفة
حياة الأشراف واللئام
أررى حمراً ترعى وتعلف ما تهوى----------وأسداً جياعاً تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قومٍ لا ينالون قوتهم----------وقوماً لئاماً تأكل المن والسولى
قضاء لديانٍ الخلائق سابق----------وليس على مر القضاء أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه----------تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى
ود الناس
إني صحبت الناس ما لهم عدد----------وكنت أحسب إني قد ملأت يدي
لما بلوت أخلائي وجدتهم----------كالدهر في الغدر لم يبقوا على أحد
قلة الإخوان عند الشدائد
ولما اتيت الناس اطلب عندهم----------أخا ثقةٍ عند أبتاء الشدائد
تقلبت في دهري رخاء وشدة----------وناديت في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أر فيما ساءني غير شامتٍ ----------ولم أر فيما سرني غير جامد
البلاء من أنفسنا
نعيب زماننا والعيب فينا----------وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ----------ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ----------ويأكل بعضنا بعضنا عيانا
الضر من غير قصد
رام نفعاً فضر من غير قصدً----------ومن البر ما يكون عقوقاً
مساءة الظن
لا يكن ظنك إلا سيئاً----------إن الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنعسان في مخمصةٍ----------غير حسن الظن والقول الحسن
ترك الهموم
سهرت أعين ، ونامت عيون----------في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استعطت عن النفس----------فحملانك الهموم جنون
إن رباً كفاك بالأمس ما كان----------سيكفيك في غدٍ ما يكون
الأصدقاء عند الشدائد
صديق ليس ينفع يوم بؤس----------قريب من عدو في القياس
وما يبقى الصديق بكل عصرٍ----------ولا الإخوان إلا للتآسي
عمرت الدهر ملتمساً بجهدي----------أخا ثقة فألهاني التماسي
تنكرت البلاد ومن عليها----------كأن أناسها ليس بناسي
اسس الصداقة
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفاً----------فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ففي الناس أبدال وفي الترك راحة----------وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه----------ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة----------فلا خير في خل يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله----------ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشاً قد تقادم عهده----------ويظهر سراً كان بالأمس في خفا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديق----------صدوق صادق الوعد منصفا
حب الصالحين
أحب الصالحين ولست منهم----------لعلي أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي----------ولو كلنا سواء في البضاعة
الخالص من الأصحاب
كن ساكناً في ذا الزمان بسيره----------وعن الورى كن راهباً في ديره
واغسل يديك من الزمان وأهله----------وإحذر مودتهم تنل من خيره
إني اطلعت فلم أجد لي صاحباً----------أصحبه في الدهر ولا في غيره
فتركت أسفلهم لكثرة شره----------وتركت أعلاهم لقلة خيره
الوحدة خير من جليس السوء
إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي----------ألذ أشهى من غوىٍ أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمناً----------أقر لعيني من جليسٍ أحاذره
خيرة الأصحاب
أحب من الأخوان كل مواتى----------وكل غضيض الطرف عن عثراتي
يوافقني في كل أمر أريده----------ويحفظني حياً وبعد مماتي
فمن لي بهذا ؟ ليت أني أصبته----------لقاسمته ما لي من الحسنات
تصفحت إخواني فكان أقلهم----------على كثرة الإخوان أهل ثقاتي
مكر الناس
ليت الكلاب لنا كانت مجاورة----------وليتنا لا نرى مما نرى أحدا
أن الكلاب لتهدتي في مواطنها----------والخلق ليس بهاد شرهم أبدا
فاهرب بنفسك واستأنس بوحدتها----------تبقى سعيداً إذا ما كنت منفرداً
مقامات البشر
أصبحت مطرحاً في معشر جهلوا----------حق الأديب فباعوا الرأس بالذنب
والناس يجمعهم شمل ، وبينهم----------في العقل فرق وفي الآداب والحسب
كمثل ما للذهب اللإبريز بشركة----------في لونه الأصفر والتفضيل للذهب
ولاعود لو لم تطب منه روائحه----------لم يفرق الناس بين العود والحطب
محط الرجاء
إذا رمت المكارم من كريم----------فيمم من بنى لله بيتاً
فذاك الليث من يحمي حماه----------ويكرم ضمفه حياً وميتا
التأهب للآخرة
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ----------يمسي ويصبح في دنياه سفاراً
هلا تركت لذي الدنيا معانقة----------حتى تعانق في الفردوس أبكارا
إن كنت تبغى جنان الخلد تسكنها----------فينبغي لك أن لا تأمن النارا
وداع الدنيا والتأهب للآخره
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبي----------جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته----------بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل----------تجود وتعفو منة وتكرما
فلولاك لم يصمد لابليس عابد----------فيكف وقد اغوى صفيك آدما
فلله در العارف الندب أنه----------تفيض لفرط الوجد أجفانه دما
يقيم إذا ما الليل مد ظلامه----------على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحاً إذا ما كان في ذكر به----------وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضت من شبابه----------وما كان فيها بالجهالة أجرما
فصار قرين الهم طول نهاره----------أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي----------كفى بك للراجين سؤلاً ومغنما
ألست الذي عديتني وهديتني----------ولا زلت مناناً علي ومنعما
عسى من له الإحسان يغفر زلتي----------ويستر أوزاري وما قد تقدما
تعزية
إني أعزيك لا اني علىطمعٍ----------من الخلود ولكن سنة الدين
فما المعزي بباقٍ بعد صاحبه----------ولا المعزى وإن عاشا إلى حين
سفينة المؤمن
إن لله عباداً فطنا----------تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا----------أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا----------صالح الأعمال فيها سفنا
الموت سبيل كل حي
تمنى رجالٌ أن أموت وإن أمت----------فتلك سبيل لست فيها بأوحد
وما موت من قد مات قبلي بضائري----------ولا عيش من قد عشا بعدي بمخلدي
لعل الذي يرجو فنائي ويدعي----------به قبل موتي أن يكون هو الردى
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى----------تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد
---------------------------------------------------------------
أرجوا لكم الفائدة
اللهم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك
اللهم لك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه , ملئ السموات و ملئ الأرض و ملئ ما بينهما و ملئ ما شئت من شيء بعد , كما ينبغي لجلال و جهك و عظيم سلطانك
منقول من موقع الهندسة نت
ودم دم دم دمتم سالمين