مها قزاز
09-01-2010, 03:36 AM
<TABLE width="100%"><TBODY><TR><TD class=writerstitle>معاداة الناجحين </TD></TR><TR><TD class=writerstxt>نقل إلي ـ أخ كريم ـ كلاما عن نيل مجموعة معينة من فرد بعينه, ومحاولتهم رميه من بعيد بحجارة لم ـ وبحول الله ـ و لن تصل إليه, وطلب مني تعليقاً محرراً على هذا الصنيع, مفصحا لي بتأكده من عكس ما قالوه, وها أنذا أجيب. الحقيقة المرة ـ أخي ـ تتجلى في أن بعضنا يتربص بالمجتهد, وبمن تعب ويتعب على نفسه, فإذا ما ظهر اسمه وبرز نفعه, تطاولوا عليه ودبروا له ما يكفل لهم ـ في ظنهم ـ إسقاطه, ونصبوا أنفسهم محامين عن أمور لم يشهدوها, ومدافعين عن أحداث لم يعرفوا تداعياتها, ومنافحين عن تلفيقاتهم وغيرهم. وأقول لكل من تعرض لسوء حديث: امسك العصا ـ فضلا ـ من النصف, فظهورك وبروزك ساءهم, ركز ولا تتشتت, واحذر من تشويشهم وتثبيطهم, وإلا حجمت نفسك, وفرحتهم بتدميرهم لك ـ بالمناسبة الخبراء العسكريون يقولون إن أفضل طريقة لتدمير عدوك هي أن تجعله يدمّر نفسه بنفسه, وأن يشنق نفسه بحباله ـ "فالضربة التي لا تحطمك ـ اجعلها ـ تقويك" فإن "الرد على النقد يكون بالمزيد من الإنتاج". كما آمل التنبه إلى أن توازنك في آرائك مهم, ورجوعك إلى الحق أهم, "فالذين لا يغيرون آراءهم اثنان؛ الجاهل والميت", ولا يغب عن بالك بعض جزء بيت الإمام بشر الحافي "سيد قومه المتغابي"ـ المتغاضي بحسن نية عن السفاسف ـ. وإياك أن تهجوهم, "فالذي يُهجى يكون معظما في الناس", وتأكد أن أوراق الشجر اليابسة تسقطها هبة الخريف وتحرقها حرارة الهواء, نعم قد تبعث دخانا ولهبا, ولكن لا تلبث برودة الهواء إلا أن تبعثر الدخان وتطفئ اللهب.
يقول المفكرون: "بقدر قيمتك يكون النقد موجها إليك", إذ إن "الشجرة المثمرة كثير رماتها", فكلما عظم حال الإنسان زاد الانتقاد غير البناء عليه, و"من لا يعمل لا ـ ولن ـ ينتقد", وكما يقول الفلاسفة: "إذا ركلت من الخلف فأعلم أنك في المقدمة" و"لا أحد ينتقد شخصا غير مهم". جاء في الكتب أن أحد الكتّاب شكا إلى العبقري المشهور الأستاذ العقاد تهجم الصحافة عليه فقال له:" اجمع لي كل المقالات التي هاجمتك" فجمعها، فقال له: "رتبها وضع قدميك عليها"، فلما فعل قال له: "لقد ارتفعت عن مستوى الأرض بمقدار هذا الهجوم ولو زادوا في نقدهم لزاد ارتفاعك", ويقول الصحفي الشهير مصطفى أمين: "إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يلقون عليك الطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد وأصبحت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بقدومك, إن الأعمال الناجحة لها دوي وصخب ورجفة وزلزال". هذا الزلزال ـ والبركان ـ ينتج عن غيرة وحسد, نتجتا عن أسباب فسيولوجية ـ اضطرابات في الجهاز العصبي والغدد ـ وعن أسباب نفسية أخرى, ونتج عنهما ـ أي الغيرة والحسد ـ محاولة الانتقاص من الناجح في غيبته, وبالتملق له في حضرته, وبالشماتة فيه ـ في أزمته ـ . إن هذا التجاذب السلبي بين الناجح وخصومه من الأباعد والأقارب حولهم إلى معترضين على توزيع الله لفضله بين خلقه, وجعلهم محاصرين في أتون البغض والكراهة والقهر والتفكير السلبي وقلة الإيمان, بدليل حديث "لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد" رواه ابن حبان وغيره.
وأختم بأن من الناس من يرى محاسن من حوله ولكنه لا يلتفت إلا إلى العكس, متوارياً خلف شعور مؤلم ملخصه أنه لا ـ وربما لن ـ يجيد طريقة الوصول إلى أسرار عالمك, أو هالتك, أو طاقتك, وللحقيقة فإن هؤلاء يستحقون الشفقة, لأنهم دائما ينتقصون من الآخرين، ونغمة الحقد الناشزة واضحة في أقوالهم وظاهرة في أفعالهم، إذ كلما رأوا نجاحا حاولوا إنهاءه بالتشكيك أو بالتقليل أو بالسخرية أو بالنبش أو بالكذب، حياتهم تتبع الناجحين وسحبهم للأسفل عندما يصعدون للأعلى, يظهرون خلاف ما يبطنون, فإذا تمت مواجهتهم سكتوا وفتحوا أفواههم فبدت أسنانهم الصفراء.
في انتظار تعليقكاتكمhttp://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3389&id=16947&Rname=420
</TD></TR></TBODY></TABLE>
يقول المفكرون: "بقدر قيمتك يكون النقد موجها إليك", إذ إن "الشجرة المثمرة كثير رماتها", فكلما عظم حال الإنسان زاد الانتقاد غير البناء عليه, و"من لا يعمل لا ـ ولن ـ ينتقد", وكما يقول الفلاسفة: "إذا ركلت من الخلف فأعلم أنك في المقدمة" و"لا أحد ينتقد شخصا غير مهم". جاء في الكتب أن أحد الكتّاب شكا إلى العبقري المشهور الأستاذ العقاد تهجم الصحافة عليه فقال له:" اجمع لي كل المقالات التي هاجمتك" فجمعها، فقال له: "رتبها وضع قدميك عليها"، فلما فعل قال له: "لقد ارتفعت عن مستوى الأرض بمقدار هذا الهجوم ولو زادوا في نقدهم لزاد ارتفاعك", ويقول الصحفي الشهير مصطفى أمين: "إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يلقون عليك الطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد وأصبحت المدفعية تطلق إحدى وعشرين طلقة احتفاء بقدومك, إن الأعمال الناجحة لها دوي وصخب ورجفة وزلزال". هذا الزلزال ـ والبركان ـ ينتج عن غيرة وحسد, نتجتا عن أسباب فسيولوجية ـ اضطرابات في الجهاز العصبي والغدد ـ وعن أسباب نفسية أخرى, ونتج عنهما ـ أي الغيرة والحسد ـ محاولة الانتقاص من الناجح في غيبته, وبالتملق له في حضرته, وبالشماتة فيه ـ في أزمته ـ . إن هذا التجاذب السلبي بين الناجح وخصومه من الأباعد والأقارب حولهم إلى معترضين على توزيع الله لفضله بين خلقه, وجعلهم محاصرين في أتون البغض والكراهة والقهر والتفكير السلبي وقلة الإيمان, بدليل حديث "لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد" رواه ابن حبان وغيره.
وأختم بأن من الناس من يرى محاسن من حوله ولكنه لا يلتفت إلا إلى العكس, متوارياً خلف شعور مؤلم ملخصه أنه لا ـ وربما لن ـ يجيد طريقة الوصول إلى أسرار عالمك, أو هالتك, أو طاقتك, وللحقيقة فإن هؤلاء يستحقون الشفقة, لأنهم دائما ينتقصون من الآخرين، ونغمة الحقد الناشزة واضحة في أقوالهم وظاهرة في أفعالهم، إذ كلما رأوا نجاحا حاولوا إنهاءه بالتشكيك أو بالتقليل أو بالسخرية أو بالنبش أو بالكذب، حياتهم تتبع الناجحين وسحبهم للأسفل عندما يصعدون للأعلى, يظهرون خلاف ما يبطنون, فإذا تمت مواجهتهم سكتوا وفتحوا أفواههم فبدت أسنانهم الصفراء.
في انتظار تعليقكاتكمhttp://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3389&id=16947&Rname=420
</TD></TR></TBODY></TABLE>