عاشقة الرسول
20-02-2010, 02:36 AM
<TABLE width="100%"><TBODY><TR><TD class=writerstitle>"وُلـد الـهُـدى"
</TD></TR><TR><TD class=writerstxt>يتميز شهر ربيع الأول بذكرى المولد النبوي الشريف، والكل متفق على أنها مناسبة غالية تقتضي التبيان ـ الصحيح أنها تصادف يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول هجرياً، الموافق للعشرين من نيسان ـ أبريل ـ ميلادياً. البعض من الناس له في كل سنة حوارٌ عريض وجدال طويل عن (الاحتفال) بمعنى الاجتماع أو (الاحتفاء) بمعنى إظهار السرور بهذه الذكرى، هل هو سنة أم بدعة؟ قسم يقول الاحتفال سنة يدلل عليه بحديث صومه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لمولده فيه، وبأحاديث أخرى توجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على الولد والوالد والناس أجمعين. وقسم يرى أن الاحتفاء بدعة محدثة، لم يأت بها نصّ، ولم يفعلها الصحابة والتابعون. والحقيقة أن القسمين يتجادلان خارج موضوع الخلاف، فالذين يقولون بدعة لا يختلفون في إيجاب محبته صلوات الله وسلامه عليه ولا في صحة الأحاديث التي يستدل بها المجيزون، والذين يحتفون لا يبتكرون عبادة جديدة لم يأت بها دليل، ولا يحدثون في الدين أمراً ليس منه.
والذي يحسن التركيز عليه هو أن الاحتفاء بالذكريات الدينية والدنيوية أمرٌ من أمور العادات لا العبادات، ومن أمور الدنيا لا الدين."فإن كان الذي يقع فيها من الواجبات أو المستحبات أو المباحات فحكمه حكمها، وإن كان من المحرمات أو المكروهات فحكمه كذلك".
يتفاوت الناس في التعبير عن فرحتهم بالذكريات الدينية على الخصوص ـ طوال العام ـ فمنهم من يصوم ومنهم من يقوم ومنهم من يدعو إلى حلقة قرآنية أو ندوة إعلامية أو محفل خطابي يحث على صحيح التدين والاقتباس من السيرة النبوية، وذلك كله خيرٌ خالص لا شر فيه، والفاعلون له يأتون بسنة حسنة يثابون عليها إن شاء الله، ومنهم من يحتفي بذلك بالتوسعة على الأهل والأصحاب في المطعم والملبس، والتوسعة مستحبة، وإذا كانت متعذرة يوميا فمن الجميل أن تتخير لها المناسبات، فليس الأمر متعلقا بأمر البدعة أو السنة، ولكنه أمر الطريقة الحسنة أو السيئة ـ عادات لا عبادات ـ وفي مثلها جاء الحديث الشريف: "من سن في الإسلام سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، والسنة هنا الطريقة والعادة، وليس المصدر التشريعي الثاني ـ السنة ـ وليس العبادة.
ومادام الأمر كذلك فعلى الفريقين السابقين العيش داخل العصر، وعدم تضييق الواسع، وجدير بهما أن يرغبا من يستمع إليهما في فعل المباحات التي ترغبهم في فعل الفرائض والمسنونات، وتدلهم على مواطن التأسي والاقتداء به صلى الله عليه وسلم، وعليهما الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سيئها، وإحياء السنة الصحيحة وإماتة البدعة القبيحة، وكل ذلك واقع في صور الاحتفاءات المشروعة. "ولتكن طريقة الإرشاد هي الدلالة على الصحيح والخير وتبيين الخطأ والشر فيما يجري من الناس في مناسباتهم، ليفعل الأول ويترك الثاني"، وعليهما كذلك ترك الانشغال بأصل عادة الاحتفاء بالمولد ـ مثلا ـ ومن الذي بدأها، هل هم الفاطميون أم سواهم من العالمين، فكل ذلك تاريخٌ يهم الباحثين في علم التاريخ، لكنه لا يهم المربين ولا الدعاة فهؤلاء يجب أن تتجه اهتماماتهم إلى قضايا الإنسان المعاصر، وما ينفعه ويعدل سلوكه ويجعل منه إضافة صالحة إلى مجتمعه، ويمكنه من العيش داخل عصره مهما كان مذهبه ومعتقده، وكل عام وشهر وأسبوع ويوم والناسُ بخيرٍ وحب.
والتعليق اضغط (http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?id=17866&issueno=3431)
</TD></TR></TBODY></TABLE>
</TD></TR><TR><TD class=writerstxt>يتميز شهر ربيع الأول بذكرى المولد النبوي الشريف، والكل متفق على أنها مناسبة غالية تقتضي التبيان ـ الصحيح أنها تصادف يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول هجرياً، الموافق للعشرين من نيسان ـ أبريل ـ ميلادياً. البعض من الناس له في كل سنة حوارٌ عريض وجدال طويل عن (الاحتفال) بمعنى الاجتماع أو (الاحتفاء) بمعنى إظهار السرور بهذه الذكرى، هل هو سنة أم بدعة؟ قسم يقول الاحتفال سنة يدلل عليه بحديث صومه صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لمولده فيه، وبأحاديث أخرى توجب تقديم محبته صلى الله عليه وسلم على الولد والوالد والناس أجمعين. وقسم يرى أن الاحتفاء بدعة محدثة، لم يأت بها نصّ، ولم يفعلها الصحابة والتابعون. والحقيقة أن القسمين يتجادلان خارج موضوع الخلاف، فالذين يقولون بدعة لا يختلفون في إيجاب محبته صلوات الله وسلامه عليه ولا في صحة الأحاديث التي يستدل بها المجيزون، والذين يحتفون لا يبتكرون عبادة جديدة لم يأت بها دليل، ولا يحدثون في الدين أمراً ليس منه.
والذي يحسن التركيز عليه هو أن الاحتفاء بالذكريات الدينية والدنيوية أمرٌ من أمور العادات لا العبادات، ومن أمور الدنيا لا الدين."فإن كان الذي يقع فيها من الواجبات أو المستحبات أو المباحات فحكمه حكمها، وإن كان من المحرمات أو المكروهات فحكمه كذلك".
يتفاوت الناس في التعبير عن فرحتهم بالذكريات الدينية على الخصوص ـ طوال العام ـ فمنهم من يصوم ومنهم من يقوم ومنهم من يدعو إلى حلقة قرآنية أو ندوة إعلامية أو محفل خطابي يحث على صحيح التدين والاقتباس من السيرة النبوية، وذلك كله خيرٌ خالص لا شر فيه، والفاعلون له يأتون بسنة حسنة يثابون عليها إن شاء الله، ومنهم من يحتفي بذلك بالتوسعة على الأهل والأصحاب في المطعم والملبس، والتوسعة مستحبة، وإذا كانت متعذرة يوميا فمن الجميل أن تتخير لها المناسبات، فليس الأمر متعلقا بأمر البدعة أو السنة، ولكنه أمر الطريقة الحسنة أو السيئة ـ عادات لا عبادات ـ وفي مثلها جاء الحديث الشريف: "من سن في الإسلام سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، والسنة هنا الطريقة والعادة، وليس المصدر التشريعي الثاني ـ السنة ـ وليس العبادة.
ومادام الأمر كذلك فعلى الفريقين السابقين العيش داخل العصر، وعدم تضييق الواسع، وجدير بهما أن يرغبا من يستمع إليهما في فعل المباحات التي ترغبهم في فعل الفرائض والمسنونات، وتدلهم على مواطن التأسي والاقتداء به صلى الله عليه وسلم، وعليهما الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سيئها، وإحياء السنة الصحيحة وإماتة البدعة القبيحة، وكل ذلك واقع في صور الاحتفاءات المشروعة. "ولتكن طريقة الإرشاد هي الدلالة على الصحيح والخير وتبيين الخطأ والشر فيما يجري من الناس في مناسباتهم، ليفعل الأول ويترك الثاني"، وعليهما كذلك ترك الانشغال بأصل عادة الاحتفاء بالمولد ـ مثلا ـ ومن الذي بدأها، هل هم الفاطميون أم سواهم من العالمين، فكل ذلك تاريخٌ يهم الباحثين في علم التاريخ، لكنه لا يهم المربين ولا الدعاة فهؤلاء يجب أن تتجه اهتماماتهم إلى قضايا الإنسان المعاصر، وما ينفعه ويعدل سلوكه ويجعل منه إضافة صالحة إلى مجتمعه، ويمكنه من العيش داخل عصره مهما كان مذهبه ومعتقده، وكل عام وشهر وأسبوع ويوم والناسُ بخيرٍ وحب.
والتعليق اضغط (http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?id=17866&issueno=3431)
</TD></TR></TBODY></TABLE>