عاشقة الرسول
20-03-2010, 02:36 AM
<TABLE width="100%"><TBODY><TR><TD class=writerstitle>الجنادرية ومهمة تعزيز الهوية الوطنية
</TD></TR><TR><TD class=writerstxt>التراث حسب أكثر الكلمات المعرفة له هو ما ورثه الناس من ماضيهم الجميل للعبور به من حاضرهم المشرق إلى مستقبلهم الواعد، وهو ـ أي التراث ـ يمثل أحد أهم جذور الحضارة، وكما هو معروف لا حضارة بدون تراث. هناك ـ حسب كلام الخبراء ـ (التراث العالمي) الذي يرمز إلى إدراك الدول والشعوب لدلالات الأمكنة، بما يعكس الغنى الطبيعي والثقافي لها ـ ولشريف علمكم أذكر لكم أني عندما فتشت في قائمة التراث العالمي المسجلة تحت اسم المملكة العربية السعودية لم أجد فيها إلا (مدائن صالح) فقط لا غير ـ. وهناك (التراث غير المادي) ـ الثقافي ـ الذي يشمل كافة أشكال التعبير الحية والتقاليد التي ورثتها أعداد لا تحصى من المجموعات ونقلتها من أسلافها وأوصلتها إلى معاصريها بأسلوب شفهي في كثير من الأحيان، وهذا النوع يضفي وبحق على الناس اعتزازا بالهوية، وشعورا بالاستمرارية. وهناك أيضا (التراث المنقول) ـ المتاحف ـ وهناك كذلك (التراث المغمور بالمياه).
من المهم في هذه الأيام الملكية والعالمية؛ أيام المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) أن نمعن النظر في التنوع الجميل الموجود في بلادنا المباركة، والذي يعكس أحد أهم جذور تنمية المجتمع. ولا شك أن تنمية المجتمع ترتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة، لأن الثقافة تمثل مجموعة الفنون والآداب والتراث التي يشترك فيها الناس، وهي أعني الثقافة بمفهومها الواسع تمثل مجموع القيم والمعتقدات والمواقف المتبناة من الأفراد. ولعل من المفيد أن نعرف أنه إذا أردنا أن نغير ثقافة معينة فلابد أن نبدأ بالعوامل المتغيرة منها مثل التعليم والإعلام، وغير ذلك من جوانب المعرفة والتربية والفنون، وفي نفس الوقت لابد كذلك من استثمار العوامل الثابتة مثل الدين والبيئة والتاريخ استثمارا إيجابيا في التأثير على ثقافة الناس. فالدين قوة أساسية مؤثرة في القيم، والتعليم عامل رئيس في تشكيل الثقافة، والإعلام وبخاصة الفضائيات أحد أهم المؤثرات على سلوكيات الناس، والفنون تعتبر إحدى مكونات الثقافة الملموسة، وهي المظهر الأكثر وضوحا، ولكنها ليست المظهر الوحيد أو المظهر الأكثر تأثيرا.
إن تنمية المجتمع ثقافيا بالمعنى السابق للثقافة ـ الفنون والآداب والتراث ـ بمقدوره أن يبني مواطنا ذا هوية خاصة مستندا على القيم الثابتة، والمبادئ الأصيلة، شاعرا بالولاء لوطنه، متميزا في تعليمه، مجدا في عمله، متمتعا بأخلاقيات إيجابية، منفتحا ومتفاعلا مع من حوله، متدينا بشكل صحيح، متقنا للغته، داعما لأمه وأخته وزوجته وبنته، قابلا للتطور، ودودا ومضيافا، مفتخرا بلباسه التقليدي، معتزا بعَلم وطنه، مشاركا ومتحمسا بل وواقفا أثناء عزف نشيدها الوطني. ويؤكد المتخصصون أن مسألة الالتزام بالهوية مسألة التزام خاص وعام، الخاص هو الفرد، والعام هو الجماعة، ولا يكون ذلك إلا عبر آليات تهتم بموروثات عامة الشعب من مأكولات وملبوسات وعادات وغيرها، وتهتم بموروثات النخب من الشعب كالأدب والفنون وغيرهما.
حضوري هذه الأيام لفعاليات اليوبيل الفضي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة شجعني للمطالبة بتأسيس مركز أو مراكز ثابتة تخصص للموروثات الوطنية في كل منطقة من مناطق المملكة، يكون من مهامها أيضا نشر هذه الموروثات في الداخل والخارج، وذات الحضور أكد لي ـ ولغيري ـ أن المجتمعات المؤيدة للتنمية وللوحدة الوطنية مجتمعات تتمتع بقيم سلوكية ومعرفية، تجعلها قادرة على التقدم، بينما تعاني المجتمعات التي يعيش أفراها ضمن قيم معادية للتنمية، من تراجع في تطورها، مما يعني استمرارها كمجتمعات متخلفة عن الركب، ومتأخرة عن الوصول إلى التقدم المنشود
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3459&id=18402&Rname=420
</TD></TR></TBODY></TABLE>
</TD></TR><TR><TD class=writerstxt>التراث حسب أكثر الكلمات المعرفة له هو ما ورثه الناس من ماضيهم الجميل للعبور به من حاضرهم المشرق إلى مستقبلهم الواعد، وهو ـ أي التراث ـ يمثل أحد أهم جذور الحضارة، وكما هو معروف لا حضارة بدون تراث. هناك ـ حسب كلام الخبراء ـ (التراث العالمي) الذي يرمز إلى إدراك الدول والشعوب لدلالات الأمكنة، بما يعكس الغنى الطبيعي والثقافي لها ـ ولشريف علمكم أذكر لكم أني عندما فتشت في قائمة التراث العالمي المسجلة تحت اسم المملكة العربية السعودية لم أجد فيها إلا (مدائن صالح) فقط لا غير ـ. وهناك (التراث غير المادي) ـ الثقافي ـ الذي يشمل كافة أشكال التعبير الحية والتقاليد التي ورثتها أعداد لا تحصى من المجموعات ونقلتها من أسلافها وأوصلتها إلى معاصريها بأسلوب شفهي في كثير من الأحيان، وهذا النوع يضفي وبحق على الناس اعتزازا بالهوية، وشعورا بالاستمرارية. وهناك أيضا (التراث المنقول) ـ المتاحف ـ وهناك كذلك (التراث المغمور بالمياه).
من المهم في هذه الأيام الملكية والعالمية؛ أيام المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) أن نمعن النظر في التنوع الجميل الموجود في بلادنا المباركة، والذي يعكس أحد أهم جذور تنمية المجتمع. ولا شك أن تنمية المجتمع ترتبط ارتباطا وثيقا بالثقافة، لأن الثقافة تمثل مجموعة الفنون والآداب والتراث التي يشترك فيها الناس، وهي أعني الثقافة بمفهومها الواسع تمثل مجموع القيم والمعتقدات والمواقف المتبناة من الأفراد. ولعل من المفيد أن نعرف أنه إذا أردنا أن نغير ثقافة معينة فلابد أن نبدأ بالعوامل المتغيرة منها مثل التعليم والإعلام، وغير ذلك من جوانب المعرفة والتربية والفنون، وفي نفس الوقت لابد كذلك من استثمار العوامل الثابتة مثل الدين والبيئة والتاريخ استثمارا إيجابيا في التأثير على ثقافة الناس. فالدين قوة أساسية مؤثرة في القيم، والتعليم عامل رئيس في تشكيل الثقافة، والإعلام وبخاصة الفضائيات أحد أهم المؤثرات على سلوكيات الناس، والفنون تعتبر إحدى مكونات الثقافة الملموسة، وهي المظهر الأكثر وضوحا، ولكنها ليست المظهر الوحيد أو المظهر الأكثر تأثيرا.
إن تنمية المجتمع ثقافيا بالمعنى السابق للثقافة ـ الفنون والآداب والتراث ـ بمقدوره أن يبني مواطنا ذا هوية خاصة مستندا على القيم الثابتة، والمبادئ الأصيلة، شاعرا بالولاء لوطنه، متميزا في تعليمه، مجدا في عمله، متمتعا بأخلاقيات إيجابية، منفتحا ومتفاعلا مع من حوله، متدينا بشكل صحيح، متقنا للغته، داعما لأمه وأخته وزوجته وبنته، قابلا للتطور، ودودا ومضيافا، مفتخرا بلباسه التقليدي، معتزا بعَلم وطنه، مشاركا ومتحمسا بل وواقفا أثناء عزف نشيدها الوطني. ويؤكد المتخصصون أن مسألة الالتزام بالهوية مسألة التزام خاص وعام، الخاص هو الفرد، والعام هو الجماعة، ولا يكون ذلك إلا عبر آليات تهتم بموروثات عامة الشعب من مأكولات وملبوسات وعادات وغيرها، وتهتم بموروثات النخب من الشعب كالأدب والفنون وغيرهما.
حضوري هذه الأيام لفعاليات اليوبيل الفضي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة شجعني للمطالبة بتأسيس مركز أو مراكز ثابتة تخصص للموروثات الوطنية في كل منطقة من مناطق المملكة، يكون من مهامها أيضا نشر هذه الموروثات في الداخل والخارج، وذات الحضور أكد لي ـ ولغيري ـ أن المجتمعات المؤيدة للتنمية وللوحدة الوطنية مجتمعات تتمتع بقيم سلوكية ومعرفية، تجعلها قادرة على التقدم، بينما تعاني المجتمعات التي يعيش أفراها ضمن قيم معادية للتنمية، من تراجع في تطورها، مما يعني استمرارها كمجتمعات متخلفة عن الركب، ومتأخرة عن الوصول إلى التقدم المنشود
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?issueno=3459&id=18402&Rname=420
</TD></TR></TBODY></TABLE>