المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "أجناس متعددة.. كوكب واحد.. مستقبل مشترك"


عاشقة الرسول
05-06-2010, 02:47 AM
"أجناس متعددة.. كوكب واحد.. مستقبل مشترك"

البيئة نعمة الله علينا, وهي أمنا جميعا مهما اختلفنا, وأيا كان مسلكنا في حياتنا, وكل مخلوق منا يتمنى الحياة الرغيدة



البحث عن موضوع (رأي) يحترم به كاتبه عقول قرائه, فيه نوع من الصعوبة, وأغبط الأساتذة كتاب الأعمدة, وخصوصا الكتبة اليوميين على تلقفهم للحوادث, وأسأل الله أن يوفقني وإياهم.
كاتب المقال أحوج ما يكون لكثرة القراءة, ومتابعة ما حوله هنا وهناك, حتى يخرج بمقال ثري وغير تصادمي. ومما وجدته نافعا لهذا الأسبوع, موضوع (اليوم العالمي للبيئة World Environment Day ), والذي يوافق يومنا هذا ـ الخامس من حزيران/ يونيه ـ. دول العالم بدأت بتاريخ 5 /6/ 1972= 23/ 4/ 1392 الاحتفال باليوم العالمي للبيئة, وذلك لتوضيح المخاطر المحيطة بالبيئة، واتخاذ الإجراءات المناسبة للمحافظة على الظروف التي تعيش فيها الكائنات الحية؛ ماء وتربة وهواء وطقس ومناخ ورياح وأمطار وجاذبية ومغناطيسية.. إلى آخره. لن أتكلم عن عناصر البيئة, أو علم البيئة, أو النظم البيئية, أو الأزمة البيئية, أو الكوارث البيئية, لأن احترام التخصص مطلوب, وكما قال أمير المؤمنين في الحديث الحافظ ابن حجر العسقلاني, في كتابه (فتح الباري شرح صحيح البخاري) في حق الإمام الكرماني مؤلف كتاب (الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري): "إذا تكلم المرء في غير فنه أتى بالعجائب", وذلك في معرض نقاشهما حول الدعاء عند رمي الجمرتين في الحج. ولكني سأتكلم عن مسألة عامة تدور حول ذات الموضوع, وأقصد حال هذا العصر من حيث بيئته, حتى وصلنا إلى تسميته بعصر التلوث البيئي ـ نسبة الأكسجين في الجو حاليا حوالي 18%, وقد كانت قبل 200 عام 28% ـ مما ساهم غير مشكور في ضعف مناعة الناس, واستقطاب الأمراض لهم, وجعلهم يفكرون في الحلول المناسبة, فكان مما خلصوا إليه؛ توعية الفكر لصالح تقوية الجسد, ولفائدة تنقية البدن.
وتأتي مسألة الغذاء والاغتذاء على رأس قائمة الصحة, فالأكل يلعب دورا أساسيا في تعديل بيئة الجسم (الداخلية) وبدون الانتباه لذلك سيشتكي الفرد من التعب وصعوبة الهضم والصداع ووهن العظم وغيره.
ويكفينا قول حكيم العرب وطبيبها الحارث بن كلدة ـ والد سيدنا الحارث رضي الله عنه ـ :"المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء". ومسألة أخرى مهمة لمجابهة البيئة المحيطة؛ هي ضبط الانفعالات التأثرية من غضب وقلق وهواجس وضغوط ونحو ذلك, وما على الواعي إلا تحاشي المهيجات من الظروف, والمهيجين من البشر, وتقسيم المسؤوليات وتوزيعها, وتنظيم النوم والسهر, والتعافي بالمشي.
البيئة نعمة الله علينا, وهي أمنا جميعا مهما اختلفنا, وأيا كان مسلكنا في حياتنا, وكل مخلوق منا يتمنى الحياة الرغيدة, وهذا الأمر لا بد أن يواكبه الفهم التام للمعارف الحياتية الهامة ـ (أعظم معرفة: إدراك وجود الله, أحسن هبة: العافية, أكبر إعاقة: الخوف, أجمل يوم: اليوم, أسهل شيء: الخطأ, أكبر عيب: الكبرياء, أفضل تسلية: العمل, أسوأ إفلاس: الاستسلام, أهم حاجة: الوعي, أشرف عمل: صقل الذات, أغلى هدية: المسامحة, أغنى كنز: القناعة) ـ مع سلام داخلي مع النفس, وسلام خارجي مع البيئة, والأخيرة تعني أمورا عملية كثيرة.
اليوم، وفي مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة ـ شعاره عنوان المقال ـ دعونا نستعيد صلتنا مع الحياة الطبيعية, ولنتفكر بإمعان في الأفعال التي يمكن أن نأتي بها, ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ ترشيد الكهرباء، والمحافظة على المياه, واستخدام الإيميل بدلا عن الورق, ورسائل الجوال بدلا عن أغلب المكالمات, وأكياس القماش بدلا عن أكياس البلاستيك... وصدق صاحب الخلق العظيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ القائل:"إن الله كتب الإحسان على كل شيء..".

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=611