حفيدة المصطفى
09-10-2010, 05:03 AM
أي شخصية أنت ؟
الاضطرابات النفسية مسألة صحية عالمية خطيرة ومقلقة، ويصاب بها الناس على اختلاف أعمارهم ، وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية
أنواع شخصيات الناس متعددة ؛ فمنها (الشخصية السوية)، ومنها (الشخصية غير السوية)، والأولى نقيض الثانية ، والثانية صاحبها غريب في تفكيره وتقويمه وتقييمه ، مشاعره
تتراوح بين طرفي الزيادة والنقص ، لا يضبط ذاته ، ولا يفهم حاجاته ، ولا واجباته ، فهو ـ كما يقول مختصو الطب النفسي ـ إما أن يكون فصاميا ـ Schizophrenia ـ، أو
شبه فصامي ، أو شبه فصامي، أو حادا، أو هائجا ـ Hysteria ـ أومختالا ـ Narcissism ـ أو إجراميا ـ Psychopath ـ أسوأ أو من أسوأ أنواع الشخصيات ـ ، أو
مكتئبا، أو تجنبيا ، أو متسلقا ، أو موسوسا ، أو عدوانيا ، أو محبا لتعذيب غيره ـ Sadism ـ ، أو محبا لتعذيب نفسه ـ Masochism ـ وغيرها . وهذه الاضطرابات
الشخصية، وهذا التداخل بينها ـ كما يضيف المتخصصون النفسيون ـ يلزمنا بالتصدي للمشاكل الصحة بعمومها ، والصحة النفسية بخصوصها ـ بالمناسبة غدا يحتفي العالم باليوم
العالمي للصحة النفسية ؛ / 11 تشرين الأول = أكتوبر.
لقد درس الأطباء المسلمون القدامى الطب اليوناني ، ودرسوا الفلسفة اليونانية في الآراء الأخلاقية ، وما يتعلق بالصحة النفسية، وقوى النفس وفضائلها ، وبنى المسلمون على ما
تلقوه من أفلاطون وأرسطو وغيرهما كتبا متعددة في صحة النفس ، فكتب فيلسوف العرب الكندي (رسالة في الحيلة لدفع الأحزان)، وكتب الرازي (الطب الروحاني) ، وأثبت فيه
أنه طبيب نفسي كما هو طبيب بدني ، ومما قاله : " لا سبيل إلى مداواة نفس الإنسان العاقل بإزالة أمراضها إلا على أساس من التبصر والمعرفة بأمور هامة من القيم التي يعقلها
الإنسان ويؤمن بها " ، وكتب أبو زيد البلخي (مصالح الأبدان والأنفس) ، بين فيه أثر البيئة والروائح الطيبة والجمال وحتى الأنغام وفنون التدليك ـ Massage ـ على الصحة
النفسية ، وكتب ابن مسكويه (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق) ، وضمن فيه عناصرا من الفكر الأخلاقي اليوناني وعناصر إسلامية ، إلى جانب تجربته الذاتية ومشاهداته
الخاصة لأحوال مختلف الناس في عصره . وكتب ابن سينا (الإشارات والتنبيهات) وناقش فيه كمال النفس وبهجتها ، وتلاهم من بعدهم .
الاضطرابات النفسية مسألة صحية عالمية خطيرة ومقلقة ، ويصاب بها الناس على اختلاف أعمارهم ، وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وفي عالمنا اليوم
أكثر من (450 مليون) مضطرب نفسي ، والأرقام والأبحاث على مدى السنوات الخمسين الماضية أثبتت أنه (لا صحة من دون الصحة النفسية)، ودستور منظمة الصحة العالمية
ينص على أن : " الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً ، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز ". والعلماء يقرون بأن الصحة النفسية لا تحدث بمعزل عن
الأمراض ـ وخصوصا المزمنة ـ ، ولا تحدث بمعزل عن الظروف الحياتية المحيطة بالإنسان اجتماعيا واقتصاديا وبيولوجيا وبيئيا ، وبسبب ذلك انتشرت أمراض القلق ،
والوسواس القهري ـObsessive Compulsive Disorder ـ ، والاكتئاب ، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب ـ Bipolar ـ ، والرهاب ، والأنا وغيرها . ولأجل
أن نكون عمليين ، أنوه إلى أن عملية تعزيز الصحة النفسية عملية تنطوي على اتخاذ إجراءات تسعى إلى تهيئة ظروف العيش الكريم للناس ، ويشمل ذلك اتخاذ طائفة من
الإجراءات التي تزيد من حظوظ عدد أكبر من بني البشر في التمتع بمستوى أحسن من الصحة النفسية ، ومن ذلك مراعاة الأنشطة النفسية والاجتماعية للمرحلة التي تسبق الالتحاق
بالمدرسة ، ودعم برامج بناء مهارات الشباب ، وتمكين المرأة من الاستفادة مما تعلمته ، ووضع برامج للمتضررين من الكوارث ، ووضع برامج للوقاية من الإجهاد ، والبحث
بشكل فاعل في تيسير فرص تملك المساكن .
عبدالله فدعق (http://www.alwatan.com.sa/Writers/Detail.aspx?WriterID=40)
الاضطرابات النفسية مسألة صحية عالمية خطيرة ومقلقة، ويصاب بها الناس على اختلاف أعمارهم ، وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية
أنواع شخصيات الناس متعددة ؛ فمنها (الشخصية السوية)، ومنها (الشخصية غير السوية)، والأولى نقيض الثانية ، والثانية صاحبها غريب في تفكيره وتقويمه وتقييمه ، مشاعره
تتراوح بين طرفي الزيادة والنقص ، لا يضبط ذاته ، ولا يفهم حاجاته ، ولا واجباته ، فهو ـ كما يقول مختصو الطب النفسي ـ إما أن يكون فصاميا ـ Schizophrenia ـ، أو
شبه فصامي ، أو شبه فصامي، أو حادا، أو هائجا ـ Hysteria ـ أومختالا ـ Narcissism ـ أو إجراميا ـ Psychopath ـ أسوأ أو من أسوأ أنواع الشخصيات ـ ، أو
مكتئبا، أو تجنبيا ، أو متسلقا ، أو موسوسا ، أو عدوانيا ، أو محبا لتعذيب غيره ـ Sadism ـ ، أو محبا لتعذيب نفسه ـ Masochism ـ وغيرها . وهذه الاضطرابات
الشخصية، وهذا التداخل بينها ـ كما يضيف المتخصصون النفسيون ـ يلزمنا بالتصدي للمشاكل الصحة بعمومها ، والصحة النفسية بخصوصها ـ بالمناسبة غدا يحتفي العالم باليوم
العالمي للصحة النفسية ؛ / 11 تشرين الأول = أكتوبر.
لقد درس الأطباء المسلمون القدامى الطب اليوناني ، ودرسوا الفلسفة اليونانية في الآراء الأخلاقية ، وما يتعلق بالصحة النفسية، وقوى النفس وفضائلها ، وبنى المسلمون على ما
تلقوه من أفلاطون وأرسطو وغيرهما كتبا متعددة في صحة النفس ، فكتب فيلسوف العرب الكندي (رسالة في الحيلة لدفع الأحزان)، وكتب الرازي (الطب الروحاني) ، وأثبت فيه
أنه طبيب نفسي كما هو طبيب بدني ، ومما قاله : " لا سبيل إلى مداواة نفس الإنسان العاقل بإزالة أمراضها إلا على أساس من التبصر والمعرفة بأمور هامة من القيم التي يعقلها
الإنسان ويؤمن بها " ، وكتب أبو زيد البلخي (مصالح الأبدان والأنفس) ، بين فيه أثر البيئة والروائح الطيبة والجمال وحتى الأنغام وفنون التدليك ـ Massage ـ على الصحة
النفسية ، وكتب ابن مسكويه (تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق) ، وضمن فيه عناصرا من الفكر الأخلاقي اليوناني وعناصر إسلامية ، إلى جانب تجربته الذاتية ومشاهداته
الخاصة لأحوال مختلف الناس في عصره . وكتب ابن سينا (الإشارات والتنبيهات) وناقش فيه كمال النفس وبهجتها ، وتلاهم من بعدهم .
الاضطرابات النفسية مسألة صحية عالمية خطيرة ومقلقة ، ويصاب بها الناس على اختلاف أعمارهم ، وعلى اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وفي عالمنا اليوم
أكثر من (450 مليون) مضطرب نفسي ، والأرقام والأبحاث على مدى السنوات الخمسين الماضية أثبتت أنه (لا صحة من دون الصحة النفسية)، ودستور منظمة الصحة العالمية
ينص على أن : " الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً ، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز ". والعلماء يقرون بأن الصحة النفسية لا تحدث بمعزل عن
الأمراض ـ وخصوصا المزمنة ـ ، ولا تحدث بمعزل عن الظروف الحياتية المحيطة بالإنسان اجتماعيا واقتصاديا وبيولوجيا وبيئيا ، وبسبب ذلك انتشرت أمراض القلق ،
والوسواس القهري ـObsessive Compulsive Disorder ـ ، والاكتئاب ، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب ـ Bipolar ـ ، والرهاب ، والأنا وغيرها . ولأجل
أن نكون عمليين ، أنوه إلى أن عملية تعزيز الصحة النفسية عملية تنطوي على اتخاذ إجراءات تسعى إلى تهيئة ظروف العيش الكريم للناس ، ويشمل ذلك اتخاذ طائفة من
الإجراءات التي تزيد من حظوظ عدد أكبر من بني البشر في التمتع بمستوى أحسن من الصحة النفسية ، ومن ذلك مراعاة الأنشطة النفسية والاجتماعية للمرحلة التي تسبق الالتحاق
بالمدرسة ، ودعم برامج بناء مهارات الشباب ، وتمكين المرأة من الاستفادة مما تعلمته ، ووضع برامج للمتضررين من الكوارث ، ووضع برامج للوقاية من الإجهاد ، والبحث
بشكل فاعل في تيسير فرص تملك المساكن .
عبدالله فدعق (http://www.alwatan.com.sa/Writers/Detail.aspx?WriterID=40)