حفيدة المصطفى
23-10-2010, 07:23 AM
لماذا يختلف الحرمان الشريفان؟
أملي هو أن تكون الفوارق المذكورة مبنية على أمور غير شرعية-بدع وضلالات - وأملي الأكبر هو في توحيد الفوارق في الحرمين الشريفين ..
يحتل الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة مكانة خاصة في قلوب الناس ، وقد لفتت نظري بعض الاختلافات بين الحرمين الشريفين في شهر رمضان وغيره من
الشهور ، ومع يقيني بأن التنوع جميل ، إلا أن الأجمل هو معرفة أسبابه .
أبدأ بالذي يفطر عليه المسلمون ويأكلونه ويشربونه في الحرمين في رمضان ، وفي غيره أثناء أيام التطوع ـ الاثنين والخميس، والأيام البيض ـ . فإنه في المسجد الحرام لا يُسمح إلا
بالتمر وربما القهوة ، أما في المسجد النبوي فيزيد الناس نظاماً اللبن والعيش (خبز الشريك) والملح (الدُّقة) . وفي المسجد الحرام يُنادى لصلاة التراويح وصلاة التهجد ـ صلاة القيام
أثابكم الله ـ أما في المسجد النبوي فيفاجئ الإمامُ الناسَ بالتكبير دونما تنبيه إلا من طلب الاستواء للصلاة . وفي الحرم المكي مقدار القراءة وطولها في صلاة التراويح وصلاة التهجد في
العشر الأواخر أقل مما عليه الحال في الحرم المدني ـ يتَّحدان في ختم القرآن في صلاة التراويح في الثامن والعشرين من الشهر ـ . في مكة المكرمة ينادى للصلاة على الموتى ـ أطال الله
أعماركم في خير ولطف وعافية ـ بالإجمال: "الصلاة على الميت أو الميتة أو الموتى يرحمكم الله" ـ أما في المدينة المنورة فبالتفصيل ـ المرأة.. الرجل.. الطفل.. الطفلة ـ. أخيراً في
الحرم المكي الشريف يكبر المؤذنون بأصواتهم الرخيمة تكبيرات عيدي الفطر والأضحى التي تتشنف بها الآذان ، أما في الحرم المدني فقد (كان) الصمت يطبق على الجميع من بعد
الفراغ من صلاة الفجر، وحتى قبل أداء صلاة العيد بثوان .
ذكرت في بداية المقال أن التنوع جميل ، وأزيد بأنه الأجمل أو من أجمل ما يتمايز به الناس . وأملي هو أن تكون الفوارق المذكورة مبنية على أمور غير شرعية ـ بدع وضلالات ـ
وأملي الأكبر هو في توحيد الفوارق ، وذلك بالتوسع في قبول الزيادات ، فيسمح في المسجد الحرام بدخول ما يسمح بدخوله في المسجد النبوي الشريف ، ويمكَّن للمصلين فيه من معرفة
تفاصيل الجنائز. ويمكن المصلون في المسجد النبوي من معرفة بدايات صلاتيْ القيام ، بالإضافة إلى (استمرار) تشنيف قلوبهم قبل آذانهم بتكبيرات العيد . لا سيما أن التكبيرات
الجماعية التي عليها العمل في المسجد الحرام أمرٌ شرعي تسنده نصوص شرعية اعتمدها إمام دار الهجرة؛ الإمام مالك بن أنس، الذي قال عنه الإمام الشافعي: "إذا جاء الخبر فمالك
النجم"، وقال عنه أيضاً :"مالك بن أنس معلمي ، وما من أحد أمنَّ علي من مالك ، عنه أخذت العلم ، إنما أنا غلام من غلمان مالك". واعتمد ذلك أيضاً مجدد صلة الناس بدين الإسلام
في القرن الثاني الهجري ؛ الإمام الشافعي ، الذي قال عنه الإمام أحمد بن حنبل مقولته المشهورة ، مجيبا به عن سؤال ابنه الشيخ عبدالله : "أي رجل كان الشافعي ، فإني سمعتك تكثر
من الدعاء له ؟ فقال : "كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس ، فانظر هل لهذين من خلف أو منهما عوض ؟". وهذا الاستشهاد ذكرني ببيت شعر نظمه الإمام الشافعي في تلميذه
الإمام أحمد، جاء فيه :
أضحى ابن حنبل حجةً مبرورةً
وبحب أحمدَ يُعرف المتنسكُ
وذكرني ذات النظم كذلك بما نقله الثقات عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: "ما مددت رجلي نحو دار أستاذي (حماد) إجلالاً له ، وكان بين داري وداره سبعُ سكك، وما صليت
صلاةً منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والديَّ، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه أو علمني علما".
عبدالله فدعق
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=2795
أملي هو أن تكون الفوارق المذكورة مبنية على أمور غير شرعية-بدع وضلالات - وأملي الأكبر هو في توحيد الفوارق في الحرمين الشريفين ..
يحتل الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة مكانة خاصة في قلوب الناس ، وقد لفتت نظري بعض الاختلافات بين الحرمين الشريفين في شهر رمضان وغيره من
الشهور ، ومع يقيني بأن التنوع جميل ، إلا أن الأجمل هو معرفة أسبابه .
أبدأ بالذي يفطر عليه المسلمون ويأكلونه ويشربونه في الحرمين في رمضان ، وفي غيره أثناء أيام التطوع ـ الاثنين والخميس، والأيام البيض ـ . فإنه في المسجد الحرام لا يُسمح إلا
بالتمر وربما القهوة ، أما في المسجد النبوي فيزيد الناس نظاماً اللبن والعيش (خبز الشريك) والملح (الدُّقة) . وفي المسجد الحرام يُنادى لصلاة التراويح وصلاة التهجد ـ صلاة القيام
أثابكم الله ـ أما في المسجد النبوي فيفاجئ الإمامُ الناسَ بالتكبير دونما تنبيه إلا من طلب الاستواء للصلاة . وفي الحرم المكي مقدار القراءة وطولها في صلاة التراويح وصلاة التهجد في
العشر الأواخر أقل مما عليه الحال في الحرم المدني ـ يتَّحدان في ختم القرآن في صلاة التراويح في الثامن والعشرين من الشهر ـ . في مكة المكرمة ينادى للصلاة على الموتى ـ أطال الله
أعماركم في خير ولطف وعافية ـ بالإجمال: "الصلاة على الميت أو الميتة أو الموتى يرحمكم الله" ـ أما في المدينة المنورة فبالتفصيل ـ المرأة.. الرجل.. الطفل.. الطفلة ـ. أخيراً في
الحرم المكي الشريف يكبر المؤذنون بأصواتهم الرخيمة تكبيرات عيدي الفطر والأضحى التي تتشنف بها الآذان ، أما في الحرم المدني فقد (كان) الصمت يطبق على الجميع من بعد
الفراغ من صلاة الفجر، وحتى قبل أداء صلاة العيد بثوان .
ذكرت في بداية المقال أن التنوع جميل ، وأزيد بأنه الأجمل أو من أجمل ما يتمايز به الناس . وأملي هو أن تكون الفوارق المذكورة مبنية على أمور غير شرعية ـ بدع وضلالات ـ
وأملي الأكبر هو في توحيد الفوارق ، وذلك بالتوسع في قبول الزيادات ، فيسمح في المسجد الحرام بدخول ما يسمح بدخوله في المسجد النبوي الشريف ، ويمكَّن للمصلين فيه من معرفة
تفاصيل الجنائز. ويمكن المصلون في المسجد النبوي من معرفة بدايات صلاتيْ القيام ، بالإضافة إلى (استمرار) تشنيف قلوبهم قبل آذانهم بتكبيرات العيد . لا سيما أن التكبيرات
الجماعية التي عليها العمل في المسجد الحرام أمرٌ شرعي تسنده نصوص شرعية اعتمدها إمام دار الهجرة؛ الإمام مالك بن أنس، الذي قال عنه الإمام الشافعي: "إذا جاء الخبر فمالك
النجم"، وقال عنه أيضاً :"مالك بن أنس معلمي ، وما من أحد أمنَّ علي من مالك ، عنه أخذت العلم ، إنما أنا غلام من غلمان مالك". واعتمد ذلك أيضاً مجدد صلة الناس بدين الإسلام
في القرن الثاني الهجري ؛ الإمام الشافعي ، الذي قال عنه الإمام أحمد بن حنبل مقولته المشهورة ، مجيبا به عن سؤال ابنه الشيخ عبدالله : "أي رجل كان الشافعي ، فإني سمعتك تكثر
من الدعاء له ؟ فقال : "كان الشافعي كالشمس للدنيا وكالعافية للناس ، فانظر هل لهذين من خلف أو منهما عوض ؟". وهذا الاستشهاد ذكرني ببيت شعر نظمه الإمام الشافعي في تلميذه
الإمام أحمد، جاء فيه :
أضحى ابن حنبل حجةً مبرورةً
وبحب أحمدَ يُعرف المتنسكُ
وذكرني ذات النظم كذلك بما نقله الثقات عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: "ما مددت رجلي نحو دار أستاذي (حماد) إجلالاً له ، وكان بين داري وداره سبعُ سكك، وما صليت
صلاةً منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والديَّ، وإني لأستغفر لمن تعلمت منه أو علمني علما".
عبدالله فدعق
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=2795