المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باب الإنفاق مما يحب ومن الجيد


حفيدة المصطفى
28-02-2011, 10:52 PM
باب الإنفاق مما يحب ومن الجيد

•.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•


قال الله تعالى : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) [آل عمران: 92] .

وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) [البقرة: 267


الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•

باب الإنفاق مما يحب : هل المقصود ما أحبه أنا أو مايحبه ومطلوب عنده هو ؟

لابد للانسان أن يوازن بين ما يحبه وبين ما يريده المحتاج ليسد به رمقه .

الجود من الموجود كما قيل ولكن ما فائدة أن نعطي المحتاج شيئاً يكون زائداً عليه ؟! ، لذلك لا بد من التوازن فيما تحبه أنت وبين ما يريده هو ويحتاج اليه .

ومن الجيد : الجيد عندك والجيد عنده .

ليس المهم أنك تعطي ، المهم هو أن تعطيه ما يريده هو ليقضي به حاجته .

لابد من التقنين في مسألة الاعطاء حتى يسد رمق المحتاج ولا تكون الفوضى .



قال الله تعالى : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) .

( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ.. ) : المقصود بالبر كمال الخير .

لن تنال الخير الكثير ولن تنال رتبة الأبرار حتى تنفق مما تحب .

(.. مِمَّا تُحِبُّونَ ) : يدخل فيه المال وغير المال .



وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ( من الحلال ) ، وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ( من الحلال) ، لذلك كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يتصدقون من كسب أيديهم من الأشياء

التي كانوا يفعلونها .

من أسمى درجات الصدقة ما بذلت فيه مجهوداً بيدك .

( ..وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ ) : فالخبيث بمعنى الرديء .

المطلوب ممن ابتلي بفوائد البنوك أن يتصدق بها ويستشعر بأنه لن يأخذ عليها حسنات وانما الخلاص من هذا المال ، والمطلوب الأكبر أن لا يستمر الانسان في أخذ الخبيث وفي تنمية الخبيث .


•.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•


عن أنس رَضِيَ الله عَنهُ قَال : كان أبو طلحة رَضِيَ الله عَنهُ أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل ، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم

يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب .

قال أنس : فلما نزلت هذه الآية : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) قام أبو طلحة إلى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم فقال : يا رَسُولَ الله، إن الله تعالى أنزل عليك : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ

حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) وإن أحب مالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى ، فضعها يا رَسُولَ الله حيث أراك الله .

فقال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم : (( بخ ! ذلك مال رابح ، ذلك مال رابح ، وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين )) .

فقال أبو طلحة : أفعل يا رَسُولَ الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه ، وبني عمه . متفق عليه (114) .

قوله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم : (( مال رابح )) روي في الصحيحين (( رابح )) و ((رايح )) بالباء الموحدة وبالياء المثناة ، أي : رايح عليك نفعه ، و (( بيرحاء )) حديقة نخل ، وروي

بكسر الباء وفتحها .



الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•


سيدنا أبو طلحة رضي الله تعالى عنه من كبار التجار ، ومن أحب الأموال لديه بيرحاء .

بِيرُحاء ، بيرَحا ، كلاهما صحيح .

اختلف في حاء هل هي اسم لمرأة أم لرجل ساكن في تلك المنطقة ، أم اسم للابل .

كان سيدنا أبو طلحة أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد أي أمام المسجد ، وهي موجودة أمام الباب المجيدي .

( .. وكان رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب .. ) : هذا دليل على الإستجمام والسفر، فالإنسان يحسن له أن يستجم بعد العناء والتعب حتى يرتاح ويخفف عن

نفسه العناء والتعب .

ليس من الضروري السفر لغرض التعليم أو الزواج بل من الممكن السفر لأمر مباح ومنه الأستجمام والتنزه كما فعل سيدنا صلى الله عليه وسلم ، حيث دخل لهذا البستان وأكل من الثمر الموجود

وأستظل بالشجر وأرتاح .

النفس تَكِل فإذا كَلَّت مَلَّت وإذا مَلَّت عَمِيَت ، لذلك الاستجمام والفسحة تبعدان عن النفس كل تلك المساوئ .

( .. قام أبو طلحة إلى رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم فقال : يا رَسُولَ الله، إن الله تعالى أنزل عليك : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ) وإن أحب مالي إليّ بيرحاء، وإنها صدقة لله

تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى ، فضعها يا رَسُولَ الله حيث أراك الله ) هذا دليل على سرعة الإستجابة والتنفيذ .

من الصور الكثير التي تدل على سرعة استجابة الصحابة والصحابيات رضوان الله تعالى عليهم لأوامر الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .

( ذاك مال رابح ذاك مال رابح ) : ( رابح ) و ( رايح ) كما ورد في الصحيحين وهما بمعنى : مال يرتد عليك ويعود بالنفع اليك .

( ..أرى أن تجعلها في الأقربين ) : أي أقاربك ، ففعل رضي الله تعالى عنه ، وقسمها في أقاربه وبني عمه .

الهدية لا تهدى ولا تباع أما اذا كانت زائدة عليه فممكن للشخص أن يهديها .


*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•

وَصَلَّى الله تَعَالَى عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّد وَعَلى آلِه وَصَحبِه وَسَلِّم

*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•

مها قزاز
01-03-2011, 01:30 AM
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•

اللهم صلي عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّد وَعَلى آلِه وَصَحبِه وَسَلِّم

*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•<!-- / message -->
<!-- controls -->http://www.gazzaz.net/s/vbimages/misc/progress.gif

عاشقة الرسول
01-03-2011, 04:36 AM
الحمدالله على نعمه التعليم في مجلس الروحة ... جزاكم الله خير يا احلى صحبه