المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشعب يجدد حب النظام


حفيدة المصطفى
19-03-2011, 02:52 PM
الشعب يجدد حب النظام

الثابت الثالث، هو ثابت الوحدة الوطنية، وأعني به أن الولاء للوطن، لا للقبيلة، أو المنطقة، أو الفكر، أو المذهب. وأن التباينات في مكونات المجتمع ينبغي أن تستثمر في تعزيز الوحدة،

وتكريس التلاحم



قلتها سابقاً وكتبتها "الشعب أثبت حبه لوطنه وقيادته، وكلي يقين في أن الشعب يترقب ما يؤكد على أن الشعور متبادل".

واليوم أجدها فرصة لتهنئة كل من تحيطه جدران بيوت بلادنا المباركة، بما سمعوه من خطاب أبوي شامل لحاكمنا ومليكنا؛ خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله ورعاه، وبما تابعومن أوامر ملكية

كريمة، أسأل الله أن يجعلها مباركة.

غيرنا قال عن بلادنا"إن لديها تقاليد سياسية محلية مستقرة، وإنها متفردة". والحقيقة أن السر في ذلك يعود بعد فضل الله سبحانه وتعالى إلى الثوابت الثلاثة، التي قد يسوغ (الاختلاف) حول

تفاصيلها وفروعها، لكنه ممنوع في أصولها، وممنوع من تحوله إلى (خلاف). أول هذه الثوابت هي؛ الثوابت الدينية، فلا خلاف في فرضية الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج. ولكنا قد نختلف

في مسألة اليدين في الصلاة؛ هل نرسلهما كما هو عند المالكية، أو نقبضهما كما هو عند سواهم. وهل يضعهما القابض تحت سرته كما هو عند الحنفية والحنابلة، أو فوقها كما هو عند ا

الشافعية. وهل نقنت في صلاة الفجر كما هو عند المالكية والشافعية، أو لا نقنت كما هو عند الحنفية، أو لا نقنت إلا عند الحوادث كما هو عند الحنابلة. وهل نكتفي في صلاة الميت بتسليمة

واحدة كما هو عند الحنابلة، أو بتسليمتين كما هو عند غيرهم. وهكذا بقية الشروط والصفات الأخرى في الصلاة والصوم والزكاة والحج، التي قد نختلف حولها، ولكنا لا نختلف في وجوب

وحتمية أداء أصولها.



ثاني هذه الثوابت هي ثابت الحكم؛ فالمُلك لله ثم لمن بايعناه على شريعة الله ورسوله، لنا عليه أن يستمد سلطة حكمه من الكتاب والسنة، وأن يقيمه على أساس العدل والشورى والمساواة. وله

علينا حق السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره. كما أن لناعلينا أيضا واجب المناصحة، قال صلى الله عليه وسلم "إن الله يرضى لكم ثلاثاً، وذكر منها؛ أن تناصحوا من ولاه الله

أمركم...". شريطة الالتزام بآداب مناصحة الحكام، ومنها عدم الإشهار؛ وفي الحديث "من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية، ولكن يأخذ بيده فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد

أدى الذي عليه". ومنها الرفق واللطف؛ قال الإمام النووي"وأما النصيحة لأئمة المسلمين؛ فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به، وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا

عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين، وترك الخروج عليهم، وتأليف قلوب الناس لطاعتهم". كما أن من أهم آداب هذه المناصحة البعد عن مسائل التهويل، والإثارة، والتفريق. مع القيام بكامل

التوقير؛ يقول ابن جرير الطبري التوقير هو التعظيم والإجلال والتفخيم.



أما الثابت الثالث، فهو ثابت الوحدة الوطنية، وأعني به أن الولاء للوطن، لا للقبيلة، أو المنطقة، أو الفكر، أو المذهب. وأن التباينات في مكونات المجتمع ينبغي أن تستثمر في تعزيز الوحدة،

وزيادة اللحمة، وخدمة التنمية، وتكريس التلاحم. وأن التكتلات والعصبيات، عني الفرقة والفتنة والانقسام والتشطر والتشظي. فالخضيري والقبيلي، والبدوي والحضري، والمنسوب

والمحسوب، والحجازي والنجدي، والسني والشيعي، والسلفي والصوفي، والمتحرر والمتطرف، والتقدمي والرجعي، والتنويري والظلامي جدهم واحد؛ هو سيدنا آدم، وأبوهم واحد؛ هو سيدنا

نوح عليهما السلام. ينبغي ألا يكون بينهم نزاع وصراع، أو تراشق وشقاق، وعليهم أن يهتموا بقيمهم وقواسمهم المشتركة، وأن يغلبوا حب الوطن على كل نفيس، وأن يفهموا ويحفظوا بيت

شوقي:

"وطني لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنه نازعتْني إليهِ في الخُلدِ نَفْسي".


عبدالله فدعق

http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=4898