حفيدة المصطفى
19-09-2011, 08:37 AM
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم عدد كل حرف كتب و يكتب أبد الآبدين و دهر الداهرين نويت التعلم والتعليم ، والتذكر
والتذكير ، والنفع والإنتفاع والإفادة والإستفادة ، والحث على التمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، والدعاء إلى الهدى ، والدلالة على الخير ، ابتغاء وجه الله ومرضاته ، وقربه وثوابه
سبحانه وتعالى ))
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
بابًٌ زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
قَالَ الله تَعَالَى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (61) فَلَمَّا
جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ
فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً (64) فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (66)
وقَالَ تَعَالَى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
)زيارة أهل الخير) : المقصود بأهل الخير الذين حازو على شرف العلم والإيمان والصلاح وكل خير .
)ومجالستهم وصحبتهم) : المجالسة معلومة فالانسان عندما يجالس أهل الخير يصبح من أهل الخير ، وعندما يجالس أهل السوء يصبح من أهل السوء أجارنا الله .
)ومحبتهم) : محبة الصالحين ليس بالكلمة ولكن بالتعاطي كزيارتهم والسؤال عنهم واهدائهم الهدايا .
قال الشاعر: إنّ الكَلامَ لَفِي الفؤَادِ وَإنّمَا ... جُعِلَ اللسَانُ عَلى الفؤَادِ دَلِيلا
وقيل في الأثر: لا تموتنّ إلا وأنت تحسن الظن بالله وبعباد الله .
المسألة غير مرتبطة بحياة أو بموت وإنما هي مسألة خاصة بينك وبين الشخص ليس لأجله هو بل لأجل ما أعطاه الله من صلاح و تُقى .
)وزيارة المواضع الفاضلة) : يقصد بها مواضع المساجد ، البيوت ... الخ
قَال الله تَعَالَى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) : .
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ) : الفتى هنا هو الحفيد الثاني لسيدنا يوسف عليه السلام واسمه يوشع بن نون .
(مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) ( مَجْمِعَ الْبَحْرَيْنِ) كلاهما صحيح .
لم يأتي نص صريح وضح بالمقصود من مجمع البحرين ولكن هناك أقوال فسرتها منها :
أن مجمع البحرين وكما فسرها بعضهم تعني اجتماع البحرين وقيل المقصود به سيدنا يوسف وسيدنا الخضر عليهما السلام ، فكل واحد ببحره وبفضله الذي أعطاه الله إياه .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وقَالَ تَعَالَى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) .
نزلت الآية في أشراف قريش حين طلبو من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود ، وليخرج أولئك بمجلس على حدة ،
فنهاه الله عن ذلك فقال : (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) ، وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء فقال سبحانه وتعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : " قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا . فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَيْهَا بَكَتْ ، فَقَالا لَهَا : مَا
يُبْكِيكِ ، مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ . قَالَ : فَقَالَتْ : مَا أَبْكِي أَنْ لا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ . قَالَ : فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ ، فَجَعَلا يَبْكِيَانِ مَعَهَا " . رواه
مسلم
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
من المهم جدا ربط الحديث بأول الباب باب زيارة أهل الخير ، فسيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله تعالى عنهما ذهبا إلى ستنا أم أيمن (بركة الحبشية) رضي الله تعالى عنها .
لابد لنا أن نعلم أن سيدتنا أم أيمن رضي الله تعالى عنها هي إرثٌ ورثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أبيه عن جده فهي كانت عند عبدالمطلب ثم عبدالله ثم انتقلت بعد ذلك إلى سيدنا النبي صلى الله عليه
وسلم .
من مناقب السيدة أم أيمن رضي الله تعالى عنها :
- كانت الحاضنة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمربية الخاصة له .
- كانت رضي الله تعالى عنها أمةً عند جده عبدالمطلب وأبيه عبدالله ثم أعتقها صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاءت إليه .
- زوجها الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدا الخزرجي فولدت له أيمن .
- بعد وفاة زوجها قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم : من سره أن يتزوج من امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن ، فتزوجها زيد بن حارثة وأنجبت منه أسامة أصغر قائد في الإسلام .
- ومن أبرز مناقبها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أم أيمن أمي بعد أمي) .
كان عليه الصلاة والسلام دائما ما يكثر من زيارتها وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم انعكس ذلك على صحابته بدليل طلب زيارتهم لها كما قال ذلك سيدنا أبو بكر لسيدنا عمر رضي الله تعالى عنهما :
انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا)
فائدة من هذا الحديث :
1- الصالح يستحب له أن يزور حتى من هو دونه . فسيدنا أبو بكر أكثر صلاحاً منها رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
2- زيارة الإنسان لمن كان صديقه يزوره . (لا أزوره لمعرفتي به أو للعلاقة التي بيني وبينه ولكن أزوره لأنه كان صديق لجدي أو لأستاذي .. الخ وبينهما مودة ومحبة ، فسيدنا أبو بكر رضي الله تعالى
عنه لم تكن له علاقة وثيقة بالسيدة أم أيمن كما كانت لها مع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم .
3- جواز زيارة جماعة من الرجال للنساء . فلا يذهب لزيارتها بمفرده وانما يأخذ معه أحد .
4- استصحاب العالم والكبير في الزيارة والعيادة . يستحسن للزيارة أخذ معك من هو أصلح وأحسن منك .
)وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ) :
بمجرد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وما ترتب عليه من انقطاع للوحي وانعدام للنصوص الشرعية الصحيحة اصبحت للناس أقوال وتأويلات مختلفة .
انقطاع الوحي كان العلامة التي سيبدأ بعدها الاختلاف بين الناس وهذا ما نراه الآن .
اذا واجهتك مسألة من المسائل الدنيوية ولم تجد لها نصاً صريحاً مباشراً فعليك بــ :
1- التشخيص (وصفت توصيفاً دقيقاً صحيحاً) .
2- تبحث اذا كان هناك مسألة مشابهة لها وهو ما يسميه علماء أصول الفقه بالقياس .
3- البحث عن المصلحة الشرعية
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ
هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) .
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
يقول الصالحين أن الجنة ببلاش ، وهذا الحديث فيه تبيان لذلك فدخولك للجنة لن يأتي بمشقة طالما اخترت الطريق الصح .
(هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ ) : هل لك من فضلٍ عليه ؟
(مَدْرَجَتِه) ً: المدرج الطريق .
الحديث يدل على عظم وفضل التزاور في الله ولله دون أي غرض من أغراض الدنيا .
زيارتي للشخص لن تكون زيارة لمصلحة وانما زيارة لصلاحه الذي أعطاه الله اياه ومودة ومحبة في الله .
في الحديث القدسي يقول تبارك وتعالى : (أما تعلم انك لو عدته (زرته) لوجدتنى عنده) .
وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام : (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) .
إذا وصل الإنسان لمرحلة يضع فيها نية لكل عمل يعمله وجددها فبالتأكيد سيجد في ذلك بركة .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وَعَنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا) . رواه الترمذي وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ
غريب .
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
من عاد مريضاً أو زار أخاً له مودة ومحبة في الله فان الله تعالى سيثيبه ويبوئه منزلاً في الجنة ببركة خطواته التي خطاها .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وَعَن أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي رَضِيَ الله عَنْهُ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ
مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَة) . متفقٌ عليه . (يُحْذِيَكَ) : يعطيك .
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
الحديث من الأحاديث المشهورة و المتواترة .
صُدر الحديث بآداة مهمة من أدوات اللغة العربية وهي أداة الحصر (إنما(
(وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ) ، (وَالْجَلِيسِ السُّوءِ) كلاهما صحيح .
)َنَافِخِ الْكِيرِ) : الحداد .
ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المثل للجليس الصالح، وما يستفيده جليسه من فوائد كبيرة في أمور دينه ودنياه، بحامل المسك الذي لا يعدم جليسه منه فائدة إما كبيرة أو صغيرة، فمن يجالس
حامل المسك، إما أن يستفيد منه مسكاً عن طريق الهبة أو عن طريق الابتياع، وأقل أحواله أن يشم ريحاً طيبة، وكذا من يجالس أهل التقى والصلاح .
يقول سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه : لو خيرت في التجارة ما اخترت غير الطيب لو فاتني ربحه لم يفتني ريحه .
وكما ضرب صلى الله عليه وسلم المثل للجليس الصالح بحامل المسك، ضرب المثل للجليس السوء بنافخ الكير، الذي لا يعدم من يجلس عنده مضرة ما في بدنه أو ثيابه، وأقل أحواله ما يشمه من ريح خبيثة،
وكذا جليس السوء ضرره على جليسه كبير، والمصيبة عليه عظيمة، يحبب إليه الشر ويرغبه فيه .
المسؤول عن الجسم وكما يؤكده الأطباء الهنود هو الدماغ فمتى ما استخدم في الشيئ الطيب واستعمل الشخص نظره وسمعه ورائحته في طيب كان جسمه سليماً .
مسألة فقهية : المسكُ بعض دم الغزال ، والدم كما هو معروف نجس ، فكيف تؤل المسألة فقهياً ؟
يتم تجفيفه وترتيبه إلى أن يصل لحالته كطيب صافي ، فالرسول عليه الصلاة والسلام استخدمه وقال عنه أطيب الطيب .
نستدل بكلام الله عز وجل على هذا الحديث بالنص القرآني الذي يتناسب مع هذا النص بقول الله تعالى : (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون)
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وَصَلَّى الله تَعَالَى عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّد وَعَلى آلِه وَصَحبِه وَسَلِّم
والتذكير ، والنفع والإنتفاع والإفادة والإستفادة ، والحث على التمسك بكتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، والدعاء إلى الهدى ، والدلالة على الخير ، ابتغاء وجه الله ومرضاته ، وقربه وثوابه
سبحانه وتعالى ))
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
بابًٌ زيارة أهل الخير ومجالستهم وصحبتهم ومحبتهم وطلب زيارتهم والدعاء منهم وزيارة المواضع الفاضلة
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
قَالَ الله تَعَالَى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (61) فَلَمَّا
جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ
فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً (64) فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً (66)
وقَالَ تَعَالَى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
)زيارة أهل الخير) : المقصود بأهل الخير الذين حازو على شرف العلم والإيمان والصلاح وكل خير .
)ومجالستهم وصحبتهم) : المجالسة معلومة فالانسان عندما يجالس أهل الخير يصبح من أهل الخير ، وعندما يجالس أهل السوء يصبح من أهل السوء أجارنا الله .
)ومحبتهم) : محبة الصالحين ليس بالكلمة ولكن بالتعاطي كزيارتهم والسؤال عنهم واهدائهم الهدايا .
قال الشاعر: إنّ الكَلامَ لَفِي الفؤَادِ وَإنّمَا ... جُعِلَ اللسَانُ عَلى الفؤَادِ دَلِيلا
وقيل في الأثر: لا تموتنّ إلا وأنت تحسن الظن بالله وبعباد الله .
المسألة غير مرتبطة بحياة أو بموت وإنما هي مسألة خاصة بينك وبين الشخص ليس لأجله هو بل لأجل ما أعطاه الله من صلاح و تُقى .
)وزيارة المواضع الفاضلة) : يقصد بها مواضع المساجد ، البيوت ... الخ
قَال الله تَعَالَى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) : .
(وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ) : الفتى هنا هو الحفيد الثاني لسيدنا يوسف عليه السلام واسمه يوشع بن نون .
(مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ) ( مَجْمِعَ الْبَحْرَيْنِ) كلاهما صحيح .
لم يأتي نص صريح وضح بالمقصود من مجمع البحرين ولكن هناك أقوال فسرتها منها :
أن مجمع البحرين وكما فسرها بعضهم تعني اجتماع البحرين وقيل المقصود به سيدنا يوسف وسيدنا الخضر عليهما السلام ، فكل واحد ببحره وبفضله الذي أعطاه الله إياه .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وقَالَ تَعَالَى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ
وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) .
نزلت الآية في أشراف قريش حين طلبو من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلال وعمار وصهيب وخباب وابن مسعود ، وليخرج أولئك بمجلس على حدة ،
فنهاه الله عن ذلك فقال : (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) ، وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء فقال سبحانه وتعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : " قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ : انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا . فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَيْهَا بَكَتْ ، فَقَالا لَهَا : مَا
يُبْكِيكِ ، مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ . قَالَ : فَقَالَتْ : مَا أَبْكِي أَنْ لا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ ، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ . قَالَ : فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ ، فَجَعَلا يَبْكِيَانِ مَعَهَا " . رواه
مسلم
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
من المهم جدا ربط الحديث بأول الباب باب زيارة أهل الخير ، فسيدنا أبو بكر وسيدنا عمر رضي الله تعالى عنهما ذهبا إلى ستنا أم أيمن (بركة الحبشية) رضي الله تعالى عنها .
لابد لنا أن نعلم أن سيدتنا أم أيمن رضي الله تعالى عنها هي إرثٌ ورثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أبيه عن جده فهي كانت عند عبدالمطلب ثم عبدالله ثم انتقلت بعد ذلك إلى سيدنا النبي صلى الله عليه
وسلم .
من مناقب السيدة أم أيمن رضي الله تعالى عنها :
- كانت الحاضنة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمربية الخاصة له .
- كانت رضي الله تعالى عنها أمةً عند جده عبدالمطلب وأبيه عبدالله ثم أعتقها صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاءت إليه .
- زوجها الرسول عليه الصلاة والسلام عبيدا الخزرجي فولدت له أيمن .
- بعد وفاة زوجها قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم : من سره أن يتزوج من امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن ، فتزوجها زيد بن حارثة وأنجبت منه أسامة أصغر قائد في الإسلام .
- ومن أبرز مناقبها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أم أيمن أمي بعد أمي) .
كان عليه الصلاة والسلام دائما ما يكثر من زيارتها وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم انعكس ذلك على صحابته بدليل طلب زيارتهم لها كما قال ذلك سيدنا أبو بكر لسيدنا عمر رضي الله تعالى عنهما :
انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا ، كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزُورُهَا)
فائدة من هذا الحديث :
1- الصالح يستحب له أن يزور حتى من هو دونه . فسيدنا أبو بكر أكثر صلاحاً منها رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
2- زيارة الإنسان لمن كان صديقه يزوره . (لا أزوره لمعرفتي به أو للعلاقة التي بيني وبينه ولكن أزوره لأنه كان صديق لجدي أو لأستاذي .. الخ وبينهما مودة ومحبة ، فسيدنا أبو بكر رضي الله تعالى
عنه لم تكن له علاقة وثيقة بالسيدة أم أيمن كما كانت لها مع الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم .
3- جواز زيارة جماعة من الرجال للنساء . فلا يذهب لزيارتها بمفرده وانما يأخذ معه أحد .
4- استصحاب العالم والكبير في الزيارة والعيادة . يستحسن للزيارة أخذ معك من هو أصلح وأحسن منك .
)وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ انْقَطَعَ مِنَ السَّمَاءِ) :
بمجرد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وما ترتب عليه من انقطاع للوحي وانعدام للنصوص الشرعية الصحيحة اصبحت للناس أقوال وتأويلات مختلفة .
انقطاع الوحي كان العلامة التي سيبدأ بعدها الاختلاف بين الناس وهذا ما نراه الآن .
اذا واجهتك مسألة من المسائل الدنيوية ولم تجد لها نصاً صريحاً مباشراً فعليك بــ :
1- التشخيص (وصفت توصيفاً دقيقاً صحيحاً) .
2- تبحث اذا كان هناك مسألة مشابهة لها وهو ما يسميه علماء أصول الفقه بالقياس .
3- البحث عن المصلحة الشرعية
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ
هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ لَا غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) .
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
يقول الصالحين أن الجنة ببلاش ، وهذا الحديث فيه تبيان لذلك فدخولك للجنة لن يأتي بمشقة طالما اخترت الطريق الصح .
(هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ ) : هل لك من فضلٍ عليه ؟
(مَدْرَجَتِه) ً: المدرج الطريق .
الحديث يدل على عظم وفضل التزاور في الله ولله دون أي غرض من أغراض الدنيا .
زيارتي للشخص لن تكون زيارة لمصلحة وانما زيارة لصلاحه الذي أعطاه الله اياه ومودة ومحبة في الله .
في الحديث القدسي يقول تبارك وتعالى : (أما تعلم انك لو عدته (زرته) لوجدتنى عنده) .
وفي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام : (من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) .
إذا وصل الإنسان لمرحلة يضع فيها نية لكل عمل يعمله وجددها فبالتأكيد سيجد في ذلك بركة .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وَعَنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا) . رواه الترمذي وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ
غريب .
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
من عاد مريضاً أو زار أخاً له مودة ومحبة في الله فان الله تعالى سيثيبه ويبوئه منزلاً في الجنة ببركة خطواته التي خطاها .
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وَعَن أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِي رَضِيَ الله عَنْهُ أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّمَا مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ
مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَة) . متفقٌ عليه . (يُحْذِيَكَ) : يعطيك .
الشرح :
•.¸ ¸.•°°•.¸.•
الحديث من الأحاديث المشهورة و المتواترة .
صُدر الحديث بآداة مهمة من أدوات اللغة العربية وهي أداة الحصر (إنما(
(وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ) ، (وَالْجَلِيسِ السُّوءِ) كلاهما صحيح .
)َنَافِخِ الْكِيرِ) : الحداد .
ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المثل للجليس الصالح، وما يستفيده جليسه من فوائد كبيرة في أمور دينه ودنياه، بحامل المسك الذي لا يعدم جليسه منه فائدة إما كبيرة أو صغيرة، فمن يجالس
حامل المسك، إما أن يستفيد منه مسكاً عن طريق الهبة أو عن طريق الابتياع، وأقل أحواله أن يشم ريحاً طيبة، وكذا من يجالس أهل التقى والصلاح .
يقول سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه : لو خيرت في التجارة ما اخترت غير الطيب لو فاتني ربحه لم يفتني ريحه .
وكما ضرب صلى الله عليه وسلم المثل للجليس الصالح بحامل المسك، ضرب المثل للجليس السوء بنافخ الكير، الذي لا يعدم من يجلس عنده مضرة ما في بدنه أو ثيابه، وأقل أحواله ما يشمه من ريح خبيثة،
وكذا جليس السوء ضرره على جليسه كبير، والمصيبة عليه عظيمة، يحبب إليه الشر ويرغبه فيه .
المسؤول عن الجسم وكما يؤكده الأطباء الهنود هو الدماغ فمتى ما استخدم في الشيئ الطيب واستعمل الشخص نظره وسمعه ورائحته في طيب كان جسمه سليماً .
مسألة فقهية : المسكُ بعض دم الغزال ، والدم كما هو معروف نجس ، فكيف تؤل المسألة فقهياً ؟
يتم تجفيفه وترتيبه إلى أن يصل لحالته كطيب صافي ، فالرسول عليه الصلاة والسلام استخدمه وقال عنه أطيب الطيب .
نستدل بكلام الله عز وجل على هذا الحديث بالنص القرآني الذي يتناسب مع هذا النص بقول الله تعالى : (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُون)
*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.••°*
وَصَلَّى الله تَعَالَى عَلَى سَيدِنَا مُحَمَّد وَعَلى آلِه وَصَحبِه وَسَلِّم