![]() |
سلسلة مقالاته الرمضانية في " جريدة الاتحاد الإماراتية
حرية الفرد في الإسلام أخر تحديث: الأحد 31 أغسطس 2008 الساعة 11:08PM بتوقت الإمارات أسأل الله العظيم أن يجعل شهر رمضان شهراً مباركاً علينا جميعاً، وأن يهيئ للمسلمين النصر والعزة. اخترت أن أكتب مقالاتي عن الحرية الفردية في الإسلام وما يتعلق بها، ورأيت أن ذلك مناسب خاصة بعد أن كتبت في الأعوام الماضية عن الجماعة وحقوقها، وسأحاول بشيء من العجلة، أن أجلي بعض معاني هذه الحرية التي تلوكها الألسن ويتشدق بها الكثيرون، وسأقصر الكتابة بداية عن التوازن الإسلامي في نظرته للفرد. إن الإسلام لا يكتفي بكفالة الفرد مادياً وتهيئة العمل له. بل يكفل له حقوقاً مهمة أوسع من ذلك. ولا يكتفي بصيانة كرامة الفرد، إنما يكفل له ما يحميه في شيخوخته ومرضه بل وبطالته. فالفرد في الإسلام يقوم عليه بناء المجتمع الذي لابد أن يكفله ويكفل له المساواة والحرية. إن المساواة التي أقصدها هي المساواة الحياتية والقانونية أو التي تسمى المدنية، كما ورد في الحديث: ''الناس سواسية كأسنان المشط''، (ذكره صاحب كنز العمال). فكل فرد قادر ويقدر على التملك وعلى اكتساب الثروة، ويتساوى مع غيره أمام الشرع، وفي تقلّد الوظائف. وقد ثبت قوله (عليه الصلاة والسلام) لبعض الصحابة لما هموا بتأديب اليهودي الذي جاء يطلب دينه قبل حلول الأجل: ''دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً''، (رواه الشيخان وغيرهما). ووصى سيدنا عمر، كما رواه الدار قطني، قاضيه أبا موسى الأشعري (رضي الله تعالى عنهما) وقال له: ''آسِ بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك''، وآسِ يعني ساوِ بينهم. وجلس سيدنا علي (كرم الله وجهه)، كما ذكر في أخبار القضاة، بعد توليه الخلافة أمام شريح القاضي مع خصمه، وقبلَ بالحكم الذي صدر في غير صالحه وهو الخليفة. وتولى القيادة كثير من الموالي، بل قد كان من الممكن أن يتولى الخلافة أحد العتقاء، على رأي بعض العلماء، كما قال سيدنا عمر (رضي الله تعالى عنه) لما حضرته الوفاة: ''لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته''، (رواه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن الأثير في أسد الغابة). أما الحرية التي كفلها الإسلام للفرد فتتجلى في صور متعددة نادى بها خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم). يقول سيدنا عمر لما ضرب أحد الولاة قبطيا: ''متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟''. ويقول سيدنا علي للفرد عامة وحاثاً له: ''لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً''. والفرد المسلم مطالب بالتحرر، وأول ما يطالب بالتحرر منه المعاصي والشهوات، وعليه أن يتحكم في نفسه أمامها، وفي الحديث: ''ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب''، (رواه أحمد وابن ماجة). |
سيدي : جماعتنا الصيام عامل عمايله معاهم كلامك حلو وصورتك أحلى وحلو التجديد حق المنتدى :550: |
والله يا سيدي أسد الروحه صور سيدنا مو بس حلوة هى قمت الجمال حقيقي الله يحفظه ترا ممكن تعمل نسح وحطها توقيع مثلي والله الان محتاره في الصورتين
والف شكر على المباركة للمنتدى أسعدني مرورك |
الله يسعدكم حقيقي شيء يشرح الصدر
|
صورة لالا وصورة عاشقة :563: |
وكمان ممكن تكون صورتك يا سيدي أسد هو شعارنا للشهر المبارك الله ما يحرمنا من البركات والأنوار حقت سيدنا عبدالله الله يحفظه
|
السيد د. عبد الله فدعق يواصل الكتابة في " جريدة الاتحاد الإماراتية " عن " حرية الفرد في الإسلام " في 1/9/1429هـ، ، وعن " حصانة الفرد في الإسلام " في 3/9/1429هـ
أخر تحديث: الأحد 31 أغسطس 2008 الساعة 11:08PM بتوقت الإمارات أسأل الله العظيم أن يجعل شهر رمضان شهراً مباركاً علينا جميعاً، وأن يهيئ للمسلمين النصر والعزة. اخترت أن أكتب مقالاتي عن الحرية الفردية في الإسلام وما يتعلق بها، ورأيت أن ذلك مناسب خاصة بعد أن كتبت في الأعوام الماضية عن الجماعة وحقوقها، وسأحاول بشيء من العجلة، أن أجلي بعض معاني هذه الحرية التي تلوكها الألسن ويتشدق بها الكثيرون، وسأقصر الكتابة بداية عن التوازن الإسلامي في نظرته للفرد. إن الإسلام لا يكتفي بكفالة الفرد مادياً وتهيئة العمل له. بل يكفل له حقوقاً مهمة أوسع من ذلك. ولا يكتفي بصيانة كرامة الفرد، إنما يكفل له ما يحميه في شيخوخته ومرضه بل وبطالته. فالفرد في الإسلام يقوم عليه بناء المجتمع الذي لابد أن يكفله ويكفل له المساواة والحرية. إن المساواة التي أقصدها هي المساواة الحياتية والقانونية أو التي تسمى المدنية، كما ورد في الحديث: ''الناس سواسية كأسنان المشط''، (ذكره صاحب كنز العمال). فكل فرد قادر ويقدر على التملك وعلى اكتساب الثروة، ويتساوى مع غيره أمام الشرع، وفي تقلّد الوظائف. وقد ثبت قوله (عليه الصلاة والسلام) لبعض الصحابة لما هموا بتأديب اليهودي الذي جاء يطلب دينه قبل حلول الأجل: ''دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً''، (رواه الشيخان وغيرهما). ووصى سيدنا عمر، كما رواه الدار قطني، قاضيه أبا موسى الأشعري (رضي الله تعالى عنهما) وقال له: ''آسِ بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك''، وآسِ يعني ساوِ بينهم. وجلس سيدنا علي (كرم الله وجهه)، كما ذكر في أخبار القضاة، بعد توليه الخلافة أمام شريح القاضي مع خصمه، وقبلَ بالحكم الذي صدر في غير صالحه وهو الخليفة. وتولى القيادة كثير من الموالي، بل قد كان من الممكن أن يتولى الخلافة أحد العتقاء، على رأي بعض العلماء، كما قال سيدنا عمر (رضي الله تعالى عنه) لما حضرته الوفاة: ''لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته''، (رواه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن الأثير في أسد الغابة). أما الحرية التي كفلها الإسلام للفرد فتتجلى في صور متعددة نادى بها خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم). يقول سيدنا عمر لما ضرب أحد الولاة قبطيا: ''متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟''. ويقول سيدنا علي للفرد عامة وحاثاً له: ''لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً''. والفرد المسلم مطالب بالتحرر، وأول ما يطالب بالتحرر منه المعاصي والشهوات، وعليه أن يتحكم في نفسه أمامها، وفي الحديث: ''ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب''، (رواه أحمد وابن ماجة). |
حصانة الفرد في الإسلام أخر تحديث: الأربعاء 03 سبتمبر 2008 الساعة 12:48AM بتوقت الإمارات من أبرز مزايا الفرد في دين الإسلام أنه حر في شخصيته، يتجول كما يريد، ولا يقبض عليه ولا يسجن ولا يعاقب إلا بمقتضى الشرع، ولا مكان للعواطف والأمور الشخصية في هذا الخصوص بأي حال من الأحوال. فهذا سيدنا عمر، رضي الله تعالى، عنه يقول لرجل من رعيته يدعى أبا مريم إني أكرهك؛ وذلك لقتله أخاه زيد بن الخطاب، رضي الله عنه، في غزوة أحد، فسأله الرجل أو تمنعني حقاً؟ أو تلحق بي ضرراً دون حق؟ فأجابه سيدنا عمر رضي الله عنه: لا، فرد الرجل إنما يأسى على الحب النساء، أي إنما يفرح بالحب النساء غالباً. هذا يبين لنا أن الكراهية، وإن كانت من أعلى سلطة رسمية، لا تخيف الرعايا ولا تؤثر في حقوقهم. والفرد في دين الإسلام محصن، فليس لأحد أن يفتش مسكنه أو يداهمه. ونجد في تاريخنا الإسلامي الموروث أنّ بعض الأفراد المخمورين حاجّوا خليفة المسلمين، سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه، ودافعوا عن أنفسهم؛ لأنه تجسس عليهم. والقصة مشهورة، ذكرها الإمام السيوطي، رحمه الله تعالى في كتاب (جمع الجوامع) ونقلها غير واحد من العلماء. والفرد في الشريعة الإسلامية حر في كسبه، بل يجب عليه ذلك؛ لأن التكسب عبادة، واشتُرطت عليه الطرق الشرعية، وقد جعل سيدنا عمر، رضي الله تعالى عنه، كما ورد عنه التكسب أفضل من النوافل. والفرد في دين الإسلام له رأي ينبغي أن يتفوّه به وإلا عدّ من الضعفاء. ويكفينا في ذلك دليلاً تلك المقولة التي غدت قاعدة عامة على حرية التعبير عن الرأي والاستماع له (أخطأ عمر وأصابت امرأة) كما ذكرها الإمام أحمد رحمه الله تعالى وغيره. والفرد في الشريعة حر في تدينه، وليس أمام الآخرين إلا الالتزام بقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة (لا إكراه في الدين) والانصياع لقوله جل جلاله في سورة النمل (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن). والفرد في دين الإسلام مطالب بالتعلم رغم أنه حر فيما هو أكثر من الحد الأدنى، وفي الحديث الشريف (اطلبوا العلم ولو في الصين) ذكره الإمام البيهقي في كتاب (شعب الإيمان) وغيره. وقسَّم الإمام الشاطبي في كتاب (الاعتصام) مراحل التعليم، فجعل مرحلة إجبارية لا يتخلف عنها أحد، ومرحلتين متدرجتين حسب القدرة الذهنية. وأوضح أن الوصول للنبوغ يكون للمستطيع فطرياً من الأفراد الموهوبين واعتبر التعليم من أهم وسائل الفرد المعينة له للقيام بواجباته الكفائية. وبالجملة أقول إن الصبغة الإسلامية تتمّيز بالجماعية، وتتمّيز بالتوازن الدقيق بين حقوق الفرد والجماعة بما يكفل للفرد كرامته ويطلق عنانه تجاه مصلحة أمته. فقيه ومفكر سعودي |
ماشاءالله أنوار
|
أختي ( عا شقة الرسول )
أنعم وأكرم .. بالسيد عبدالله فدعق .. صورته منّورة المنتدى ... ويعلم الله بأ ننا نحبه في الله .. ونسأ ل الله سبحانه وتعالى .. أن يجزيه خير الجزاء على علمه .. وأن ينفعنا بعلمه . وأن يجعل ما يقدمه من علم ومحاضرات مفيدة .. في موازين حسناته . |
اللهم آمين
والكل يحبه في الله الله يحفظه أسعدني مرورك يا صادق تعال معانا يوم الآحد وصلي التراويح معانا ان شاءالله |
أختي ( عاشقة الرسول )
أسعدني ... مروركِ . مع خالص تقديري ...، |
أسعدني مرورك أخونا الصادق
|
مظلة الضمان الاجتماعي في الإسلام تمتد لغير المسلم
أخر تحديث: الأحد 07 سبتمبر 2008 الساعة 12:54AM بتوقت الإمارات عبد الله فدعق الهاشمي المكي: اعتنت شريعة الإسلام كثيراً بمحاربة المخاطر الاجتماعية، من خلال ما يمكن أن نطلق عليه ''الضمان الشرعي الاجتماعي''، والتي لو فتشت عنها الأمة وطبقتها لكان لها شأن كبير في محاربة النكسات التي مرت و تمر، وربما ستمر بها. وأعني في هذا الصدد الضمان المكلف به الغني لصالح الفقير، والمسؤولية الملقاة على بيت المال بغرض سد حاجات المحتاجين. وهذه أمور قررها سيد الأمة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وقد ظهر هذا الأمر جليا في قوله للسيدة أسماء بنت عميس رضي الله تعالى عنها، أرملة ابن عمه سيدنا جعفرالطيار بن أبي طالب، بخصوص أيتامها: ''العيلة تخافين عليهم؟ وأنا وليهم في الدنيا والآخرة''؟ ويقول عن هذا النص الحافظ ابن حجر في ''إتحاف المهرة'': ''إنه صلوات الله وسلامه عليه لم يقل ذلك لقرابة الرحم، وإنما لأنه الحاكم والإمام''. إن هذا الضمان وهذه الكفالة الاجتماعية إنما جاءت لمعالجة جملة من المشاكل، من أبرزها المخاطر الجسمانية كالعجز والشيخوخة والمرض، والمخاطر المهنية، والتي تعرف بالإصابات أثناء العمل، والمخاطر العائلية الناتجة عن زيادة الأعباء بسبب نقص الموارد، وزيادة أفراد العائلة مثلا. فهذا سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رأى، فيما يصلح للتدليل على مسألة المخاطر الجسمانية، شيخا يهوديا أعمى يسأل المارة، فسأله عما ألجأه إلى السؤال. فقال: أسأل، لأجل الجزية والحاجة والسن، فأخذ بيده إلى بيته، وأعطاه ما يكفيه، و أرسل إلى خازن بيت المال: ''أن انظر هذا وضرباءه، يعني أمثاله، فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته، ثم نخزه عند الهرم''! واعتبره من مساكين أهل الكتاب، وفرض له ولأمثاله أعطيات من بيت المال، بل ووضع عنهم رسوم الجزية. مقلدا في ذلك سيدنا أبا بكر الصديق، رضي الله تعالى عنه الذي أسقط، كما ذكر الإمام ابن العربي في '' أحكام القرآن'' الجزية عن الرهبان، و سار عليه من بعدهم الإمامان أحمد والشافعي رحمهما الله تعالى، كما ورد في ''الإقناع'' للحجاوي و''الأم '' للشافعي. وأثناء زيارة سيدنا عمر بن الخطاب لبلاد الشام، مرّ رضي الله تعالى عنه، بأرض لقوم من النصارى مجذومين، مصابين بمرض الجذام المعدي، فأمر بإعطائهم من الصدقات، وأن يقدم لهم الطعام وغيره. فقيه ومفكر سعودي |
الحقُّ ثقيل
أخر تحديث: الأربعاء 10 سبتمبر 2008 الساعة 01:01AM بتوقت الإمارات عبد الله فدعق الهاشمي المكي: يذكر الإمام ابن كثير في كتابه '' البداية والنهاية '' أن سيدنا عمر رضي الله عنه سمع مرة ليلا و هو يعس امرأة تئن من المخاض فانطلق إلى زوجه سيدتنا أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما وأخذها و معهما ما يصلح لتوليد المرأة ، و ظلت السيدة أم كلثوم تساعدها و سيدنا عمر يهيئ الطعام مع زوجها ، فلما فرغت السيدة أم كلثوم قالت له : يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام . فانتبه الرجل ــ لكلمة '' أمير المؤمنين '' ــ فتنحى هيبة له ، و أبى سيدنا عمر إلا أن يتم تهيئة الطعام ، و باشر بنفسه إطعام الرجل ، و طلب إليه أن يأتيه في الغد. فلما جاءه أجازه و أعطاه . و مما يتسلى ويتعظ به في ديننا الخالد ما ذكره ابن سعد في '' الطبقات '' ، و غير واحد من أهل العلم ، أن سيدنا عمر وقف مرة في جوف الليل مجادلا امرأة تحاول فطم رضيعها ، و ولدها يصرخ و يصيح بين يديها ، و هي ترد عليه و تقول مجيبة له : أنا أفطمه لأن عمر لم يفرض للرضيع ، و عجلت في فطامه لآخذ له نصيب الفطيم و أستعين به على فقري . فانصرف إلى بيته مسرعا ، و بعد صلاة الفجر قال : يا بؤساً لعمر ! كم قتل من أولاد المسلمين ! و أمر المنادي يقول : لا تعجلوا أولادكم من الفطام ، فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام . و قصة أخرى عنه رضوان الله عليه ذكرها ابن عساكر في '' التاريخ '' و المتقي في ''منتخب كنز العمال '' ، و هي ذهابه لإحضار طعام من بيت المال و قيامه بطبخه لعائلة لم تعرفه ، و ذلك بسبب رؤيته الأم و هي تطبخ الماء و الحصى ، تصبر بذلك أطفالها كي يناموا . إن من أفضل النماذج التي يستدل بها على أفضل ضمان عرفته الأمة كلها ، ما قاله الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، و أمر به الأشتر النخعي عامله في مصر، و نقله الحراني في '' تحف العقول '': الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم ، و المساكين ، و المحتاجين ، وأهل البؤس ، و الزمنى (أصحاب العاهات) . فإن في هذه الطبقة قانعا( سائلا)، و معتراً( قد يعطى بلا سؤال) . و احفظ الله ما احتفظك من حقه فيهم ، واجعل لهم قسما من بيت مالك، و قسما من غلات صوافي (أي غنائم) الإسلام في كل بلد . فإن للأقصى منهم مثل الذي للأدنى ، و كل قد استرعيت حقه . فلا يشفعنك عنهم بطر ، فإنك لا تعذر بتضييعك التافه ، و لإحكامك الكثير المهم . فلا تشخص همك عنهم ، و لا تصعر خدك لهم ، و تفقد أمور من لا يصل إليك منهم ممن تقتحمه العيون، و تحقره الرجال ، ففرغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتواضع، فلترفع إليك أمورهم . و تعهد أهل اليتم ، و ذوي الرقة في السن ممن لا حيلة له و لا ينصب للمسألة نفسه . وذلك على الولاة ثقيل، و الحق كله ثقيل''. |
تمويل الضمان الاجتماعي
أخر تحديث: الخميس 18 سبتمبر 2008 الساعة 11:43PM بتوقت الإمارات عبد الله فدعق الهاشمي المكي: سار سيدنا عمر بن عبدالعزيز ــ الخليفة السادس ــ على المبادئ المتميزة لمن سبقه ، حتى أن الرجل كان يخرج من بيته بزكاته فلا يجد من يأخذها . وذكر الخطيب البغدادي في '' التاريخ '' و ابن تغري بردي في '' النجوم الزاهرة '' والنباهي في '' قضاة الأندلس '' و أبو العرب في '' طبقات علماء إفريقية '' أن يحيى بن سعيد ــ عامله على إفريقية ثم قاضيه بالأندلس ــ يقول : بعثني عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية ، فاقتضيتها ، و طلبت فقراء نعطيها لهم ، فلم نجد فقيرا ، و لم نجد من يأخذها منا. فقد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس . و يضيف قائلا : فاشتريت بها رقابا (عبيداً) فأعتقتها. والسؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يتم تمويل المعوزين ؟ و أتمنى ألا تشمل الإجابة مقولة أن كل واحد عليه أن يجعل قروشه في حصالة ــ يساهم فيها بقوة أو بمروءة ــ لأيامه ذات الألوان الداكنة. فالإسلام لم يلزم أحدا بذلك ، وإنما جعل ذلك من باب الفضل والإحسان. والكفالة في هذا الضمان مقصورة على بيت المال، وهو يمول ذلك ـ أولا ـ من حصيلة الزكاة و من ثم صرفها ــ على خمسة أصناف من الثمانية المشهورة ــ حيث أن رواتب العاملين عليها متكفلة الخزينة العامة بصرفها ، والمؤلفة قلوبهم قد أوقف سيدنا عمر بن الخطاب سهمهم، والرقاب الآن في حكم التاريخ الذي لن يعود على الأقل قريبا. ويتم التمويل ـ ثانيا ـ من خلال التبرعات ، الفضل و الإحسان، و قد ذكر صاحب '' حياة القلوب '' و المسعودي في ''مروج الذهب'' أن سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - سأل من في مجلسه يوما : أرأيتم من زكى ماله ، هل يبقى فيه حق لغيره ؟ فأجاب سيدنا كعب الأحبار رضي الله عنه : لا . فرد عليه سيدنا أبو ذر رضي الله عنه بقوة ، و استشهد بقوله تعالى في سورة البقرة ( ... و لكن البر من آمن بالله و اليوم الآخر والملائكة و الكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين و في الرقاب وأقام الصلاة و آتى الزكاة ... ) مبينا في ذلك الفرق بين ''آتى المال'' و''آتى الزكاة''، موضحا أن العطف هنا للمغايرة . والأحاديث في هذا الغرض أكثر من أن تحصى ، و لعل من أشهرها قوله صلى الله عليه و سلم ( أنا و كافل اليتيم في الجنة كهاتين ) و أشار بإصبعيه الشريفتين . و يتم التمويل ـ ثالثا ـ من فرض الأموال ، كما صرح به فقهاء المالكية ، فقد ذكر الشاطبي في'' الموافقات '' أنه عندما يخلو بيت المال، أو ترتفع حاجات الجند، و ليس فيه ما يكفيهم ، فإن للإمام أن يوظف ــ أي يفرض ــ ما يراه كافيا لبيت المال في الحال ، إلى أن يظهر فيه مال ، أو يكون فيه ما يكفي . وـ للإنصاف نذكر ما أضافه أيضا في كتاب '' الاعتصام '' ـ و هو أن الاقتراض لسد الحاجات إنما يكون حيث يوجد لبيت المال دخل ينتظر، وإلا فيتم الفرض ـ ولعل هذا مما يريح مقرري الضرائب أثناء الأزمات. فقيه ومفكر سعودي |
السيد د. عبد الله فدعق يختم سلسلة مقالاته الرمضانية في " جريدة الاتحاد الإماراتية " بمقال عنوانه " لا مستحيل على الله
أخر تحديث: السبت 27 سبتمبر 2008 الساعة 12:19AM بتوقت الإمارات عبد الله فدعق الهاشمي المكي: أتوجه إلى الله القوي القادر بأن يجعل جلت قدرته ما بقي من رمضاننا هذا ميموناً على الجميع إنه سميع مجيب. ولعل من المناسب أن أقول إنني لم أجد عبارة أستطيع أن اصف الظروف المحيطة بشهرنا وعامنا اللذين نعيشهما أكثر من أنها ظروف صعبة تلف أفراد الأمة جميعا، فالكرب والغم واضحان وشديدان، وإذا لم تسارع الأمة في تدارك نفسها وتقوم بحل أزمتها القاهرة وحدها، فستكون المحصلة النهائية أعظم من الهم، ويا ليته ينجلي بسهولة ! هذه الحلول لا ريب أنها لن تبدو ناجعة إلا بالحكمة والإقدام، إذ إن علاج الهوان يكون بالعزة، ومكافحة الغثائية تكون بالشجاعة والانتصار. وهذا يحتاج إلى أن يصاحبه تحليل مستفيض، ونظرة موضوعية ثاقبة متجردة عن الأهواء والعواطف، وليس بأقل أهمية عما سبق أمر إصلاح الباطن قبل الظاهر وتقييم العمل ثم تقويمه، وعدم تثبيط الهمم بل المطلوب هو عكس ذلك تماما، ولو كلف ذلك ما لا يحمد البعض عواقبه. إن الوحدة الوطنية للأمة لن تكون إلا في وحدة الكلمة ونبذ الأنانية المقيتة، ولن تتأتى إلا بالترفع عن كوامن التنافر والتباغض، وهذه أمور يفهمها أصحاب الألباب وذوو الخبرات العريضة، الذين لا يغيب عنهم أنهم لو أحسنوا وأتقنوا، ستكون النصرة قريبة، وسيصبح عمل الأفراد على تحقيقها إلزامياً. فالأمة اليوم ــ وقبله ــ وبعده عليها واجب تحرير نفسها من تكرار عبارات التنديد والشجب، لأنه أصبح علقمي المذاق. فحقها المشروع الذي يجب أن تسعى له هو العمل على المجابهة الإعلامية للأفكار المجمع على شرها، ودعم تثقيف الأمة وتعليمها، وتشجيع تواصلها، وبث العدل بين أفرادها، وحفظ موروثاتهم، وإشاعة روح التسامح بينهم، والتشاور والتحاور معهم، وإرساء مبدأ تكافؤ الفرص وإتاحته للكل، وعدم التململ من الاستماع والإنصات لأي فرد، وتذكير الناس بأن الشريعة الإسلامية خير مساهم في إسعاد الأمة ورفع الظلم ــ الاجتماعي ــ عنها. أسأل الله سبحانه أن يبلغنا فيما بقي بلوغ الأماني، وأن يجعلنا ممن يحافظ على حضارة هذا الدين الخالد، ومن الذين يساهمون في وضع لبناته ودعمها، والله الموفق والمعين. كما أسأله تعالى أن يعيد علينا رمضان مرات عديدة وقد تبدلت أحوالنا وتحولت إلى أحسن وأسعد حال ، ويعيننا فيه على إتمامه على الوجه الذي يرتضيه، ويسلمنا له ويسلمه لنا ويتسلمه منا متقبلاً، ويجعلنا ممن قامه ويقوم باقيه إيمانا واحتسابا ويجعله شاهداً لنا لا علينا. وأن يكفينا جميعا من شر كل ذي شر، ويجعل لنا نورا من نوره وعزا من عزه ونصرا من نصره وبهاء من بهائه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. فقيه ومفكر سعودي |
أنوار ماشاءالله
كل عام وأنتم بخير |
وانت بالف خير عاشقه
الله يحفظ سيدي السيد عبدالله شيئ يشرح الصدر ويبهج النفس |
لا حرمنا الله واياكم من سيدنا الفاضل عبدالله فدعق
مقالات رائعة بحق جعلها الله في موازينه ونفع بها كما أسأله تعالى أن يعيد علينا رمضان مرات عديدة وقد تبدلت أحوالنا وتحولت إلى أحسن وأسعد حال ، ويعيننا فيه على إتمامه على الوجه الذي يرتضيه، ويسلمنا له ويسلمه لنا ويتسلمه منا متقبلاً، ويجعلنا ممن قامه ويقوم باقيه إيمانا واحتسابا ويجعله شاهداً لنا لا علينا. وأن يكفينا جميعا من شر كل ذي شر، ويجعل لنا نورا من نوره وعزا من عزه ونصرا من نصره وبهاء من بهائه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وكل عام وانتم بخير |
ايوه الله ماشاءالله تبارك على سيدنا
منوره يا هاشميتنا |
اللهم آمين يالالا
أسعدني مرورك |
الساعة الآن 09:11 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd