كـلُّ الحجيـــجِ لبيـتِ الله طلاَّبــــــا في موكبِ النـورِ إخواناً وأحبابــــــا بيض القلـوبِ وكلُّ الفخـرِ قد ذابـــا وليس يَعـرِفُ أنســـاباً وأحسابــــا الكعبــــةُ اليـومَ تهليــلاً و ترحابـــا وللصحابــــة آثـــــــارٌ ومحرابــــــــا وينبـضُ القلب إجـلالاً وإطنابــــــــا عنِ الدنايـا فلا دُنيــــا وأصحابــــــا ولا هُمـومَ سوى الغفرانِ جِلبابــــا ولا بنـــــونَ ولا زوجٌ وقــد غابـــــــا ولا لبـاسٌ سوى الإحـرامِ أثوابـــــا نحـو الغفورِ وعُذر العاصي أن تابــا بـأنْ يكـونَ تَقِـِّـــي النفس أوَّابـــــا أن يغفـر الذنب لايبقي لـه بابــــــا ويحتمـي رهبـــاً بالدمعِ مُنسابــــا فمـنْ يلوذُ ببيتِ اللَّـــهِ ما خابــــــا على التبـــاينِ أفـراداً وأسرابـــــــا في كلِّ عامٍ فحزبُ الكفرِ قد هابـا بعد الشـتاتِ فصارتْ فيـهِ أذنابــــا ضـاع الجهادُ وبــاتَ الدينُ ألقابــــا يستنصرون وهُمْ في الناسِ أغرابا روحُ العقيـــدةِ إيمانـــاً وإيجابـــــــا في بطـنِ مكـــةَ رُجَّــالاً ورُكَّابــــــا إلاَّ التـَقِيِّ ومَـنْ يرتــــادُ ألبابــــــــا وليس نعبــــــدُ أوثانــــاً وأنصابـــــا واللَّـهُ يجعــلُ للغفــران أسبابــــــا فالخلـدُ مسكنهُمْ والحـورُ أترابـــــا والويــلُ يصرهُمْ والهـونُ أحقابــــــا والحــجُّ يفتــحُ للفـردوسِ أبوابــــــا بُشـرى الحجيج وكان الله توَّابـــــا
هلَّ الهـلالُ لشــهرِ الحجِ فانْسـَـابا وأقبَلُـــــوا فِــرَقاً من كـلِّ ناحيــــــةٍ ألقَـوا ثيـابَ غرورِ العـزِّ وانطلقــــــوا فليسَ يَسـمعُ يومُ الحـجِ معصيـــةًً حلُّوا ضيوفاً على الرحمنِ فازدهرتْ يستشعرونَ زمانـاً للرســولِ بـــــهِ تجري الدموعُ رجـاءً وهي خاشـعةٌ وترتقي الروحُ فـوق الفلكِ ســاميةًً ولا شــقاءَ سِــوى ماكان من زلـَـلٍ وليس يُشـغِلُ مـــالٌ رغــم فتنتـــهِ ولا حديثٌ ســوى ما كان تلبيــــــةًً جاؤوا حيارى وهَـمُّ الوزرِ يدفـعُهُــمْ يدعــون ربَّـــاً كريـماً قـادراً أحـــــداً وأنْ يُعيــــنَ على الدنيـــا وزينتــها يدعـونه رَغَبَـاً فالقلبُ في طمـــــعٍ والله في كـرمٍ يُعطي بمــا سألـــوا سـبحان ربِّك ربِّ العرش يجمعُهُـمْ في خـيرِ مؤتمــرٍ للخـيرِ منعقــــــدٍ يخشى التوحُّدَ يُؤوي أمَّـةً ضـعُفَتْ ويُستباحُ حِمى الإسلامِ في زمـنٍ وعاش أهلُ هُدى الإيمانِ في ألمٍ ياموكب النورِ في أركانِــهِ اتضـحتْ جـــاؤوا مُلَـبِّين إبراهيـــمَ دعوتـَـــهُ إنَّ المناسـكَ رمــــزٌ ليس يُدركــــهُ فليس يُرجــــمُ إبليسٌ بحضرتـِـــــهِ لكنَّنـَـــا أُمَّــــةٌ للَّــــــهِ طائعـــــــــةٌ طُوبى لمنْ كسِـبوا عفواً ومغفـرةً أمَّا لـمنْ ظلمـوا فالنــارُ مسـكنهُم والحـــجُّ يفتــحُ للتجــــارِ أرصـــــدةً والله يغفــرُ كلَّ الذنبِ إنْ صدقــــوا
Powered by vBulletin® Version 3.8.1Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
