منتدى قزاز العام

منتدى قزاز العام (http://frm.gazzaz.net/index.php)
-   مواضيع ثقافية وفنية (http://frm.gazzaz.net/forumdisplay.php?f=21)
-   -   نُعيم بن مسعود رضي الله عنه (http://frm.gazzaz.net/showthread.php?t=3785)

مها قزاز 31-12-2007 10:04 PM

نُعيم بن مسعود رضي الله عنه
 
انه الرجل الذي نصر الله به جيشا بأكمله.

انه الرجل الذي رزقه الله فطنة وذكاء، ويقظة ودهاء.

انه نعيم بن مسعود الذي كان في الجاهلية على صلة وثيقة بيهود بني قريظة وغيرهم، وكان يجلس في مجالسهم يسمر ويشرب معهم وكانوا يحبونه ويثقون فيه ويحترمونه.

لكن أراد الله ان يغرس لهذا الدين غرسا يعز به الاسلام في كل زمان ومكان، فكان اسلام نعيم بن مسعود فتحا للاسلام والمسلمين.

ولما كانت غزوة الاحزاب استطاع نعيم ان يسطر على جبين التاريخ صفحة ناصعة بيضاء، لا تنسى أبدا مع مرور الليالي والأيام.

وكان سببا في اجلاء تلك الحشود التي تجمعت للقضاء على الاسلام وقطع تيار نور التوحيد عن الوجود بأسره.

فهذا هو نعيم بن مسعود ذلكم الفدائي البطل الذي جاء للمصطفى في وقت عصيب، كادت فيه القلوب ان تخرج من الصدور، وبلغت القلوب الحناجر، وظن الناس بالله الظنون.

فالمسلمون محاصرون في المدينة، والاحزاب يحيطون بها من كل مكان، ويهود بنو قريظة قد نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكلوا تهديدا داخليا خطيرا على النساء والاطفال، وتعاهدوا مع المشركين على قتال المسلمين، وهذا هو فعل اليهود وهذه هي صفتهم، فاليهود لا يجيدون الا الغدر ونقض العهود.

وفي ظل هذا الجو الملبد بالمخاطر والغيوم، أتى نعيم بن مسعود رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “يا رسول الله، اني قد اسملت، وان قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني بما شئت”. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: “إنما أنت فينا رجل واحد، فخذل عنا ان استطعت، فإن الحرب خدعة” فخرج نعيم حتى أتى بني قريظة، وكان لهم نديما في الجاهلية، فقال: يا بني قريظة، قد عرفتم ودي اياكم، وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت، لست عندنا بمتهم، فقال لهم: “ان قريشا وغطفان ليسوا كأنتم، البلد بلدكم، فيه اموالكم وابناؤكم ونساؤكم،لا تقدرون على ان تحولوا منه الى غيره، وان قريشا وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد واصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فليسوا كأنتم، فإن رأوا نهزة اصابوا بها، وان كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم، ولا طاقة لكم به ان خلا بكم، فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من اشرافهم، يكونون بأيديكم ثقة لكم على ان تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه”، فقالوا له: “قد اشرت بالرأي”. ثم خرج حتى أتى قريشا فقال لأبي سفيان ومن معه من رجال قريش: “قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدا، وانه قد بلغني أمر، قد رأيت علي حقا ان ابلغكموه، نصحا لكم، فاكتموا عني”، فقالوا: نفعل. قال: “تعلمون ان معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد، وقد ارسلوا اليه: انا قد ندمنا على ما فعلنا، فهل يرضيك ان نأخذ لك من القبيلتين، من قريش وغطفان رجالا من اشرافهم فنعطيكهم، فتضرب اعناقهم، ثم نكون معك على من بقى منهم حتى نستأصلهم؟ فأرسل اليهم: ان نعم، فإن بعثت اليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا اليهم منكم رجلا واحدا”. ثم خرج الى غطفان وقال لهم مثل قوله لقريش.

ثم أرسلت قريش وغطفان الى بني قريظة لتحديد موعد الهجوم، فأرسل اليهم كعب بن اسد سيد بني قريظة يطلب الرهائن منهم، فقالوا: “والله ان الذي حدثكم نعيم لحق”، فأرسلوا الى بني قريظة: “إنا والله لا ندفع اليكم رجلا واحدا من رجالنا، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا”، فقالت بنو قريظة: “ان الذي ذكر نعيم لحق”، ما يريد القوم إلا ان يضعونا في مأزق. وإنا والله لا نقاتل معهم حتى يعطونا رهنا”.

وخذل الله بينهم، وبعث عليهم الريح في ليال شاتية باردة فجعلت تكفأ قدورهم، وتطرح ابنيتهم.

وظل نعيم رضي الله عنه بعد ذلك اليوم موضع ثقة رسول صلى الله عليه وسلم فولي له الأعمال، وحمل بين يديه الرايات، ونهض له بالأعباء.

فلما كان فتح مكة وقف ابو سفيان يستعرض جيوش المسلمين فرأى رجلا يحمل راية غطفان فقال لمن معه: من هذا؟! فقالوا: نعيم بن مسعود.. فقال: بئس ما صنع بنا يوم الخندق.. والله لقد كان من أشد الناس عداوة لمحمد.. وها هو ذا يحمل راية قومه بين يديه. ويمضي لحربنا تحت لوائه.

وظل نعيم رضي الله عنه على عهده، لا يبخل بماله ولا بجهده ولا بنفسه في سبيل ربه تعالى. حتى قتل في أول خلافة علي رضي الله عنه في وقعة الجمل. وقيل: مات في خلافة عثمان فرضي الله عن نعيم وعن سائر الصحابة اجمعين .

مها قزاز 31-12-2007 10:21 PM

نعيم يخذل المشركين

قال ابن إسحاق : وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيما وصف الله من الخوف والشدة لتظاهر عدوهم عليهم وإتيانهم إياهم من فوقهم ومن أسفل منهم .
قال ثم http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إن نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفد بن هلال بن خلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان ، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد أسلمت ، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي ، فمرني بما شئت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif فخرج نعيم بن مسعود حتى أتى بني قريظة ، وكان لهم نديما في الجاهلية فقال يا بني قريظة قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم قالوا : صدقت ، لست عندنا بمتهم فقال لهم إن قريشا وغطفان ليسوا كأنتم البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره وإن قريشا وغطفان قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره فليسوا كأنتم فإن رأوا نهزة أصابوها ، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم به إن خلا بكم فلا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهنا من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمدا حتى تناجزوه فقالوا له لقد أشرت بالرأي .
ثم خرج حتى أتى قريشا ، فقال لأبي سفيان بن حرب ومن معه من رجال قريش : قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمدا ، وإنه قد بلغني أمر قد رأيت علي حقا أن أبلغكموه نصحا لكم فاكتموا عني ; فقالوا : نفعل قال تعلموا أن معشر يهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد وقد أرسلوا إليه أن قد ندمنا على ما فعلنا ، فهل يرضيك أن نأخذ لك من القبيلتين من قريش وغطفان رجالا من أشرافهم فنعطيكهم فتضرب أعناقهم ثم نكون معك على من بقي منهم حتى نستأصلهم ؟ فأرسل إليهم أن نعم . فإن بعثت إليكم يهود يلتمسون منكم رهنا من رجالكم فلا تدفعوا إليهم منكم رجلا واحدا .
ثم خرج حتى أتى غطفان ، فقال يا معشر غطفان ، إنكم أصلي وعشيرتي ، وأحب الناس إلي ولا أراكم تتهموني ، قالوا : صدقت ، ما أنت عندنا بمتهم قال فاكتموا عني ، قالوا : نفعل فما أمرك ؟ ثم قال لهم مثل ما قال لقريش وحذرهم ما حذرهم .
فلما كانت ليلة السبت من شوال سنة خمس وكان من صنع الله لرسوله صلى الله عليه وسلم أن أرسل أبو سفيان بن حرب ورءوس غطفان إلى بني قريظة عكرمة بن أبي جهل ، في نفر من قريش وغطفان ، فقالوا لهم إنا لسنا بدار مقام ، قد هلك الخف والحافر فاغدوا للقتال حتى نناجز محمدا ، ونفرغ مما بيننا وبينه فأرسلوا إليهم إن اليوم يوم السبت وهو ( يوم ) لا نعمل فيه شيئا ، وقد كان أحدث فيه بعضنا حدثا ، فأصابه ما لم يخف عليكم ولسنا مع ذلك بالذين نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا من رجالكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا ، فإنا نخشى إن ضرستكم الحرب واشتد عليكم القتال أن تنشمروا إلى بلادكم وتتركونا ، والرجل في بلدنا ، ولا طاقة لنا بذلك منه .
فلما رجعت إليهم الرسل بما قالت بنو قريظة ، قالت قريش وغطفان : والله إن الذي حدثكم نعيم بن مسعود لحق ، فأرسلوا بني قريظة إنا والله لا ندفع إليكم رجلا واحدا من رجالنا ، فإن كنتم تريدون القتال فاخرجوا فقاتلوا ، فقالت بنو قريظة ، حين انتهت الرسل إليهم بهذا : إن الذي ذكر لكم نعيم بن مسعود لحق ، ما يريد القوم إلا أن يقاتلوا ، فإن رأوا فرصة انتهزوها ، وإن كان غير ذلك انشمروا إلى بلادهم . وخلوا بينكم وبين الرجل في بلدكم فأرسلوا إلى قريش وغطفان : إنا والله لا نقاتل معكم محمدا حتى تعطونا رهنا ، فأبوا عليهم وخذل الله بينهم وبعث الله عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح أبنيتهم .
تعرف ما حل بالمشركين

( قال ) : فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اختلف من أمرهم وما فرق الله من جماعتهم دعا حذيفة بن اليمان ، فبعثه إليهم لينظر ما فعل القوم ليلا .
قال ابن إسحاق : فحدثني يزيد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قال رجل من أهل الكوفة لحذيفة بن اليمان يا أبا عبد الله أرأيتم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتموه ؟ قال نعم يا ابن أخي ، قال فكيف كنتم تصنعون ؟ قال والله لقد كنا نجهد قال فقال والله لو أدركناه ما تركناه يمشي على الأرض ولحملناه على أعناقنا . قال فقال حذيفة يا ابن أخي ، والله لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخندق وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هويا من الليل ثم التفت إلينا فقال من رجل يقوم فينظر لنا ما فعل القوم ثم يرجع - يشرط له رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجعة - أسأل الله تعالى أن يكون رفيقي في الجنة ؟ فما قام رجل من القوم ، من شدة الخوف وشدة الجوع وشدة البرد فلما لم يقم أحد ، دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكن لي بد من القيام حين دعاني ، فقال يا حذيفة اذهب فادخل في القوم ، فانظر ماذا يصنعون ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا . قال فذهبت فدخلت في القوم والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لا تقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء . فقام أبو سفيان . فقال يا معشر قريش : لينظر امرؤ من جليسه ؟ قال حذيفة فأخذت بيد الرجل الذي كان إلى جنبي ، فقلت : من أنت ؟ قال فلان ابن فلان http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif
أبو سفيان ينادي بالرحيل

http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ثم قال أبو سفيان يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنو قريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء فارتحلوا فإني مرتحل ثم قام إلى جمله وهو معقول فجلس عليه ثم ضربه فوثب به على ثلاث فوالله ما أطلق عقاله إلا وهو قائم ولولا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي أن لا تحدث شيئا حتى تأتيني ثم شئت ، لقتلته بسهم .
قال حذيقة فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم يصلي في مرط لبعض نسائه مراجل http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .
قال ابن هشام : المراجل ضرب من وشي اليمن .
http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif فلما رآني أدخلني إلى رجليه وطرح علي طرف المرط ثم ركع وسجد وإني لفيه فلما سلم أخبرته الخبر ، وسمعت غطفان بما فعلت قريش ، فانشمروا راجعين إلى بلادهم http://sirah.al-islam.com/media/h1.gif .

عاشقة الرسول 31-12-2007 10:24 PM

جزاك الله خير يا لالا على الموضوع

حور عين 31-12-2007 10:38 PM

اللهم اغفر للكاتب والناقل ولوالديهم
ما تقدم من ذنوبهم وماتأخر
وقِهم عذاب القبر وعذاب النار


و أدخلهم الفردوس الأعلى

مها قزاز 01-01-2008 04:04 PM

شاكره مروركم الكريم وربنا يسعدك يا حور عالدعوه الحلوه ويجازيك بمثلها

ميشو 01-01-2008 04:38 PM

جزاك الله كل الخير أختي

مها قزاز 12-01-2008 07:52 AM

واياك اخي الكريم

الشريفة الهاشمية 18-02-2008 02:51 AM

رائعه لالا
الف شكر لك

يستحق القراءة فعلا
ربي يسعدك


الساعة الآن 02:53 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd