منتدى قزاز العام

http://www.al-madina.com/sites/all/t...adina/logo.png

أرفع يديك

http://www.al-madina.com/files/image...1779420100.jpg

الاثنين, 22 رمضان 1429

إبتسام بوقري

الدعاء هو العبادة.. كما قال تعالى: (وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين). غافر 40

العبودية تعني التذلل والخضوع التام للمعبود، وهو ما يفترض أن يكون عليه العبد عندما يتوجه لخالقه بالدعاء، قال عليه الصلاة والسلام ما معناه: “إن الله لا يقبل الدعاء من قلب غافل لاه”. فالإنسان حين يكون له حاجة عند بشر مثله، فإنه يقدم له عبارات الثناء، ويطلب بأدب، ويتحرّى أفضل الكلمات والعبارات ليقولها، فكيف حين تسأل ملك الملوك سبحانه وتعالى ما تريد من أمر الدنيا والآخرة؟ فالأولى أن يلتزم الداعي بآداب الدعاء المعروفة ومنها: البدء بالثناء على الله عز وجل وحمده، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وإذا أمكن الوضوء، و استقبال القبلة أفضل. وينهي دعاءه كما بدأه بالصلاة على النبيّ؛ لأن الله يقبلها، وبإذنه تعالى لا يرد ما بينهما

البشر يصيبهم الملل من كثرة الإلحاح في الطلب، لكنّ الله يحبُّ الملحّين في الدعاء، كما قال الشاعر
الله يغضب إن تركت سؤاله
وبني آدم حين يُسئلَ يغضب

وإن كان الدعاء مطلوبًا في كل الأوقات، فهو آكد في أوقات لها فضل خاص مثل: آخر الليل، ويوم الجمعة فيه ساعة إجابة، ولن يسعني ذكرها كلها لكن من أفضلها دعوة الصائم وقت فطره، كما قال صلى الله عليه وسلم
« للصائم عند فطره دعوة لا تُرد»
وكان الصحابة
رضي الله عنهم- يختارون أهم ما يرغبون به للإلحاح في الدعاء طول شهر رمضان، ويُقال: إنه لا يأتي رمضان القادم إلاَّ وقد تحقق كله أو بعضه بمشيئة الرزاق الكريم. واستوقفتني هذه الآية التي جاءت في وسط آيات رمضان والصيام، قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون). البقرة 186
فيها العديد من الحكم الربانية، فقد جعلها الله في هذا الموضع إشارة لأهمية الدعاء خصوصًا في رمضان؛ لأنه شهر خير ورحمة، فلنكثر فيه من الدعاء. فإذا قصّرنا فيما ما مضى من أيام، فلا يفوتنا ما بقي منها، وفيها ليلة القدر
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه بالدعاء حتى يرى بياض إبطيه من شدة الإلحاح والإخلاص لله، وكما قال: (إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع العبدُ يديه بالدعاء أن يردهما صفراً )، أي خاويتين، فلنرفع أيدينا بخضوع وحب لندعو الغني الذي بيده خزائن السماوات والأرض جل وعلا

ولا ننسى الدعاء لأخواننا المسلمين في كل مكان خصوصا أهل فلسطين الصامدين المرابطين
تقبل الله دعواتكم أجمعين