![]() |
إخواني وأخواتي.. أذكركم ونفسي
من أهم الأمور التي يقع فيها بعض الدعاة؛ استعجالهم للوصول إلى أعلى مراتب التأثير، حتى سمعنا أن بعضهم يستعين بخبراء في التسويق فيقع فيما يسمى بلغة اليوم :"حرق المراحل" لا شك أن الدعاة والمرشدين الذين يستمع الناس إليهم في الإذاعات، ويشاهدونهم في الفضائيات، ويطالعون أخبارهم في الصحف والمجلات، هم أولى الناس بالاستماع لنصائح وحقائق المقدرين لجهودهم، خاصة إذا كان الهم واحداً. نصحت ونحن مختلفون داراً ولكنْ كلنا في الهمِّ شَرقُ ويجمعنا إذا اختلفت بلاد بيانٌ غيرُ مختلف ونُطْقُ من هذه الحقائق، أن (بعض) الدعاة والمرشدين، يفتقرون إلى التأصيل الشرعي المناسب ـ وهذا ناتج عن عدم التخصص الدقيق ـ . ومن الحقائق أيضا حب بعضهم للإطناب ـ الاستطراد ـ السلبي في كلامهم. ومن الحقائق كذلك حب بعض الدعاة والمرشدين للإيجاز ـ الاختزال ـ السلبي لما يقولون ـ فهم لا يرون ـ من الرؤية ـ إلا أنفسهم، ولا يروون ـ من الرواية ـ إلا أدلتهم ـ . ومن الحقائق الهامة افتقار بعضهم إلى المعلومة الدقيقة كذا الموثقة ـ الناتج: ضعف العرض، وشرود الذهن ـ . الحقائق السابقة لا تفيد الحصر، وهي تستدعي البحث عن حلول؛ ومن ذلك أن يؤسس الداعية والمرشد نفسه تأسيساً قوياً صحيحاً، وألا يستنكف عن أن يأخذ العلم عمن سبقه، كبيراً كان أو صغيراً. والحقيقة التي لا جدال فيها، توضح أنه حتى من كوَّن نفسه من الدعاة والمرشدين تكويناً علمياً مناسبا، لا بد له من المتابعة بنفسه مع نفسه، ولا بد له من المدارسة مع غيره. ومن الحلول أيضاً أن يثقف الدعاة والمرشدون أنفسهم، ثقافة معاصرة ـ المعاصرة لا تعني محاكاة الآخرين، أو تقليد مظهرهم ـ، وهذا يدعوهم إلى القراءة المستمرة في شتى أنواع المعارف. من أهم الأمور الأخرى التي يقع فيها بعض الدعاة والمرشدين؛ استعجالهم للوصول إلى أعلى مراتب التأثير، حتى سمعنا أن بعضهم يستعين بخبراء في التسويق والعلاقات العامة، فيقع فيما يسمى بلغة اليوم: "حرق المراحل"، مع أن الفطرة السليمة تقتضي أن يقضي الإنسان مراحله الحياتية كاملة. فالمتخصصون في النمو الجسمي يؤكدون على أن الحبو قبله الجلوس، وبعده الوقوف، ثم المشي. والعرب يصفون حارقي المراحل بوصف مشهور متوارث هو: "من تصدر قبل أن يتعلم، كمن تزبب قبل أن يتحصرم" ـ العنب لا يصير زبيبا إلا بعد أن يذبل ويمر بمرحلة الحصرم ـ . ومن القواعد الفقهية الهامة قاعدة مشهورة نصها: "من استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه"، وهي وإن وردت في معرض الدلالات الفقهية، على تطبيقات معينة، كحرمان القاتل من إرث من قتله؛ إن كان يرثه، إلا أنها تصلح دليلاً لما نحن فيه. يقول بعض المفسرين إن العلماء اختلفوا في سبب نزول قوله تعالى في سورة الحجرات: { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } ـ تقدموا : بضم التاء، وقرئت بفتحها ـ ، على ستة أقول؛ منها ما أخرجه المفسر المشهور الإمام الحافظ ابن المنذر النيسابوري ـ المتوفى بمكة المكرمة عام 318هـ ـ وغيره، عن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما: "أن أناسا ذبحوا قبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم النحر فأمرهم أن يعيدوا ذبحا آخر". والمعنى أن استعجالهم وعدم تأنيهم، أورثهم الزلل ـ جمع زلة ـ . إخواني وأخواتي من الدعاة والمرشدين هذه طائفة من الحقائق المعطلة لبعضنا، وهذا هو الواقع الذي أتمنى منكم تقديره، وتأكدوا من أن حقكم في اقتراح حلول إضافية، متاح بل ومطلوب. عبدالله فدعق http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleId=4524 |
الساعة الآن 01:04 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd