![]() |
بين الإعلامي والمسؤول.. هل من حلول؟
بين الإعلامي والمسؤول.. هل من حلول؟
•.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.•*°••.¸.•°°•.¸ ¸.•°°•.¸.• التنمية قاسم مشترك بين الإعلاميين والمسؤولين، ولا تستقيم الأمور إلا إذا قام الكل بمسؤولياته. فالأخطاء لا بد أن تمنع، والسكوت عنها مشاركة فيها، والعقاب لا بد منه، وبدون تطبيقه لن نفرق بين الصالح والطالح، وسيتضرر الطرفان معا شاركت وسط الأسبوع الماضي مع مجموعة متميزة من الإخوة الإعلاميين، في ندوة خاصة عن دور الإعلام في تنمية منطقة مكة المكرمة. لن أشغلكم بما دار فيها من نقاشات ثرية، ولكني أختصر التفاصيل في أن الندوة ندوة تمهيدية لانفتاح أكبر بين الإعلام والمسؤول؛ يكون أثره بحول الله تعالى قريباً غير بعيد، نافعاً غير ضار. استثمرتُ آثار الندوة، ورجعت بالذاكرة إلى المقولة القديمة الشهيرة: "الاقتصاد ـ أو المال ـ عصب الحياة"، ووجدت أن الإضافة والتعديل عليها بدعة حسنة، إذ ليس خطأً أن نقول: "الإعلام عصب ـ أو من عصب ـ التنمية". فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للتردد أن الإعلام آلية مهمة من آليات وسائل تحقيق التنمية. وثبت كذلك أن ثنائية الإعلام والتنمية خير دليل على أن التنمية لا تستغني عن الوعي، بل إن التنمية متوقفة على الوعي، الذي يعتبر من أهم محصلات الإعلام. هذا الوعي الإعلامي المنشود يتطلب تبادل المعلومات الصادقة على نطاق واسع، ويتطلب التعاطي الحر للأفكار. فدور الإعلام لم يعد وسيلة للفرح والمرح، بل تعداهما إلى ما نستطيع تلمسه محلياً وخارجياً. المسؤول يريد من الإعلام أن يظهر محاسن إدارته، وفي ذات الوقت أن يغض النظر عن معايبها، ولو نشر الإعلام ما خالف هواه عاداه. والناس ـ اليوم وكل يوم ـ تريد من الإعلام أن ينقل معاناتهم ومتاعبهم، وتبحث فيه عن الحقائق والمعلومات، وبقدر ما يقدم الإعلام لهم من مستندات، بقدر ما سيقدم لهم التنمية المنشودة. ومحبو التنمية في كل مكان لا يريدون إعلاماً كسولاً، أو تابعاً، أو خائفا. كما أن الصادقين من محبي التنمية لا يفرقون بين الإعلامي الذي ينقل ما يؤيدهم في تطلعاتهم، أو يعارضها طالما اعتمد في بناء موقفه على الحقائق، وطالما كان خالياً من توجيه المصالح، وتصفية الحسابات. كما أنهم يقولون بملء أصواتهم لمن تولى أمر مصالحهم: "إن مصلحة المرؤوس مقدمة على الرئيس، ومصلحة طالب الخدمة تغلب مصلحة من يعطيها". كما أنهم لا يفتؤن عن تذكيرهم بقول الله تعالى: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون}، وبقوله سبحانه: {..وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا}، وبحديثه صلى الله عليه وسلم : "من ولاه الله ـ عز وجل ـ شيئا من أمر المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخَلَّتهم وفقرهم، احتجب الله عنه دون حاجته وخلته وفقره"، وبحديثه صلوات الله وسلامه عليه: "ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة". التنمية قاسم مشترك بين الإعلاميين والمسؤولين، ولا تستقيم الأمور، إلا إذا قام الكل بمسؤولياته. فالأخطاء لا بد أن تمنع، والسكوت عنها مشاركة فيها، والعقاب لا بد منه، وبدون تطبيقه لن نفرق بين الصالح والطالح، وسيتضرر الطرفان معا. ولا تتسق الشؤون إلا إذا اعتبرنا أن الإعلام مسؤول، وأن المواطن مسؤول، وأن المجتمع كله مسؤول، وعلينا أن لا نتردد لو صادفنا خطأً (عاماً) في أن نبلغ عنه، وفي أن ننشره، وفي أن نقول ما قاله الأعرابي لسليمان بن عبدالملك: "يا أمير المؤمنين قد تكنفك رجال أساءوا الاختيار لأنفسهم، ابتاعوا دنياهم بدينهم، ورضاك بسخط ربهم، خافوك في الله، ولم يخافوا الله فيك، فلا تأمنهم على من ائتمنك الله عليه، فإنهم لم يألوا في الأمانة تضييعا، وفي الأمة خسفاً وعسفا، وأنت مسؤول عما اجترحوا، وليسوا بمسؤولين عما اجترحت، فلا تصلح دنياهم بفساد آخرتك، فإن أعظم الناس غبنا من باع آخرته بدنيا غيره". عبدالله فدعق http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleId=5173 |
الساعة الآن 07:57 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.1
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd