[عاشقة تراب مكة]

أخـــي أسمع نبضات قلبي تناجيك ياحبيبا فقدناك في غمضة عين

إنني أكتب هذه السطور وقلبي يعتصر حزناً على ما أنا فيه وإلى ما وصلت إليه من مرحلة الهدم لنفس عصت ربها يوما فعاقبها بتقييد شيطانه من نفسها الإنسانية تقودها إلى الهاوية كلما أيقنت إنني أقترب من نهايتي يردعني رب العباد ويوقظني بشيء بسيط من القدر ... أختطف الموت أخي الوحيد فلم أجد غير الذكرى والألم مع ذكرياتي معه فقد أحببته من كل قلبي فهو أخي أتعلمون ماذا تعني كلمة أخ في هذا الزمن الأغبر ..تعني البناء الحب الوقوف لجانبي في شتى أمور الحياة تعني العطاء بلا حدود ..فقدتك يا أغلى من روحي فقدتك يا بلسم جروحي تدمرت برحيلك بالرغم من تظاهري بالتماسك أمام الآخرين .. اشتقت لطفولتنا معا .. يا أخي .. اشتقت لعطفك علي وحنانك وعطاءك الوفي لنا .. فلم أجد أحدجا بطيبتك وحبك لي فأنت الأخ والوالد والوالدة والأخت وكل شي بحياتي ... اشتقت إليك ... ليتني دُفنت معك بين طيات الثرى .. فانا كنت معك في آخر أيامك عندما أوصلتني إلى آخر مكان وهو منزل عائلتنا الدافئ كنت أخر إنسانة تودعها وأنت لا تعلم مصيرك وقدرك لأين سيأخذك ... أخي الغالي رحمك الله وأدخلك أوسع جنانه وتغمدك برحمته وأنزلك منزل الشهداء لأنك توفيت بين لحظة وغمضة عين أمام أعيننا غمرتك النيران وأنت بين طيات حبيبتك (سيارتك التي طالما أحببتها) حُرقت وأنت بداخلها كطفل عاجز لا يستطيع حماية نفسه فقد تحملت النار وأنت تحترق أمام جمع غفير من الناس فلا يستطيعون شيئا فلا حول ولاقوه لهم بمساعدتك ..بالرغم من انك ساعدت الكثير لكن قدر رب السماء كان أسرع ليخطفك من أمامنا كما البرق .. بعد خبر وفاتك .. استعدينا لملاقاة عريس الشهداء المحترق في نار الدنيا ليتنعم بإذنه تعالى بجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين فإذا بنا نرى أمامنا جثة هامدة سوداء نهشتها النار من كل مكان .. أودعك الله أمانة عند والديك وأراد استردادك في غمضة عين ...لكن أنزل علينا الله الصبر والسلوان بشتى ألوانه لكي لا ننهار أمام قدر الواحد القهار الفرد الصمد ..ألبسناك كفنك الأبيض ووُري جسدك الثرى نسأل الله المغفرة لنا ولك والثبات عند السؤال والجنة ونعيمها والتشرف برؤية حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم النبي المختار ... فنحن في هذه الدنيا لا نعلم أين الخير لنا .. ربما وفاتك خير لك من الدنيا وما فيها لكن فراقك صعيب يا أخي الحبيب ... أحبك ومهما أطلت البكاء والقهر والألم فحبي لك لن يوفي حبك لي ولأمي وأبي ...أحببناك أخا وودعناك شهيدا تركت خلفك أما باكية وداعية وأبا فاقدا لسنده وأخواتـا يحتاجون حبك ووقفتك بجانبهم ... مهما كتبت من ألم لفراقك فأنا لا أوفي لك الحب الذي أكنه لك يا أخي .. يعجز لساني ويدي عن كتابة مافي قلبي فأنا أفتقدك ياأخي

بين طيات العالم البرزخي .. رحمك الله يا نور حياتي وشمعة دربي ونظر العين التي ستنطفئ يوما لبعادك عنها ومن شدة البكاء عليك ...رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه أنت وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين يارب العالمين