بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
هم العدو ، أيتها الغالية
أختي الكريمة ، تدركين ما يحدث في هذه الأيام من فتن ومحن ، وتسمعين وترين ما يكافح من أجله دعاة الرذيلة ، ومحبي نشر الفاحشة وإشاعة الفساد ، ممن جعلوا همهم إبعاد نساء المسلمين عن دينهن ..
زاعمين أنهم يسعون إلى تحرير المرأة وإسعادها ، ورد الحقوق إليها ، فهم كمن قال الله ـ تعالى ـ فيهم : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون ) [ سورة المنافقون : 4 ]، نعم هم العدو ، قد فضح الله أستارهم ، وكشف معايبهم.
نراهم ينعقون في كل مناسبة ، ولا يفوتون أية فرصة كي يروجوا لدعوتهم ويمرروها على الناس زاعمين أنهم أنصار الحق ، و محبي نشر الحرية والمساواة .
وحيث إنني أعلم أن مثل هذه الدعوات لا تؤثر إلا على السذج من الناس ؛ فلم أكتب هذه الكلمات لأقول لك احذري هذه الذئاب ولا تلتفتي إليهم ؛ فأنت تدركين أنهم دعاة ضلالة ، همهم محاربة الفضائل ، ونشر الرذائل ، والصد عن سبيل الله ..
وهم ممن ينطبق عليهم قول المولى جل شأنه : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الحياة الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) . [ سورة النور: 19] .
وكما جاء في الحديث : ( دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) [ رواه البخاري : 3606] ، لكنني كتبت هذه الأسطر لأذكرك بأن يكون لك دور بارز في مواجهة هذه الفتن وهذه الدعوات الباطلة :
ضاعفي جهدك في نشر الخير والدعوة إليه ؛ فأمتنا تمر بفترة عصيبة ، شمر فيها الأعداء وبذلوا كل غال ونفيس لتحقيق مآربهم ، مستخدمين في ذلك جميع الوسائل ، وسالكين كل السبل .
أختي الكريمة ، اعملي في مجتمعك النسوي لفضح خططهم ، ونشر معايبهم ، وهتك أستارهم ، واعملي جهدك كي لا يغتر أحد من بنات المسلمين فتنساق وراء دعواتهم .
احرصي على نشر العلم الشرعي بين أخواتك ، فإن العلم المؤصل هو ـ بعون الله ـ الحصن الواقي من الزلل . وتذكري أنك بعملك هذا تسهمين في صلاح المجتمع ، و دفع العقوبة عنه ، والله ـ سبحانه ـ يقول : ( وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ) [هود : 117].
ثم اعلمي أنه لا بد من مجاهدة النفس والصبر والمصابرة ، قال ابن القيم –رحمه الله تعالى- : جهاد النفس أربع مراتب :
إحداها : أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به.
الثانية : أن يجاهدها على العمل به بعد علمه.
الثالثة : أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه.
الرابعة : أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق ويتحمل ذلك كله لله ، فإذا أستكمل هذه المراتب الأربع صار من الربانيين .
وأختصر رسالتي بهذه النقاط السريعة ، جازما أنها ستجد نفسًا واعية ، وهمة عالية :
- ابتعدي عن السلبية وليكن لك دور في الإصلاح والبناء .
- تزودي من العلم لتعملي على بصيرة .
- ابذلي وسعك ، وألله ألله أن يؤتى الإسلام من قِبَلك .
- كوني أداة بناء للمجتمع ولا تكوني معول هدم .
- اعملي ولا يهمك عُرفت أم لم تُعرفي ، نوَّهوا بك أم لم ينوهوا ، أشاروا إليك أم لم يشيروا .
- عليك بالإخلاص ، و لا تنتظري الثناء والأجر إلا من الله .
- كوني كالغيث أينما وقع نفع . وطوبى لمن جعله الله مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر .
- تذكري أن العمل لهذا الدين واجب على الجميع صغيرًا كان أم كبيرًا ، ذكرًا كان أم أنثى كل حسب طاقته .
- كوني ذات همة عالية ونفس كبيرة لا تقنع بالقليل من الخير ، بل كلما قدمت تاقت لما هو أكبر.
- وأخيراً الصبر الصبر ، فإن الصبر طريق النجاح ، وإياك أن تستعجلي النتائج ، أو تيأسي وتحبطي مما ترينه من تسلط الأعداء.
وفقك الله في مسيرتك في نشر الخير ، ونصرة الأمة .
__________________
• اعلم يا أخي أن الكبر والعجب داءان مهلكان ، والمتكبر والمعجب بنفسه سقيمان مريضان، وهما عند الله ممقوتان بغيضان.
• قال ابن تيمية : فالمسكين المحمود هو المتواضع الخاشع لله، ليس المراد بالمسكنة عدم المال ، بل قد يكون الرجل فقيرا وهو جبّار .. فالمسكنة خلق في النفس.. وهو التواضع والخشوع.
• قال ابن كثير : يخبر تعالى أن الدار الآخرة ونعيمها المقيم جعلها لعباده المؤمنين المتواضعين ( الذين لا يريدون علوا في الأرض)
أخوكم
دودو المختلف