عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-04-2007, 07:26 AM
الصورة الرمزية الشريفة الهاشمية
الشريفة الهاشمية الشريفة الهاشمية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 7,341
المواضيع: 1200
عدد الردود: 6141
افتراضي

فاختاروا الوقت الذي منيت في تركيا بالهزائم، حتى كانالعام 1928 هو الذي شهد فرض الحرف اللاتيني على اللغة التركية، واستبعاد كل التراثالعربي من تركيا. واختاروا وقوع العالم العربي تحت الاستعمار الأوربي وأبرزوا كلالأسلحة لمحاربة اللغة العربية، الجامعة التي بقيت لهم. واختاروا وقت الانكسارالعربي سنة 1967 لإشاعة كل ما هو سلبي ضد العربي ولغته. وانتهزوا الظرف العالميالحاضر لتدمير مجرد الشعور الوجداني بوحدة الأمة الواحدة، ولقهر اعتزاز العربيبلغته القومية.

وفي ماليزيا كتبت المالوية بالحروف العربية زمنا، لكن الإنجليزحاربوا الحرف العربي، ونشروا الحرف اللاتيني في ماليزيا وإندونيسيا، كما في كثير منالبلاد الإفريقية التي استولوا عليها. وفي البلقان كانت الألبانية من أبرز اللغاتالتي تعتمد الحرف العربي للكتابة، إلى أن جاء سامي فراشري (1850-1904) فكان أول مندعا إلى كتابة الألبانية والتركية بحروف لاتينية. فنشر مقالا في جريدة ”الصباح“ عابفيه على اللغة التركية أنها أصبحت لغة عربية فارسية تركية. وكان أول من أعلن دعوتهإلى التخلي عن الحرف العربي في كتابة اللغة التركية.
وقد بادر في سنة 1878 إلىاقتراح أبجدية جديدة للغة الألبانية تقوم على الحروف اللاتينية ونشر فيها في 1879أول كتاب لتعليم اللغة الألبانية. وبعد خمسين عاما فرض أتاتورك الحروف اللاتينيةعلى اللغة التركية. (محمد موفاكو،
(1983) ”الثقافة الألبانية في الأبجديةالعربية“ ، عالم المعرفة، الكويت. ص 193) وتلقفت مجموعة حزب الاتحاد والترقي دعوةفراشري، فكتب حسين جاهد - رئيس تحرير جريدة ”طنين“ الناطقة باسم الحزب- مقالاافتتاحيا يؤيد الأبجدية اللاتينية. و من الطرائف أن كلمات ”حسين جاهد“ التي قالهاسنة 1910 قد رددها كما هي مشاهير من العرب كان الناس يظنونهم على علم واسع. فحسينجاهد هو قائل العبارة: ”إن الألبانيين الذين يريدون تبني الأبجدية اللاتينية إنمايريدون التقدم خطوة إلى الأمام“. وهو نفسه الذي قال: ”إن الراعي الألباني يمكن أن
يتعلم القراءة والكتابة خلال أسبوع بالأبجدية اللاتينية."
قد يعجب الناس فيأيامنا هذه إذا عرفوا أن منطقة البلقان كانت تدون لغاتها بالأبجدية العربية. وربمالا يتصور القارئ غير المتخصص أن الأدب الألباني كتب بعضا من روائعه بالحروفالعربية. منها ملحمة في 13 ألف بيت تحكي واقعة كربلاء، وأخرى في 56 ألف بيت مكتوبةكذلك بالحروف العربية.ويسجل التاريخ بكل الأسى أن آخر كتاب طبع في اللغة الألبانيةبالحروف العربية قد صدر سنة1970. وتعج منطقة البلقان بآلاف المخطوطات التي تعانيالإهمال والتجاهل والازدراء.
وكان البوسنيون يكتبون ويؤلفون ويقرءون اللغةالبوسنية التي تنحدر من أصل سلافي بالحروف العربية، وعُرفت باسم لغة "البوسانشيتسا"، وأن هذه اللغة كانت غنية بمفردات عربية الأصل، كما يظهر منالمخطوطات النادرة التي تحتضنها مكتبة "غازي خسروف بيك" في سراييفو. ويقول الدكتور "جمال الدين لاتيتش" أستاذ التاريخ في جامعة سراييفو: "إن مسلمي البوسنة ظلوايستعملون لغة البوسانشيتسا حتى مجيء الاحتلال النمساوي للبوسنة؛ حيث ألغى الاحتلالاستعمال الحروف العربية، وأحل محلها الحروف اللاتينية، وأصبح البوسنيون في يوموليلة أميين؛ لأنهم لم يكونوا على معرفة بالحروف اللاتينية". (من موقع Islamonline.com)
وتركيا نفسها قد أجبرت على الحرف اللاتيني إبان انكسارها،وتزامنت الدعوة للحرف اللاتيني مع انحدارها إلى دولة من الدرجة الثانية. كما صاحَبَالكتابة بالحرف اللاتيني تنكر السلطة للمقومات الثقافية، وشيوع مظاهرالتغريب.(لوثروب ستودارد، (1971) Lathrup Stoddard "حاضر العالم الإسلامي" ، ترجمة/ عججاج نويهض، وتعليقات/ شكيب أرسلان. دار الفكر، بيروت. ج3،ص ص351-354(الفارق بينالاجتهاد والهذيان).
وكانت الجمهوريات الإسلامية التي فرض ستالين عليها الأبجديةالروسية، قد حاولت الرجوع إلى الحرف العربي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لكن ” جرتمحاولات لفرض الحرف اللاتيني عليها أسوة بما وقع في تركيا، بحجة أن
الأبجديةاللاتينية ضرورية للانفتاح على العالم والتقانة المتطورة. وقد تبنت فعلا كل من "كازاخستان" "أوزبكستان" و"تركمانستان" و"قرقيزيا" و"أذربيجان" الحرف اللاتيني،بينما رجعت "طاجكستان" إلى الحرف العربي.“ وهكذا فإن الجمهوريات الإسلامية في آسياالتي استقلت عن الاتحاد السوفيتي قد حُرمت من حق العودة إلى الحرف العربي، وقررالمجتمعون في مؤتمر أنقرة سنة 1993 أن تكتب لغاتها بحروف لاتينية معدلة (34 حرفا), وبذلك تكون قد أدارت ظهرها لتراثها قبل أن تقطع روابطها المحتملة مع العرب والثقافةالعربية. ( راجع مقال أمير طاهري،
"خطر فقدان الذاكرة التاريخية والتراثالحضاري" الشرق الأوسط، عدد 5220) ترتب على ذلك أن ” مئات الشعراء والفلاسفة الذينكتبوا نصوصا تركية بالحروف العربية على مدى قرون، باتوا في موقع هامشي“ . والحاصلأن ”تبني الحروف اللاتينية قد جعل الكثير من الأتراك أميين داخل عالمهم الثقافيبالذات“. ( السابق).
وتكررت اللعبة العرقية البغيضة، فاستغلت مناطق الأكراد والبربر(الأمازيغ والنوبة والسودان وغيرها. وهناك من يبلع الطعم ويكرس حياته من أجلتدوين اللغات هنالك بالحرف اللاتيني. وصحب ذلك حملات كراهية ضد العروبة والإسلام،تغذيها قوى سياسية ومؤسسات مالية وأجهزة إعلامية ومراكز أكاديمية.
وفي الظرفالدولي الحاضر تتعاظم الجهود الهادفة إلى مسخ الهوية العربية بطرق شتى، منها إجبارالعرب على تفتيت لغتهم العربية إلى شراذم لغوية يسمونها ”لهجات“، وإجبارهم علىتدوين لغاتهم بالحرف اللاتيني. ذلك كله في إطار يضع العرب في قفص الاتهام؛ بما ينفيعنهم الأهلية، لكي يتولى غيرهم تهذيبهم وإصلاحهم.
توجد حدود فارقة بين ”الاجتهاد“ و”الهذيان“؛ لأن الاجتهاد هو محاولة جادة للاقتراب من المثال الأعلى. وتدوين العربية بالحرف اللاتيني من وجهة نظر تربوية يمثل فكرة ساذجة تفتقر إلىالخيال البناء، وينقصها الحد الأدنى
من العقلانية. ومن وجهة براجماتية فإنتدوين العربية بالخط اللاتيني فكرة تؤدي إلى إهدار كل الإنجاز البشري المسجلبالحروف العربية. ومن وجهة جمالية فإن استعمال الحروف اللاتينية يقضي بالموت علىفنون الخط العربي التي بلغت عبر القرون غاية الكمال الفني. ومن ناحية استراتيجيةفإن تدوين العربية بالحروف اللاتينية هو محو للذاكرة العربية؛ مما يجعل العرب فيوضع شبيه بنزلاء المصحات النفسية.
حجب التاريخ
أصدرت فرنسا عام 2000 قراراحققت به رغبة المستشرق ماسينيون، الذي تمنى في سنة 1929 أن تحل الحروف اللاتينيةمحل الحروف العربية. والقرار الفرنسي يلزم متعلمي العربية بكتابتها بالحرفاللاتيني. والمحزن إن الاعتراض على القرار الفرنسي الأخير إنما جاء من رجل فرنسي لامن مسئول عربي. كان ماسينيون مستشارا
بوزارة المستعمرات الفرنسية، وكان واعياجدا بأن إحلال الحرف اللاتيني محل الحرف العربي يؤدي لا محالة إلى تقويض الثقافةالعربية. ومن قبل ماسينيون كان على رأس إدارة دار الكتب في مصر شخص يدعى كارل فولرس K. Vollers سولت له نفسه أن يحرم العرب من كنوز دار الكتب وغيرها، فكان يطالب بنبذالحروف العربية واستعمال الحروف اللاتينية . ومثله المستشرق الإنجليزي سلدون ولمور Seldon Willmore الذي تولى ”القضاء“ بالمحاكم الأهلية بالقاهرة إبان الاحتلالالبريطاني لمصر، تولى أيضا مهمة القضاء على الثقافة العربية ، من خلال دعوته
إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية.
ولكن يندى جبين المرء خجلا عندمايخبر أولاده بأسماء عربية ناضلت من أجل تبديل الحرف العربي، من أمثال عبد العزيزباشا فهمي، وسعيد عقل، وعثمان صبري ويمتلئ القلب مرارة عندما تتعالى الأصوات مجددا،تعيد الكلام المكرور عن الحرف اللاتيني، الذي أضيف إليه وصف ”الحرفالعالمي“!!
ولا أدري لماذا المسلمون من بين شعوب الأرض يراد لهم وحدهم الانسلاخعن هويتهم. لاحظ كاتب عربي بذكاء أن ”التايلنديين والصينيين والهنود واليابانيينوالفيتناميين والكوريين وغيرهم رفضوا تبني الحرف اللاتيني وأصروا على حرفهم الذيكتب تراثهم باستثناء بلاد المسلمين هناك. بل تؤكد المفارقات أن تلك الأمم الآسيويةسبقت المسلمين في التمدن والتنمية رغم تمسكهم بلغتهم وحرفهم“. ولم يحدث قط أناليابانيين أو الصينيين أو الكوريين أو اليهود قد اقترحوا تغيير حروف لغتهم للحاقبالركب العالمي.
الحذر الحذر من أية عروض لتمويل أبحاث أو برمجيات أو مؤتمراتلتقعيد الكتابة بالحرف اللاتيني. وإن أساتذة اللغة العربية وأساتذة المناهج يتحملونواجبا قوميا، يتمثل في مساعدة طلابهم على التفكير في الأخطار التي تنشأ
عنكتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية. وأسوة بكل البلاد المتقدمة،أقترح أن تختفيمن المدن العربية اللافتات
التجارية المكتوبة بلغات أجنبية، وتلك المكتوبةبالحرف اللاتيني. وفي حالة الشركات متعددة الجنسيات تكتب لافتاتها باللغتين العربيةوالأجنبية، بشرط أن يكون حجم الحروف العربية ضعف حجم الحروف الأجنبية. ولنا فيفرنسا – صاحبة ذلك الصنيع – أسوة. ومن الضروري أن تشتمل دورات تعليم الحاسب الآليعلى استخدام لوحة المفاتيح العربية. فمن غير المعقول أن يتعلم الناشئ كل شيء عنالحاسب و لا يعرف كيف يستخدم لوحة المفاتيح العربية.
الصفر دائما
إنني أحذر - وأرجو ألا يذهب التحذير هباء – من سياسة التدرج، التي ترضى بمزاحمة الحرف اللاتينيللحرف العربي جنبا إلى جنب. لأن هذه الخطوة تمهيد للهدف الأخير، وهو وأد الحرفالعربي والقضاء عليه إلى الأبد.إذا كتبنا لغتنا بالحروف اللاتينية فإننا لن نصيرأوربيين، كما أننا لن نبقى عربا. سنصبح كالغراب المطلي بالبياض. لقد تخلت تركيا عنالحرف العربي، وكتبت لغتها بالحروف اللاتينية منذ خمسة وسبعين عاما، وبرغم هذا فإنوزير خارجية فرنسا دومنيك دوفيلبان قال بالأمس القريب: ”إن انضمام تركيا إلىالاتحاد الأوروبي يهدد هوية أوروبا وحدودها“. ليس من العدل أن يدفع العرب فاتورةالعولمة خصما من رصيدهم الثقافي. ولئن كان للإيسسكو مشروعاتها لإعادة كتابة اللغاتالأفريقية بالحرف القرآني، فإن أمامها وأمامنا جميعا مهمة أكبر، هي إنقاذ اللغةالعربية نفسها من الانحدار إلى مستنقع الفتنة. إنها فتنة ولكنها ليست نائمة.

__________________

الليل وما ادراك ما الليل
الليل معزوفه يسمعها قلبي وتتراقص عليها ادمعي
الليل اعتبره حبيبي الذي لا يفارقني
فهو الذي يمسح دمعتي
ويهدئ من روعي

أخر مواضيعي

حلا الطبقات من مطبخي الرائعكيك بطبقتين حلا الوردات بقوالب السليكون...باذنجان اسود بطريقتي الخاصه من مطبخي
فطيره خيالبالخطوات المصور سندويشات لذيذه مرررررررهطريقة عمل حلى منزلي روعه وسهل ومرتب ما...
كيكة الأسبرسو مع الأيس كريمحلا كيك اي نوعشروق وغروب
تخلصي من الدهون الزائدة بدون رجيممع كل سنة جديدة اتولد من جديد لان يوم...جرب طاقة الحب بينك وبين الاخرين - الروح...
شعبان" بين الوصل والقطعجدلية المعازف والغناء والفقهتامر حسنى صحيت على صوتها

التعديل الأخير تم بواسطة الشريفة الهاشمية ; 28-04-2007 الساعة 07:41 AM.
رد مع اقتباس