[عاشقة الرسول]

رثاء الأمير ، وحكم كلمتي" المغفور له "و " المرحوم "

المغفور له عبدالمجيد بـن عبـد العـزيـز السيد عبدالله فدعق

انتقال المغفور له صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة الى رحمة الله حركت في الناس اشجاناً وأحزاناً، وكواحد منهم أسطر في رثائه رحمه الله بعضاً مما يختلجه خاطري، وابتدئ بما لاحظته عند البعض من التشديد على اضافة عبارة " بإذن الله " بعد عبارة " المغفور له " ، كذا منع كلمة " المرحوم " ، وما أعرفه هو أن من لا يستعمل " بإذن الله " لا يريد الاخبار أو الجزم أو التزكية، وإنما يريد الدعاء والرجاء والتمني، ثم انه من حيث اللغة العربية لا فرق بين مدلولي " المرحوم " و " رحمه الله " ، لأن كلا الجملتين خبرية، والعهدة، إنما هي على النوايا . أطلت في مقدمتي، واعتذر عن ذلك، ولكنه " الحس العلمي " ، المرحوم الأمير عبدالمجيد شدتني فيه أمور وأمور، ومن أبرزها عندي محافظته الدائمة على كامل قواعد اللياقة واللباقة، ومما شاهدته مثلاً مواظبته رحمه الله على ذلك عند خروجه لاستقبال ضيوفه حتى توديعه لهم في جلساته الاسبوعية بمكة المكرمة وجدة . لقد خالط كثيرون غيري الامير عبدالمجيد وكتبوا وسيكتبون كثيراً عن محاسنه، ولعل تملك الأمير الراحل للحس التربوي يأتي أولاً، فلقد عرفته شخصياً متابعاً من الطراز الأول لدراسة احفاده الأميرين عبدالعزيز وتركي، بل ويوقع دفاترهم، ويحضر ما يخصهم من مجالس وملتقيات، جزاه الله عنهم خيراً . ومسألة لا تقل اهمية عما سبق وهي صرامته ودقته التي اشتهر بهما، فقد كان رحمه الله يركز دائماً فيما يصدر منه أو يرد إليه من مخاطبات وغيرها، ولا شك ان هاتين الخصلتين لابد وان يتحلى بهما كل مكلف في شأن عام، أمَّنه على ذلك من اجتهد في تعيينه . الكلام عن الراحل كما ذكرت لن ينتهي، وخير ما نقدمه لفقيدنا هو الدعاء له بأن يكتبه الله عنده في المحسنين، ويجعل كتابه في عليين، ويخلفه في ابنه الأمير فيصل وجميع أهله، ولا يحرمنا أجره ولا يفتنّا بعده، ويكسونا وإياه من حلل الكرامة يوم القيامة، إنه سميع مجيب .