[الشريفة الهاشمية]

س 10 لي الشرف العظيم أن أتقدم بسؤالي هذا في أمل الإجابة عليه وهو كالآتي:
أنا شاب عمري 27 سنة أشكوا من رائحة كريهة في الفم وعند نومي ليلا يصبح التنقس من الفم وهذا منذ أكثر من عشر سنوات وقد زرت الطبيب وقد أبلغني أن هذه حساسية ولكن عندما أستعمل الدواء الخاص بالأنف فأتحسن شيئا قليلآ. أفيدوني وشكرا (ميلود)

ج أجاب د. معتز حلمي عبدالشافي
الرائحة الكريهة في الفم قد تحدث نتيجة أي إضطراب يصيب الجهازين الهضمي والتنفسي عامة والعلوي منها خاصة كالفم والجيوب الأنفية. فابتداءا من الأسنان واللوزتين والامعاء والمعدة والقولون ثم الامساك، كلها قد تؤدي إلى رائحة كريهة بالفم والأنف . وكذلك التهابات الجيوب الانفية والرئتين.

وفي حالة الأخ ميلود فيبدو أن مشكلتك هي في الأنف والجيوب الأنفية. وهنا يجدر بنا التنويه بأهمية الجيوب الأنفية وفائدتها للانسان . فكل واحد فينا لديه حوالي 20-30 جيب أو تجويف أنفي وهي غرف منها الكبير في مقدمة الوجه ومنها الصغير على جانبي العين من الداخل وهذه الغرف موصولة ببعضها البعض عن طريق قنوات صغيرة كما أنها موصولة بالأنف عن طريق أربع قنوات رئيسية كبيرة.

وهواء الشهيق لا يدخل من الأنف مباشرة إلى البلعوم كما يتخيل الناس فالأنف ليست ماسورة هواء .. وهي ليست كالفم الذي هو عضو للأكل تابع للجهاز الهضمي أساسا .. والتنفس منه يكون للضرورة فقط .. ولكن هواء الشهيق عليه أن يسلك الطريق الصعب .. والطويل إلى غرف الجيوب الأنفية كلها داخلا من هذه القنوات الضيقة .. والتي تجعل سرعة الهواء عالية جدا.

والجيوب الأنفية ليست مجرد غرف جوفاء مليئة بالهواء .. ولكنها بمفهومنا العصري الحديث هي تعمل وكأنها حاسب آلي أي كمبيوتر لتحديد مكونات الهواء وتصنيفه حتى يمكنها التعامل مع مكوناته المختلفة . فأما المواد الكيميائية كالنوشادر والكلوراكس أو المواد النفاذة كالفلفل والبصل فإن الأغشية المخاطية للأنف والجيوب الأنفية قادرة على معادلة هذه المواد كما ونوعا بافرازات سريعة ومباشرة ونجد هذه الإفرازات غزيرة وكأنها صنبور مفتوح بالأنف ..

أما المواد العضوية بالهواء كالجراثيم والفيروسات والفطريات الخ .. فإن الجيوب الأنفية قادرة على أن ترسل اشارات إنذار إلى جهاز المناعة مع كل هواء شهيق حتى يستعد الجسم لهذه الكائنات الضارة فلا يضار الجسم .. كما أن الجيوب الأنفية تدفىء الهواء وترطبه .. وبعد إتمام هذه العمليات كلها بنجاح .. وهذا يحدث في لحظات غاية في السرعة .. فإن الجيوب الأنفية ترسل إشارات لمركز التنفس بالمخ حتى يعطي الضوء الأخضر للشعب الهوائية بالرئتين فتنبسط ويدخل الهواء إلى الرئتين.. وهكذا نرى أن مفتاح الرئتين هو الجيوب الأنفية.

والعلاج الحديث للجيوب الأنفية إنما يقوم على فحصها الدقيق بالمنظار ثم عمل أشعة مقطعية لمعرفة الحالة الداخلية للجيوب الأنفية كلها ومدى صحة التجاويف الداخلية والقنوات الواصلة بينهم ثم يأتي العلاج بعد ذلك. ومعظم الحالات تستجيب إلى العلاج وفقا لبرامج علاجية خاصة بالجيوب الأنفية كل حسب خالته. أو ما إذا احتاج تدخل جراحي فالنجاح حليف جراحة المناظير الضوئية والتي تتم بدقة بالغة ونجاح باهر وبدون ألم.. عكس ما كان معتقد من قبل.