[عاشقة الرسول]

درس من المسجد الحرام خالد محمد الحسيني

اتصل بي أحد الأصدقاء بعد أن شاهد حلقة من " دروس " السيد عبد الله محمد فدعق عبر قناة " اقرأ " والتي تقدم اسبوعيا وكانت " الخلفية " التي اجادها المخرج عبارة عن منظر داخلي للمسجد الحرام وهي صورة حقيقية لأحد الأروقة ظهر فيها تفاصيل يراها الناس دائما عندما يدخلون للحرم المكي ومن ذلك " ترامس " الماء البرتقالية اللون وأعمدة الحرم وسقوفه المعروفة ..الصديق قال لي " هل السيد يُدرس في الحرم " وضحكت وقلت له ..لا .. هذه مجرد صورة طبيعية في " الاستديو " والسيد يلقي درسه بحضور طلبة العلم في استديو القناة في جدة وسألته ولِمَ العجب ؟ ! قال لأنني عدت بالذاكرة للخلف قبل أكثرمن أربعة عقود عنما كنت وأنا المجاور في السكن للمسجد الحرام اذ كنت اسكن في " الجودرية " التي لا يفصلها عن الحرم إلا عدة أمتار ..كنت أرى حلقات الدروس منتشرة من بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة العشاء لايفصلها إلا اداء الصلاة والعودة للدرس وتذكرت كيف كنا ننتقل من درس لآخر ومن حلقة لأخرى ..هذا السيد محمد أمين كتبي وهذا السيد المشاط وهذه حلقة السيد علوي مالكي وبجواره ابنه السيد د .محمد ـ رحمه الله وهذه ..وهذه ..وسرد العديد من الاسماء التي ادركها جيله والتي لم أدرك أنا شخصيا بعضها لفارق السن إذ عرفت حلقة السيد علوي والسيد محمد تحديدا قبل أكثر من أربعة عقود عنما كان والدي يرحمه الله يحرص أن نؤدي صلاتي المغرب والعشاء في الحرم وهو دأب أكثر أهل البلد الطاهر مع ابنائهم وافتقدنا اليوم ذلك فنحن الذين نسكن على بعد لايزيد عن 5 كيلومترات عن الحرم لانذهب إليه إلا نادراً أو في الصلاة على جنازة قريب أو صديق مقرب ..ملاحظة صديقي ذكرتني بما سبق أن نشرته في البلاد قبل عدة أشهر في تصريح لفضيلة الشيخ محمد السبيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقا وعضو هيئة كبار العلماء وإمام المسجد الحرام والذي قال إن الدروس لم تنقطع ومازالت حتى الآن في الحرم ..وعندما سألته هل هي للجميع ادرك د .عبد العزيز السبيل ابن الشيخ وكان يجلس بجواره قائلا لوالده " طال عمرك ..إن خالد يقصد هل كل من يريد أن يدرس في الحرم يتحقق له ذلك؟ " فأجاب الشيخ نعم وذكر عدداً من الاسماء من مختلف طلبة العلم والعلماء واساتذة الجامعة في مكة المكرمة ..وقدسعدت بذلك ونشر في البلاد في الصفحة الأولى .. لأنني أجزم أن كثيراً من أهل البلد الأمين لايعرفون ذلك ولا أعرف الأسباب هل هي لعدم مواصلتهم التواجد في الحرم خاصة في الاوقات المحددة للدروس وهي العصر والمغرب وبعضها العشاء وقليل منها الفجر؟ أو لعدم ارتباط القائمين على الدروس الآن بما عرف الناس عبر عقود طويلة بأسماء معينة؟ ! رغم أن العلم ليس وقفاً على اسر أو اسم معين ونعرف ذلك جيدا ..لكن ربما كانت هناك اسماء توارثت الدروس " لأسر معروفة " سنوات بل عقود متوالية .. لكن طالما أن القائمين على الدروس ليس لديهم " حرج " إلا إجادة العلم فلماذا لايتم السماح لعدد من العلماء وطلبة العلم الذين نراهم في القنوات الفضائية بين الحين والآخر للتدريس في المسجد الحرام والمسجد النبوي في المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة والسلام وآله وصحبه ! واثق أن أصحاب الرأي لامانع لديهم في منح الفرصة لمن لديه القدرة للتدريس خاصة وأن الأمر " تطوع " واحتساب من هؤلاء ..وفيه الفائدة الكبيرة للمتلقي من المتواجدين في الحرمين الشريفين ..لقد كانت دروس السبعينات والثمانينات الهجرية في مكة والمدينة وكأنها " جامعة " أو يدرس العلم الشرعي والفقه والتفسير والحديث والرياضيات والفلك ومازال احفاد وطلبة من غادر الدنيا من العلماء الكبار يشعرون بقدرتهم على مواصلة العطاء ..إنني أنتظر أن نسمع بموافقة عاجلة لعدد من العلماء للعودة لحلقات الحرمين الشريفين التي شكلت المدرسة الأولى منذ فجر الإسلام .. احيي صديقي الذي أوصى لي بهذه الفكرة وأنا وهو وغيرنا في الانتظار .. أبوال الابل والحجامة اعترض أكثر الحضور في مجلسنا الاسبوعي على ما علق به بعض الاخوة حول أهمية العلاج بـ " أبوال الأبل " وتحدث أحد الحضور بأن في ذلك حديثاً صحيحاً عن الرسول صلى الله عليه وسلم ..لكن الاصوات الرافضة كانت الأكثر، بل أنهم ذهبوا إلى أنه ربما يكون الحديث " ضعيفاً " ورغم ما ذكرناه من أن طبيبتين سعوديتين في جامعة الملك عبد العزيز بجدة اجرتا بحثاً حول ذلك وسيتم تسجيله وأن دراسات في مراكز بحوث في أمريكا تهتم بذلك ..إلا أن عددا ممن استمع رفض مجرد الفكرة ..في المقابل رفض البعض العلاج بالحجامة ومستندين على منع وزيرالصحة لها وسبق للبلاد أن أشارت لذلك في مقال سابق وقلنا لهم أن هناك حديثاً صحيحاً عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيه " شربة عسل أو شرطة محجم أو كية نار ..وأني أنهى أمتي عن الكي ..فكيف نقنع الناس؟ ! وقفة : يوم الأحد الماضي 3/5 كان آخر أيام العام الأول على وفاة العزيز الصديق التربوي عليوي القرشي مدير عام التربية والتعليم في العاصمة المقدسة ..هذا الرجل الذي يذكره الجميع بكل خير لأدبه وخلقه وتعامله ..رحم الله أبا " ياسر " وأسكنه فسيح جناته وأموات المسلمين جميعا .