أنتَ ياد ياقزمة سودة ...!
عذرا لهذا الموضوع ..ولكنها حقيقة نعيشها ..
يذكر لي أخي الأصغر أن أستاذ مادة يدخل بكل عنجهية نافثاً غضبه على الطالب
المسكين وهوفي قاعة الأمتحان شارعاً بالحل ..
فيقول : انتا ياد يا ..... ياقزمة سودة قايب أقل من عشرة ..
هو لم يراعي التوقيت !
ولم يراعي نفسية الطالب !
ولم يراعي كرامة الطالب .!
بل راعى فشله الذريع في توصيل المعلومة للطالب " ربما " أو فرغ شحنات في حياته
لينال من أي احد أمامه ..
ثم يأخذهم بالدور وهم في هذا الوقت العصيب وهم على أهبة البداية لحل
الأمتحان ..لينال منهم فقط ..
بحديثي هذا لا ألتمس العذر لأهمالهم ..ولكن هل يجدر بنا أن نربي ابناءنا بأيدي
هؤلاء " الفاشلين " ليزيدوا الفشل ..
وهلي هي طريقة مجدية لنجاح الفاشل ؟!
طالب فشل في الأمتحان ثم ماذا ؟ هل يحق لهم أن يحطموا ماتبقى في نفس الطالب
بطرق غير تربوية ؟
لو نظرنا الى أبعاد المشكلة ..سنجد أنها مشكلة عويصة ..
فلنتخيل أننا هذا الطالب ..نفشل ونجد من يصرح بفشلنا للجميع ..ونحن في هذا السن
الغض احوج لمن يجعل الحياة كلها تفاؤل وتشجيع ..
في هذه البداية من العمر لابد أن نعيش مندفعين للأمام وننشأ كما يحلو لنا " بضوابط "
ليس كما يحلو للكبار ومشاكل الكبار ..
تخيلوا كهذا الطالب تنتابه مشكلة نفسية تلاحقه سنين عمره ..يظل يذكرها عند قيامه
بأي عمل ويتذكر بأنه فاشل ولاينسى ذلك الصوت الصادر من استاذه ..ويؤمن في
قرارة نفسه بأنه ذلك الذي نُعت بالفاشل يوماً..
قد يتأزم ويحمل افكار سيئة ويصبح أكثر عدوانية مع المجتمع وقد يتناهى به الأمر
ليصبح مجرما ً أو عاطلاً وينحرف في مجريات الحياة السيئة كالمخدرات
والخمور ..الخ
أنها أبعاد وحسب ..وربما تصيب وربما لا ..
ولو نظرنا الى بعد أكثر شمولاً..سنجد أننا أمة صاغرة لم يكتب لها نصر الى
الآن ..ولكن نمتلك الغد ونريده مشرق وواعد وهو بأيدي النشأ القادم ..فلنكن أكثر
حرصاً على تنشأتهم بـ قوة وثقة
وأنجاز ..
نصيحة للآباء والأمهات
أصغوا لــ حديث أبنائكم ..الأبناء أمانة في أعناقكم ..ليست تربيتهم ومتابعة
مايأكلون ومايشربونهي المهمة بل المسؤولية الأكبر هي مايسمعون ومايصادفون من
اضطهاد في حياتهم ..فالجسم يحتاج والعقل يحتاج والنفسية في أشد الحاجة للمتابعة
فهي الموجه في حياتهم ..
اختكم قمر بن هاشم
__________________

وما أنا بناسية ٍعهود أحبتي
وان لم أزرهم في الزمانِ ولا زاروا
فقد خالطت كلي بشاشة حبهم
وهم في ربى قلبي سكون وحضارُ
ولي أمل في الله جل جلالهُ
وظنٌ جميل لم تغيره أغيارُ
ولي من رسول الله جدي عنايةٌ
ووجه وأمداد وأرث وايثارُ
|