عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 22-10-2007, 07:52 AM
الصورة الرمزية عاشقة الرسول
عاشقة الرسول عاشقة الرسول غير متواجد حالياً
الاداريين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 16,659
المواضيع: 1363
عدد الردود: 15296
افتراضي

وقوله جل وعلا "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" قال العوفي عن ابن عباس رضي الله عنهما يعني بذلك الإبل فإنها سفن البر يحملون عليها ويركبونها وكذا قال عكرمة ومجاهد والحسن وقتادة في رواية عبدالله بن شداد وغيرهم وقال السدي في رواية هي الأنعام. وقال ابن جرير حدثنا الفضل بن الصباح حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أتدرون ما قوله تعالى "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون"؟ قلنا لا قال هي السفن جعلت من بعد سفينة نوح عليه الصلاة والسلام على مثلها وكذا قال أبو مالك والضحاك وقتادة وأبو صالح والسدي أيضا المراد بقوله تعالى: "وخلقنا لهم من مثله ما يركبون" أي السفن ويقوي هذا المذهب في المعنى قوله جل وعلا "إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية".


وقوله عز وجل "وإن نشأ نغرقهم" يعني الذين في السفن "فلا صريخ لهم" أي فلا مغيث لهم مما هم فيه "ولا هم ينقذون" أي مما أصابهم.


"إلا رحمه منا" وهذا استثناء منقطع تقديره ولكن برحمتنا نسيركم في البر والبحر ونسلمكم إلى أجل مسمى ولهذا قال تعالى: "ومتاعا إلى حين" أي إلى وقت معلوم عند الله عز وجل.


يقول تعالى مخبرا عن تمادي المشركين فى غيهم وضلالهم وعدم اكتراثهم بذنوبهم التي أسلفوها وما يستقبلون بين أيديهم يوم القيامة "وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم" قال مجاهد من الذنوب وقال غيره بالعكس "لعلكم ترحمون" أي لعل الله باتقائكم ذلك يرحمكم ويؤمنكم من عذابه وتقدير الكلام أنهم لا يجيبون إلى ذلك بل يعرضون عنه.


واكتفى عن ذلك بقوله تعالى: "وما تأتيهم من آية من آيات ربهم" أي على التوحيد وصدق الرسل "إلا كانوا عنها معرضين" أي لا يتأملونها ولا يقبلونها ولا ينتفعون بها.


وقوله عز وجل "وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله" أي وإذا أمروا بالإنفاق مما رزقهم الله على الفقراء والمحاويج من المسلمين "قال الذين كفروا للذين آمنوا" أي عن الذين آمنوا من الفقراء أي قالوا لمن أمرهم من المؤمنين بالإنفاق محاجين لهم فيما أمروهم به "أنطعم من لو يشاء الله أطعمه" أي وهؤلاء الذين أمرتمونا بالإنفاق عليهم لو شاء الله لأغناهم ولأطعمهم من رزقه فنحن نوافق مشيئة الله تعالى فيهم "إن أنتم إلا في ضلال مبين" أي في أمركم لنا بذلك قال ابن جرير ويحتمل أن يكون من قول الله عز وجل للكفار حين ناظروا المومنين وردوا عليهم فقال لهم "إن أنتم إلا في ضلال مبين" وفي هذا نظر والله أعلم.


يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة في قولهم "متى هذا الوعد" "يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها".


قال الله عز وجل "ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون" أي ما ينتظرون إلا صيحة واحدة وهذه والله أعلم نفخة الفزع ينفخ في الصور نفخة الفزع والناس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم فبينما هم كذلك إذ أمر الله عز وجل إسرافيل فنفخ في الصور نفخة يطولها ويمدها فلا يبقى أحد على وجه الأرض إلا أصغى ليتا ورفع ليتا وهي صفحة العنق يتسمع الصوت من قِبَل السماء ثم يساق الموجودون من الناس إلى محشر القيامة بالنار تحيط بهم من جوانبهم.
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة
الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ
حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ
فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ
فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ

دروس الروحه على الرابط التالي

أخر مواضيعي

رد مع اقتباس