عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 22-10-2007, 07:56 AM
الصورة الرمزية عاشقة الرسول
عاشقة الرسول عاشقة الرسول غير متواجد حالياً
الاداريين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 16,659
المواضيع: 1363
عدد الردود: 15296
افتراضي

ولهذا قال تعالى: "فلا يستطيعون توصية" أي على ما يملكونه الأمر أهم من ذلك "ولا إلى أهلهم يرجعون" وقد وردت ههنا آثار وأحاديث ذكرناها في موضع آخر ثم يكون بعد هذا نفخة الصعق التي تموت بها الأحياء كلهم ما عدا الحي القيوم ثم بعد ذلك نفخة البعث.


هذه هي النفخة الثالثة وهي نفخة البعث والنشور للقيام من الأجداث والقبور ولهذا قال تعالى: "فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون" والنسلان هو المشي السريع كما قال تعالى: "يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون".


"قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا" يعنون قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها فلما عاينوا ما كذبوا به في محشرهم "قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا" وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد. قال أبي بن كعب رضي الله عنه ومجاهد والحسن وقتادة ينامون نومة قبل البعث قال قتادة وذلك بين النفختين فلذلك يقولون من بعثنا من مرقدنا فإذا قالوا ذلك أجابهم المؤمنون - قاله غير واحد من السلف - "هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون" وقال الحسن إنما يجيبهم بذلك الملائكةُ ولا منافاة إذ الجمع ممكن والله سبحانه وتعالى أعلم. وقال عبدالرحمن بن زيد: الجميع من قول الكفار "يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون" نقله ابن جرير واختار الأول وهو أصح وذلك كقوله تبارك وتعالى في الصافات "وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون" وقال الله عز وجل "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون".


وقوله تعالى: "إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون" كقوله عز وجل "فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة" وقال جلت عظمته "وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب" وقال جل جلاله "يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلا" أي إنما نأمرهم أمرا واحدا فإذا الجميع محضرون.


"فاليوم لا تظلم نفس شيئا" أي من عملها "ولا تجزون إلا ما كنتم تعلمون".


يخبر تعالى عن أهل الجنة أنهم يوم القيامة إذا ارتحلوا من العرصات فنزلوا في روضات الجنات أنهم في شغل عن غيرهم بما هم فيه من النعيم المقيم والفوز العظيم قال الحسن البصري وإسماعيل بن أبي خالد في شغل عما فيه أهل النار من العذاب وقال مجاهد "في شغل فاكهون" أي في نعيم معجبون أي به وكذا قال قتادة وقال ابن عباس رضي الله عنهما فاكهون أي فرحون قال عبدالله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن المسيب وعكرمة والحسن وقتادة والأعمش وسليمان التيمي والأوزاعي في قوله تبارك وتعالى "إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون" قالوا شغلهم افتضاض الأبكار وقال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عنه "في شغل فاكهون" أي بسماع الأوتار وقال أبو حاتم لعله غلط من المستمع وإنما هو افتضاض الأبكار.


وقوله عز وجل "هم وأزواجهم" قال مجاهد وحلائلهم "في ظلال" أي في ظلال الأشجار "على الأرائك متكئون" قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة ومحمد بن كعب والحسن وقتادة والسدي وخصيف "الأرائك" هي السرر تحت الحجال "قلت" نظيره في الدنيا هذه التخوت تحت البشاخين والله سبحانه وتعالى أعلم.


وقوله عز وجل "لهم فيها فاكهة" أي من جميع أنواعها "ولهم ما يدعون" أي مهما طلبوا وجدوا من جميع أصناف الملاذ. قال ابن أبي حاتم حدثنا محمد بن عوف الحمصي حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار حدثنا محمد بن مهاجر عن الضحاك المعافري عن سليمان بن موسى حدثني كريب أنه سمع أسامة بن زيد رضي الله عنهما يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا هل مشمر إلى الجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور كلها يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد; ونهر مطرد وثمرة نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار سلامة وفاكهة خضرة وخير ونعمة في محلة عالية بهية" قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها. قال صلى الله عليه وسلم "قولوا إن شاء الله" فقال القوم إن شاء الله وكذا رواه ابن ماجة في كتاب الزهد من سننه من حديث الوليد بن مسلم عن محمد بن مهاجر به.


وقوله تعالى: "سلام قولا من رب رحيم" قال ابن جريج قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: "سلام قولا من رب رحيم" فإن الله تعالى نفسه سلام على أهل الجنة وهذا الذي قال ابن عباس رضي الله عنهما كقوله تعالى: "تحيتهم يوم يلقونه سلام". وقد روى ابن أبي حاتم ههنا حديثا وفي إسناده نظر فإنه قال: حدثنا موسى بن يوسف حدثنا محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب حدثنا أبو عاصم العبداني حدثنا الفضل الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع عليهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب تعالى قد أشرف عليهم من فوقهم فقال السلام عليكم يا أهل الجنة فذلك قوله تعالى: "سلام قولا من رب رحيم" قال فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم ويبقى نوره وبركته عليهم وفي ديارهم "ورواه ابن ماجة في كتاب السنة من سننه عن محمد بن عبدالملك بن أبي الشوارب به. وقال ابن جرير حدثنا يونس بن عبدالأعلى أخبرنا ابن وهب حدثنا حرملة عن سليمان بن حميد قال سمعت محمد بن كعب القرظي يحدث عن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه قال: إذا فرغ الله تعالى من أهل الجنة والنار أقبل في ظلل من الغمام والملائكة قال فيسلم على أهل الجنة فيردون عليه السلام قال القرظي وهذا في كتاب الله تعالى "سلام قولا من رب رحيم" فيقول الله عز وجل سلوني فيقولون ماذا نسألك أي رب؟ قال بلى سلوني قالوا نسألك أي رب رضاك قال رضائي أَحَلَّكم دار كرامتي قالوا يا رب فما الذي نسألك فوعزتك وجلالك وارتفاع مكانك لو قسمت علينا رزق الثقلين لأطعمناهم ولأسقيناهم ولألبسناهم ولأخدمناهم لا ينقصنا ذلك شيئا قال تعالى إن لدي مزيدا قال فيفعل ذلك بهم في درجهم حتى يستوي في مجلسه قال ثم تأتيهم التحف من الله عز وجل تحملها إليهم الملائكة ثم ذكر نحوه. وهذا خبر غريب أورده ابن جرير من طرق والله أعلم.
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة
الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ
حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ
فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ
فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ

دروس الروحه على الرابط التالي

أخر مواضيعي

رد مع اقتباس