[عاشقة الرسول]

نال الدكتوراه في القانون الاسلامي
الفدعق: الإمامان الشاطبي والدهلوي استنطق كلاهما عبارات الآخر


عكاظ (جدة)
أكد الدكتور عبدالله بن محمد بن حسن فدعق في دراسته التي نال بها درجة الدكتوراه مؤخرا في القانون الاسلامي وأشرف عليها الدكتور محمود محمد عوض سلامة استاذ ورئيس قسم الشريعة الاسلامية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة فرع بني سويف سابقا على ان الامام الشاطبي رحمه الله تعالى قد أرسى قواعد مدرسة المقاصد، اذ كان رحمه الله فارس ميدانها، وأتى بما لم يأت به الأولون، موضحا انه رغم ان بين الامام الشاطبي والامام الدهلوي زهاء خمسمائة عام فان كتاب الموافــــقات للشاطبي يعتبر الآيات الموضحة وكتاب حجة الله البالغة للدهلوي يعتبر السنة الشارحة وكلاهما استنطق عبارات الآخر بل وشجعها. وقال الفدعق في الدراسة المعنونة بحجة الحجة «ان كتاب حجة الله البالغة يكاد يكون فريدا في منهج تصنيفه وتأليفه، فلم يتكلم في علمه أحد قبل مؤلفه الامام الدهلوي، اللهم الا نتفا غير مقصودة عند حجة الاسلام الغزالي أودعها كتابه احياء علوم الدين والامام العز بن عبدالسلام وغيرهما رحمهم الله تعالى».
وخلص فدعق الى «ان العلم الذي كتبت الحجة تحت رواقه هو علم تبيين المصالح المرعية في كل باب من الأبواب الشرعية، وهو علم يعرف به حكمة وضع القوانين الدينية وحفظ النسب الشرعية بأسرها، فموضوع كتاب حجة الله البالغة هو النظام التشريعي المحمدي -على صاحبه أزكى الصلاة وأتم السلام- من حيث المصلحة والمفسدة.
اما غايته فهي عدم وجدان الحرج فيما قضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والانقياد التام للأحكام الالهية، وكمال الوثوق والاطمئنان بها، والمحافظة عليها بحيث تنجذب اليها النفس بالكلية، ولا تميل الى خلاف مسلكها».
وفي سبيل دراسته للفكر التجريدي عند الامام الدهلوي قدم الفدعق في اطروحته دراسة شاملة لكتبه رحمه الله التي تبرهن على قضيتي التجديد والاسبقية عنده وأهمها كتاب حجة الله البالغة، وجهوده الاصلاحية والمؤثرات التي جعلته مؤثرا مجددا محوريا كما وصفه بذلك، كما لم يخف ان هناك مؤاخذات على الكتاب، وهذا أمر ليس بغريب، فقديما قيل من ألف فقد استهدف وهذه المؤاخذات لا تلغي بأي حال الصورة التجديدية الشاملة في الكتاب ذاته، ولا تخفي الاهتمام الكامل من الامام الدهلوي بأسرار الحديث وحكم التشريع.