أشكرك أخي قصي على ما قدمته و على ما شرحته و لكن لي معه وقفة .
أولاً جميع المراجع التي ذكرتها بغض النظر عن سابقها و لاحقها تقول بأن خالد بن الوليد رضوان الله عليه انقطع عقبه , و إذا افترضنا أن هناك لبس في الموضوع و أن هناك عداء بين آل الزبير و آل خالد فهذا لا يعني أن تجمع جميع المراجع على انقطاع نسبه و لو كان له عقب لعلمه الناس و لو بعد حين ( اقصد النسابون المتقدمون ) , و أيضاً لكان بالكثرة المعلومة و الدليل هو كثرة بني خالد ( اقصد قبيلة بني خالد ) و انتشارهم في الأمصار و هذا يدل على أنهم في ذلك الزمان لم يكونوا بالقلة , أيضاً مما يطعن في مسألة عداء آل الزبير و آل خالد و أنا كيدية هو اجماعهم على إرث أيوب بن سلمة لدارهم . و هذا يؤيد رواية انقراضهم . أضف إلى ذلك أن القصة لابد لها من ثبوت و هي عداء آل الزبير مع آل خالد و هل تخرج من فم الصحابي الجليل خالد بن الوليد مقولة " كفيتك إبن أثال ولكن ماحال إبن جرموز " و هو على الإسلام ...
الذي يزيد تأكيداً كما أسلفت أنه لا يوجد مرجع واحد من مراجع التاريخ و النسب يؤكد بقاء نسل خالد و لو بقي كما يقال لعلم به العرب و النسابون لكثرته ...
جميع الروايات التي سردتها يا أخ قصي لا تثبت بقاء نسل خالد لا من قريب و لا من بعيد , الحمداني تكلم بكلام ثم قطعه باليقين و قال بأنه لا عقب لخالد , القلقشندي الغطفاني ذكر بني خالد الحجاز و قال هم من طئ ثم ذكر بني خالد حمص و قال هم من مخزوم و هذا لا يعني تضارباً في قوله , فأنت أيضاً تقول بأن قزاز يوجد في الشام و مصر و العراق و لا علاقة لهم ببعضهم في النسب , و كذلك تكرار الأسماء و الألقاب قد لا تمت لبعض بصلة , قبيلتان تشابهت أسمائها , أما بني خالد حمص فقد ذكر القلقشندي بأنهم من بني مخزوم و لم يذكر بأنهم من بني خالد تحديداً ...
و الذي يتبين و تؤكده الروايات و يؤكده واقع العرب قديماً و حديثاً هو انقراض عقب الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضوان الله عليه و أرضاه .. و مما يؤكد المسألة أكثر من هذا هو أنه عندما أصابهم الطاعون لم يخرج أحد من الشام و كان خالد رضوان الله عيه و أبناؤه معه , و عدم خروجهم هو طاعة لله و رسوله حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما معناه : " إذا أتى الطاعون في بلدة فلا يخرج منها أحد و لا يدخلها أحد " فبقوا فيها حتى وافتهم المنية جميعاً و كما هو معلوم أن وفاة خالد بن الوليد رضوا الله عليه بسبب الطاعون
فلا يوجد ما يثبت بقاء نسل خالد رضي الله عنه إلا ما يرجحه البعض اليوم و خصوصاً قبيلة بني خالد و لكن دون ارتكاز إلى اثبات حقيقي تاريخي يثبت ذلك , فكل ما يرتكزون عليه الآن هو الترجيحات الشخصية و الجرح في الروايات
أتمنى أن تتقبل كلامي بصدر رحب و تقبل تقديري و احترامي لك يا أخ قصي و لجميع بني قزاز
|