انفعالات الوجوه الإنسانية في المعرض الشخصي للفنانة السعودية لينا قزاز في بيروت
بيروت: فاتن الحاج
تبحث في انفعالات الانسان فتفتح للمشاهد باباً للخيال، تنتمي الى التيار التعبيري المتجدد للحداثة العربية فلا تنطلق من حالة تكرار للمنظر السعودي بل تمزج بين الموروث وروح المعاصرة باستعمالها مواد فنية جديدة والواناً كونتراسية مع الضوء واعتمادها عفوية الخط التي تكسب لوحتها نمطاً من الحركة والرسوخ، انها فنانة المتحرك لينا هشام قزاز التي استضافها «قصر الاونيسكو» في بيروت في اول معرض شخصي في تاريخ الفن السعودي المعاصر لامرأة سعودية في لبنان.
80 لوحة بأحجام ومواد مختلفة منها الزيتية والمائية واخرى تعتمد الحبر الصيني والغواش تتناول فيها قزاز الوجوه الانسانية وانفعالاتها في كل زمان ومكان، كما تعالج بحماسة راسخة ومن وجهة نظر ايمانية ما يتصل بالمملكة العربية السعودية كونها المرتكز الديني للمسلمين من دون ان تغيب المقاومة العربية للعدو الصهيوني عن لوحاتها.
وهي حين تتعرض للجسد كموضوع لا تتوقف عند اغراءاته بل تتجاوزها الى قدسية التكوين فتتحاور بالريشة مع «الموديل» المتحرك بطريقة فنية بحتة بعيدة عن الاستفزاز حيث تختصر التفاصيل لصالح الكل معتبرة ان المرأة انسان مبدع له قيمته، رافضة القيود الاجتماعية التي جعلت من هذه الاخيرة كائناً عاجزاً عن التفكير والعطاء.
واذ تعترف قزاز بأهمية الامومة في اعمالها. تركز على تثقيف المرأة حتى تصنع هذه الاخيرة اجيالاً مثقفة قادرة على مواجهة تحديات الحياة.
وتتجلى قناعتها بأن الايمان هو الميزان الثابت والحد الفاصل بين الخير والشر في لوحاتها عن المملكة العربية السعودية تحديداً لا سيما الاماكن المقدسة التي تتجاوز فيها الاسلام الى جميع الاديان الداعية الى التسامح والمحبة والتي لا تفرق بين انسان وآخر مهما كان جنسه او لونه او دينه لتعلن بذلك موقفها الرافض للعنصرية والتعصب، كما تكرس قزاز هذه الروح الايمانية المترسخة في اعماقها من خلال «المدينة المنورة» حيث تصور مساجدها عنواناً للايمان والناس المتحركين في ارجائها كمصدر للطاقة والحياة فضلاً عن لوحة تجريدية تعبيرية اخرى بعنوان "الروضة الشريفة" تبين فيها قزاز مدى خشوع المؤمن في تلك الروضة.
ولا تغيب قضية الصراع العربي ـ الاسرائيلي عن اعمال قزاز فهي تحاول من خلال لوحة الحصار ايصال رسالة الى الاعلام الاسرائيلي والدول الغريبة بأن الشعب العربي مسالم والارهابيين شريحة صغيرة من العرب والمسلمين الذين يضمون طبقة مثقفة تحترم حقوق الانسان وحريته البعيدة عن الانفلات.
وتجسد قزاز الوحدة العربية بالجنازة معتبرة ان هذه الوحدة لن تتحقق الا برفع مستوى الثقافة والوعي لدى الشعوب العربية والتخلي عن الشعارات الفارغة من المضمون.
ويذكر ان قزاز تنتمي الى رعيل الفنانات السعوديات الثالث وتم تكليفها مؤخراً من قبل منظمة الاونيسكو بتنفيذ احد اعداد كتاب في جريدة مما يعني ان ربع مليون نسخة سوف تحمل لوحات هذه الفنانة.
رابط المقال منقول من جريدة الشرق الأوسط