أختي بنت جمدار
أهلاً بك , و أود أن أضع بين يديك بحث مختصر جداً عملته بنفسي عندما قرأت طلبك و لعله أن يفيدك ... البحث كان بخصوص اسم جمدار " معناه , و تواجده "
أولاً : معنى الاسم هو
الجمدار : لقب موظف من العهد العثماني وظيفته مرادفة لوظيفة الجوخدار في العصرين الأيوبي والمملوكي وهو من غير العسكريين مهمته الاعتناء بملابس السلطان أو الباشاوات و هي كلمة غير عربية و يحمل هذا الاسم بعض العوائل في سوريا و الحجاز الآن ..
ثانياً : ورود اسم الجمدار في كتب التاريخ
من هذا المبحث تبين لي أن جذور الجمدار تعود إلى المماليك اللذين حكموا مصر في زمن مضى , و السحنة لاشك قريبة من السحنة التركية و ذلك لأن أصول المماليك غير عربية و إليكم ما استطعت الوقوع عليه في كتب التاريخ ....
1.
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة
قال الشيخ صلاح الدين خليل الصفدي: وأنشدني القاضي شهاب الدين ابن فضل الله لنفسه ونحن على العاصي هذين البيتين: لقد نزلنا على العاصي بمنزلة زانت محاسن شطيه حدائقها تبكي نواعيرها العبرى بأدمعها لكونه بعد لقياها يفارقها قال: فأنشدته لنفسي: وناعورة في جانب النهر قد غدت تعبر عن شوق الشجي وتعرب فيرقص عطف الغصن تيهًا لأنها تغني له طول الزمان ويشرب وتوفي الأمير سيف الدين أطلمش
الجمدار كان أولًا من أمراء مصر ثم ولي حجوبية دمشق إلى أن مات وكان مشكور السيرة.
2.
كتاب "الأزهر".. الجامع والمؤسسة
1* وقام الأمير الطواشي سعد الدين بشير الجمدار عام 761 هجرية/1360 ميلادية، بتجديد الجامع الأزهر وصيانة عمارته، وأنشأ على بابه الجنوبي سبيلاً للمياه العذبة كان يعلوه كتّاب لتعليم أبناء فقراء المسلمين، ورتّب في الجامع الأزهر دروسًا لفقهاء الحنفية، وأنشأ للفقراء المجاورين الأزهر مطبخًا يمدهم بالطعام يوميًّا، وأوقف على ذلك أوقافًا جليلة.
2* جامع السلطان حسن
يعد هذا الجامع من أجمل المساجد المملوكيَّة بمدينة القاهرة ، إن لم يكن أجملها على الإطلاق .. بدأ بناءه السلطانُ حسن ابن السلطان الناصر محمد ابن السلطان المنصور قلاوون . كان ابتداء البناء فيه سنة 757 هجريَّة = 1356 ميلاديَّة واستمر العمل عدة سنواتٍ ، حتى توفى السلطان حسن 764 هجريَّة = 1363 ميلاديَّة فأكمله أحد الأمراء التابعين له ، هو بشير الجمدار فأتمه ، وابتدأت الصلاة فيه بعد وفاة السلطان حسن بعامٍ كامل .
==و اليكم بعض الصور التي استطعت الحصول عليها لجامع السطان حسن و الذي اتم بناءه الأمير الجمدار
3.
كتاب السلوك " الجزء الأول "
واجتمع العرب - وهم يومئذ في كثرة من المال والخيل والرجال إلى الأمير حصن الدين ثعلب وهو بناحية دهروط صربان وأتوه من أقصى الصعيد وأطراف بلاد البحيرة والجيزة والفيوم وحلفوا له كلهم.
فبلغ عدة الفرسان اثني عشر ألف فارس وتجاوزت عدة الرجالة الإحصاء لكثرتهم.
فجهز إليهم الملك المعز أيبك الأمير فارس الدين أقطاي
الجمدار والأمير فارس الدين أقطاي المستعرب في خمسة آلاف فارس.
فساروا إلى ناحية ذروة وبرز إليهم الأمير حصن الدين ثعلب فاقتتل الفريقان من بكرة النهار إلى الظهر.
4.
السلوك " الجزء الثاني"
أحداث سنة 719هـ
وفيه جهز الأمير أيتمش المحمدي على عسكر إلى برقة ومعه فايد وسليمان أمراء العربان لجباية زكاة الأغنام على العادة فسار في ثلاثمائة فارس من أجناد الحلقة ومعه من الأمراء بلبان الخاص تركي وبلبان الحسني وسنقر المرزوقي وصمغار بن سنقر الأشقر ومنكلي
الجمدار وغرلوا الجوكندار ونوغاي أخر يوم من المحرم ونزل بالإسكندرية.
5.
كتاب العبر في خبر من غبر
أخبار سنة سنة ست وسبعين وست مائة
وأزدمر الحاج عز الدين
الجمدار الذي ولي نيابة السلطنة بدمشق لسنقر الأشقر.
كان عنده معرفة وفضيلة وعنده مكارم كثيرة.
استشهد على حمص مقبلًا غير مدبر.
وله بضع وخمسون سنة.
6.
كتاب " المماليك البحرية و قضائهم على الصليبيين بالشام " للدكتور شفيق جاسر
ذكر في عرض ما ذكر حول تولي الأتابك عز الدين السلطة الآتي :
حيث أثبت أيبك أنه ليس بالحاكـم الألعوبة، فمنذ بداية عهده بادر إلى اغتيال أكـبر منافسيه وهو خوشـداشة أقطايى
الجمدار عام 652 هـ (1254م) وساعده في ذلك كل من قطز وبهادر وسنجر وعدد من المـماليك المعزية، واضطر خشداشية أقـطاي من المـماليك إلى الفـرار، ومنهم بيبرس البندقـداري وقلاوون الألفي، حيث لم يستطيّعوا مغادرة القاهرة التي كانت موصدة الأبواب، إلا بحرق إحدى الأبواب التي ظلت تسمى بالباب المحروق، وتابعوا هربهم نحو الشام وتفرقوا ما بين دمشق وحلب والكرك ودولة السلاجقة .
و من هنا يتبين لنا أن الجمدار ذوو أصول مملوكية , من أمراء المماليك الذين حكموا مصر ردحاً من الزمن , و تعود اصولهم رومانية أو تركية بالأحرى , و الأقرب و الله أعلم أن عائلة الجمدار الحجازية من سلالتهم و ذلك لقرب المكان و تشابه اللقب و تقارب السحنة , و لا شك أن المماليك حكموا بلاد مصر و الشام بقوة و عدل , و لهم تاريخ حافل .
هذا ما استطعت جمعه و لعل فيه الفائدة لأختنا بنت الجمدار
و تقبلوا تقديري و احترامي
أخوكم و محبكم المدني