عام يمر وعام يمضى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
و الصلاة و السلام على رسول الله
صلى الله عليه و على آله و سلم
عام يمر و عام يأتى
و يمضى العمر
بينهما
و لكن كم من عام مضى حتى الآن ؟
و كم شخص كان معك فى العام الماضى
و لكنه لن يشهد معك العام القادم
لأنه رحل
رحل عن الدنيا
وتركها
و مضى الى خالقه ليحاسبه عما فعله فى كل ثانية
و ليس فى عام
فماذا أنت صانع هذا العام ؟
سؤال لابد أن تنظر إليه هذا العام بنظرة مختلفة
عن أى مرة سبقت فى حياتك ؟
لأتعلم لما ؟
لأنه ربما يكون آخر عام ؟
فماذا أنت صانع إن كان هذا العام آخر عام ؟
كيف ستعيشه و كيف ستحياه ؟
على ماذا تنوى فيه ؟
أريدأن أتمتع بالدنيا قبل ما أموت ؟
عذرا لست من نبحث عنه و لا من نخاطبه إذن !
أم
أريد أن أتوب إلى ربى عساه يغفر لى
و يرحمنى و يرزقنى الجنة ؟
إن كنت هذا الشخص فابقى معنا
و لك كلامنا
هل أعددت الحسابات الختامية للعام المنتهى ؟
أهل المال و التجارة يعدون فى نهاية كل عام
الحسابات الختامية
ليعرفوا منها الربح و الخسارة فى هذا العام
فأنت يا طالب الجنة
هل أعددت حسابات الأرباح و الخسائر لهذا العام
أرباحنا حسنات
و خسائرنا السيئات
و يوجد أيضا شئ يعلمه أيضا أهل التجارة
يسمونه ' تكلفة الفرصة البديلة '
و تخيل الوقت الذى أضعته فى السيئات
كم حسنة كان يمكن أن تكسبها إن استعملته فى جمع الحسنات ؟
مثلا لو شاهدت أغنية مدتها دقائق
و أخذت مثلا 100 سيئة على هذه الأغنية
كان من الممكن أن تقول
سبحان الله 100 مرة
فى نفس الوقت
و تنال 1000 حسنة
أى أن مجموع الخسارة 1100
و ليس 100 فقط
100 سيئة نلتهم + 1000 حسنه خسرتهم
أرأيت كيف عظمت خسارتك
و قل ربحك حين عصيت ربك ؟
فعلى ما تنوى الآن ؟
هل سيستمر الربح فى النقصان و الخسارة فى الزيادة ؟
أم ستغير الوضع ؟
أخى و أختى
على كل منا أن ينظر إلى حياته كلها
و أن يحدد كل ذنب مازال يفعله ؟
و أن ينوى توبة صادقة خالصة لوجه الله
أن يستعين بالله على ذلك
و يكثر من الدعاء أن يعينه الله على تركه
و أن يستبدله بأعمال الخير
و ما أكثر أبواب الخير
فكلما حدثتك نفسك الى المعصية افعل طاعة
قم و توضأ و صلى ركعتين ؟
أحضر مصحفك و أقرأ حزب ؟
أو اجلس جلسه استغفار مستشعرا فيه عظم ذنوبك
متذكرا عقوبتها فى الآخرة