[المدني]

لا شك أن عيادة الأسنان من العيادات التي يهابها الكثيرون , لأن جل عمل طبيب الأسنان جراحي surgical أكثر من أن يكون علاجي treatment بالإضافة إلى الأعصاب التي تغذي الأسنان sensory و التي تعطيها ردات الفعل لحدوث الألم motor و التي تجعل آلام الأسنان مثالية كثيراً عن غيرها من أعضاء الجسم , بالذات إذا كانت العملية عميقة و ذات جذور
أنا مع اني طبيب اسنان لكني أهاب أن أحتاج لعمليات الأسنان ( الله يستر ) بعد موقف صار معي و أنا صغير كرهت عيادة الأسنان و كرهت منظرها و خصوصاً كرسي المريض , و دارت الأيام حتى أصبحت طبيب في عيادة الأسنان , و لاحظت بنفسي الوجوه المتقلبة و المتلونة حين تدخل عيادة الأسنان , لكن ما ألومهم بس مهما كان لازم يكون فيه قوة قلب عشان المريض يستفيد و الطبيب يرتاح , من شدة معاناة أطباء الأسنان وصل تعميم لجميع مستشفيات و مراكز المملكة بأن نصاب طبيب الأسنان من المرضى يومياً 15 فقط و يارب نغطي كمان , لكن 15 عدد مش قليل
المهم قبل يومين وصل مريض متوجع جداً كعادة اي مريض , القصة أنني أثناء علاجه كان يصارخ و يتلفظ بكلمات غير مؤدبة للأسف و كنت أعاني من أسلوبه و على أعصابي , المريض لا احترام و لا أخلاق , و كأن اللي عنده مش طبيب و كأنه مش هو اللي جا بنفسه للطبيب , الموقف أزعجني جداً و بدون تدخل في التفاصيل , عدت للبيت منزعج جداً فأمسكت ورقة و قلم و كتبت القصيدة التالية :

ما علتي أني أيا صاحي طبيبُ # في غرفتي أغدو مراراً و أروحُ
حتى و أني قد عشقت ضجيجها # في غدوة الصبح العليل صبوحُ
كم تهافت من مريضٍ موجعٍ # من شدة الأوجاع كاد يلـــــــــــوحُ
حنّ قلبي حين أنظر وجهه # حتى تكاد جوارحي لــــــــــتـــصيـــحُ
حتى أبادر بالعـلاج و إنه # حقٌ لربي ذاك عنـــــــــــدي صريــــحُ
حتى إذا أسْْفَرْتُ عن إطبابهِ # و غدا بخيرٍ بـعــد ذاك صــحيــــــحُ
ثار حتى كاد يهدم حجرتي # و وقفت من فعـــــلٍ له و جنــــــوحُ
طال كل الواقفين لسانه # حتـــى أبـــــان و فاح منـــه فحيـــــــحُ
رباه هذا ما أراد جهالةً # كلا فلن نجـــهـــل بــه و نُطِيــــــــــــــْحُ