عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-03-2008, 08:40 AM
الصورة الرمزية ركن الحرم
ركن الحرم ركن الحرم غير متواجد حالياً
ضيف جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
المشاركات: 158
المواضيع: 15
عدد الردود: 143
افتراضي باب المبادرة إلى الخيرات

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين

وبالسند الصحيح المتصل إلى الامام أبي زكريا يحي بن شرف النووي الدمشقي في كتابه رياض الصالحين
إلى أن وصلنا إلى
باب المبادرة إلى الخيرات
وحث من توجّه لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد
المبادرة هي المسارعة والتقدم والإقبال، فالانسان مأمور بفعل الخيرات وعدم الإيثار بها.
القاعدة ((لا إيثار في القربات)) فبادر بالصدقة وبالصف الأول في المساجد فلا تقدم أحد على نصيبك في نيل القربات والحسنات، وهذا ديدن الصحابة رضوان الله عليهم كما ورد في الحديث أن سيدنا عبدالله بن العباس عندما كان صغير السن لم يؤثر كبار الصحابة بنصيبه من رسول الله عليه الصلاة والسلام في شربة ماء بعد الرسول عليه الصلاة والسلام.

وبه اليه قال :
قال الله تعالى: (فاستبقوا الخيرات)
أي سارعوا إلى فعل الخيرات

وبه اليه قال:
قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدّت للمتقين)
اي سارعوا للأعمال والأسباب التي توصل للمغفرة والأعمال الموصلة للجنة، وهذه الأعمال تحديدا مخفية مثلها مثل اسم الله الأعظم وباب رضاه وباب سخطه وغضبه والساعة وعلم الغيب ولكن في الجملة فهذه الأعمال معروفة ومتاحة للجميع وهي كل ما حث عليه الشرع من صلاة وصيام وصدقة وابتسامة ودعاء ومساعدة المحتاج.
كما أن الأعمال التي توصل لغضب الله تحديدا غير معروفه الا أنها في الجملة معروفة ومنها الغيبة، قال الغزالي في الاحياء (احدهم لو رأى رجلا تلبس بخاتم من ذهب لتنكر عليه وما يدري أن الغيبة هي أكبر)
لطيفة/ يقول الصالحون أن اسم الله الأعظم هو الهمّة، أي استعمل همّتك أيها العبد في استعمال اسماء الله الحسنى ال99 المعروفة.
لطيفة / اورد الله كلمة عرضها ليصف كبر الجنة ولم يورد كلمة طولها، فإذا كان عرضها بهذا الحجم فما بالك بطولها.

وبه اليه قال:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال: (بادروا بالأعمال الصالحة، فستكون فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا) رواه مسلم
هذا أمر من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالمبادرة بالأعمال الصالحة، والأحكام التكليفية أمران ونهيان وبينهما مباح واحد فالأمران اما واجب أو سنة والنهيان اما محرم أو مكروه، فاذا فسد الزمان أصبح الأمر واجب والنهي محرم واذا صلح الزمان أصبح الأمر سنة والنهي مكروه.
ويشير الرسول الكريم الى تتابع الفتن واحدة تلو الأخرى فالفتن لاتنتهي فبادر بالأعمال الصالحة وهذا هو علاج الفتن، والفتن اذا تراكمت على القلوب تصبح قاسية ، ومنع الفتن من حولك من أهم الأعمال الصالحة الواجب المبادرة اليها قبل أن تصيب خاصتك.
والكفر المذكور هنا هو اما كفر حقيقي كمن بدل دينه أو كفر معنوي كمن جحد النعمة.
ويختتم الحديث بمن يبيع دينه بعرض من الدنيا وهي من أكبر الفتن كمن يفتي ويحلل الحرام والربا والرشاوي بمسميات أخرى وذلك لأغراض دنيوية.

وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم
رد مع اقتباس