هذه ليست أنا
خدعتك عيناك
فهذه ليست أنا
من تراها هى المرأة التى تلبسنى
التى تحتل جسدى
تحمل نفس ملامحى
لكنها لا تشبهنى
من تقف أمامك
ليست تلك التى أزهقت يوما حبها
ووأدت فيها آمالها
امرأة غير التى حطمتها
فى يوم بعيد
هل كان حقا نفس الزمان ؟
كانت تحبك حد الاحتراق
وهبتك كل وجودها حد التلاشى فى هواك
وماذا جنت ؟
جنت خداعك
وطعنه غدر نافذة الى الأعماق
كسرتها مع أمنياتها
ففرت الروح الجريحة من الجسد المحطم
هربت بعيدا
بعد أن هزمت أحلامها
و سحقت بغرورك عاطفتها
فهربت ببقايا الأمانى القديمة
بضفائر الطفولة ومشاعر البراءة
حملت آلامها ومضت كالطير الجريح
و تركت على الأرض امرأة أخرى
عيناها من زجاج
لا تلمعان لا بالحياة ولا بالدموع
نظراتها خاوية ميتة
جامدة الحس بلا شعور
لها وجه قد من الصخر
و جسد رخام بارد
لا يرتجف خوفا عليك ولا شوقا اليك
جسد جاف من الاحساس
خال من الحياة
نظراتك الليزرية تعجز عن اختراقها
لمسة أصابعك النارية لن تذيب جمودها
كلماتك الجميلة ستصطدم بصمتها الأصم
ويرتد إليك صداها محملا بالهزيمة
لا تحاول .... فانها امرأة ميتة
هذه ليست أنا
هذه هى المرأة التى صنعها الألم
ابنة عذابك أتت أخيرا لتواجهك
فاحصد ما زرعت فى قلبى
و اجن ثمار خديعتك
|