صباح مشرق ..تُنَكِه بهجته الست " فيروز " حين تعزف بصوتها الدافيء حتى لتكاد تعانق ذكرياتنا ..
" نسَّم علينا الهوا " أيه والله نسَّم يافيروز ولكن نسمات بدون الأحباب ..
الأغنية بما تحمله من ذكريات تلح علينا أن نتذكرها .. وتُسغِب شدة من الحنين بتفرد في هذه
الأغنية ..
كم نأسى حينها لبعدنا عن " الوطن " ..!
المشكلة يافيروز أنك تتغنين لوطن رأيته بأم عينك ...ما بال من لم يرى هذا الوطن ..؟فكيف
يأخذني الهوا لبلادي؟
مع هذه الأسطورة " فيروز " أعشق لحظة ..كأنها الأمس ..أجلس بمقربة طاولة خشبية ومذياع
أثري واسمتع لهذه الأغنية ..وتردد فيروز : "خذني على بلادي" ..
ننسط أنا وجدتي ثم تتأثر كوامن مخزونة فتبدأ يرحمها الله بذكر الوطن " حضرموت " ..والنشأة "
أندنوسيا ..و" أحداث تاريخية " تقترن بطفولة مزدوجة بين حضرموت
وأرض الأغتراب ..والحرب العالمية الأولى ..
مابين أندونسيا وحضرموت حكايات كألف ليلة وليلة ..حين نسمعها في طفولتنا تعبق رائحة
الجوافة والليمون والغابات الخضراء مختلطة بذرى أرض حضرموت الجافة .." تناقض غريب " !
ولكن الحضارمة هم أهل الهجرات ..انها حصيلة تجربة مُرة وبعد وفراق ..هذه مسيرة لاأستطيع
أن أوجزها في دقائق ..ولكن فيروز ..تلهمني هذه اللحظةوتذكرني بـ " سيدة الحكايات " وهي تحكي
لنا بدايات ونهايات وعبرات وألم وأيام سعيدة ..لكنها مضت ومضت الحكايات خلفها تباعاً ..
وبقيت فيروز تكبلني بهذه الذكريات ..فقد تلازمت الحكايات القديمة بهذا الصوت الشجي ..وكبرنا
يافيروز في الغربة وأوطاننا ماعادت تعرفنا ولانعرفها ..!
كم أنت " عذبة " " ومؤلمة " يافيروز ..!
قمر بن هاشم .