تهنئة ..وموعظة
حسين عاتق الغريبي
بادرني أخي الحبيب السيد عبدالله بن محمد بن حسن فدعق بتهنئته الرمضانية المعتادة، والشائقة المفيدة في مضمونها النبيل. - يقول في بطاقته الجميلة: (وكالعادة التقط من كنوز أفكار رمضان فكرة لتكون موضوعاً للتهنئة) ..وجاءت فكرة هذا العام بطرح مفيد ناقش من خلاله القاعدة المشهورة: (ليس في الإمكان أبدع مما كان).- ويرى السيد المفضال أن تكون القاعدة هكذا: (إن في الإمكان أبدع مما كان) فهي الأنسب معنى وقصداً ، لكون هذه العبارة التي اختارها تحث على (عدم الركون إلى العجز ، وعدم الاستسلام للواقع، والتعلل بأن هذا هو الأفضل وما عداه مستحيل، لاسيما أن أغلب من يصر على النفي يعبر ضمنياً عن استقالة الوعي ، وضيق الأفق ، وقتل الإبداع..).- ويمضي السيد في دعمه لرأيه قائلاً: (إن الإبداع الحقيقي يتعارض مع الخضوع ، والمبدع بطبيعته يضيق بكل القيود ، وبكل ما يحاصر عقله وذاته ، تنزع نفسه دوماً إلى الجديد والتجديد..). ثم يؤكد على أن الإسلام (قد حث على التفكير بإعمال العقول في معرفة الظواهر الكونية للوصول للإيمان الصحيح بالاستناد على الأدلة العقلية: (وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون) وهذا اليقين لابد أن يرتبط بحرية البحث والتقصي، ويدفع إلى الإبداع والتجديد في التفكير وأسلوب البحث ومنهج التحري : (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون). ولكي يتحقق منهج الإبداع الحقيقي لابد أن يكون تحرك المجتمع في هذا المجال بهدوء (يوازن بين المحافظة والتجديد ،فلا يطغى جانب على جانب آخر) بحيث لا تتصادم الآراء حول مفهومي القديم والجديد إلى درجة الفرقة والخلاف. | ولاشك أن تطلع الإنسان إلى حياة تعمر الكون بالأعمال الصالحة النافعة أمر يدفعه إلى التفكير في كل جديد يصلح من شأنه ويطور حياته للأفضل ، وقد رأينا إبداع الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي من خلال جهود علماء المسلمين العباقرة الذين أسسوا الكثير من النظريات التي استفاد منها الغرب وشيد من خلالها حضارته.| ولا نذهب بعيداً ..فما نحن فيه الآن من تمدن حضاري ساد أرجاء مملكتنا الحبيبة - ولله الحمد - وشمل جميع المجالات العلمية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ، ما هو إلا نتاج فكر رشيد أدرك أهمية التطور في حياة البلاد والعباد..وقد سجل التاريخ للمؤسس الباني الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - ذلك الموقف الباهر وتلك النظرة الحكيمة نحو التشييد والبناء ، فعندما سمع بالبيت الشعري الذي يقول:نبني كما كانت أوائلناتبني ونفعل مثل ما فعلوا كانت مقالته الشهيرة: (لا .. بل ونفعل فوق مافعلوا) فكان المنطلق نحو تأسيس المملكة العربية السعودية على ثوابت راسخة مستمدة من العقيدة الاسلامية السمحة التي تحث على العمل والإبداع والسعي إلى ما فيه الخير والصلاح. | شكراً للسيد المفضال عبدالله فدعق على تهنئته الطيبة سائلاً الله تعالى للجميع الفوز بمكارم وحسنات شهر رمضان المبارك وأن ينعم علينا سبحانه بالعفو والعافية والعتق من النار..وكل عام وأنتم بخير.
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة
الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ
حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ
فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ
فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ
دروس الروحه على الرابط التالي