عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03-09-2008, 05:13 PM
الصورة الرمزية عاشقة الرسول
عاشقة الرسول عاشقة الرسول غير متواجد حالياً
الاداريين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 16,659
المواضيع: 1363
عدد الردود: 15296
افتراضي

السيد د. عبد الله فدعق يواصل الكتابة في " جريدة الاتحاد الإماراتية " عن " حرية الفرد في الإسلام " في 1/9/1429هـ، ، وعن " حصانة الفرد في الإسلام " في 3/9/1429هـ

عبد الله فدعق الهاشمي المكي





أخر تحديث: الأحد 31 أغسطس 2008 الساعة 11:08PM بتوقت الإمارات


أسأل الله العظيم أن يجعل شهر رمضان شهراً مباركاً علينا جميعاً، وأن يهيئ للمسلمين النصر والعزة.

اخترت أن أكتب مقالاتي عن الحرية الفردية في الإسلام وما يتعلق بها، ورأيت أن ذلك مناسب خاصة بعد أن كتبت في الأعوام الماضية عن الجماعة وحقوقها، وسأحاول بشيء من العجلة، أن أجلي بعض معاني هذه الحرية التي تلوكها الألسن ويتشدق بها الكثيرون، وسأقصر الكتابة بداية عن التوازن الإسلامي في نظرته للفرد.

إن الإسلام لا يكتفي بكفالة الفرد مادياً وتهيئة العمل له. بل يكفل له حقوقاً مهمة أوسع من ذلك. ولا يكتفي بصيانة كرامة الفرد، إنما يكفل له ما يحميه في شيخوخته ومرضه بل وبطالته. فالفرد في الإسلام يقوم عليه بناء المجتمع الذي لابد أن يكفله ويكفل له المساواة والحرية.

إن المساواة التي أقصدها هي المساواة الحياتية والقانونية أو التي تسمى المدنية، كما ورد في الحديث: ''الناس سواسية كأسنان المشط''، (ذكره صاحب كنز العمال). فكل فرد قادر ويقدر على التملك وعلى اكتساب الثروة، ويتساوى مع غيره أمام الشرع، وفي تقلّد الوظائف. وقد ثبت قوله (عليه الصلاة والسلام) لبعض الصحابة لما هموا بتأديب اليهودي الذي جاء يطلب دينه قبل حلول الأجل: ''دعوه فإن لصاحب الحق مقالاً''، (رواه الشيخان وغيرهما).

ووصى سيدنا عمر، كما رواه الدار قطني، قاضيه أبا موسى الأشعري (رضي الله تعالى عنهما) وقال له: ''آسِ بين الناس في وجهك ومجلسك وقضائك حتى لا يطمع شريف في حيفك ولا ييأس ضعيف من عدلك''، وآسِ يعني ساوِ بينهم.

وجلس سيدنا علي (كرم الله وجهه)، كما ذكر في أخبار القضاة، بعد توليه الخلافة أمام شريح القاضي مع خصمه، وقبلَ بالحكم الذي صدر في غير صالحه وهو الخليفة. وتولى القيادة كثير من الموالي، بل قد كان من الممكن أن يتولى الخلافة أحد العتقاء، على رأي بعض العلماء، كما قال سيدنا عمر (رضي الله تعالى عنه) لما حضرته الوفاة: ''لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً لوليته''، (رواه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن الأثير في أسد الغابة).

أما الحرية التي كفلها الإسلام للفرد فتتجلى في صور متعددة نادى بها خلفاء رسول الله (صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم). يقول سيدنا عمر لما ضرب أحد الولاة قبطيا: ''متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟''. ويقول سيدنا علي للفرد عامة وحاثاً له: ''لا تكن عبد غيرك وقد خلقك الله حراً''. والفرد المسلم مطالب بالتحرر، وأول ما يطالب بالتحرر منه المعاصي والشهوات، وعليه أن يتحكم في نفسه أمامها، وفي الحديث: ''ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب''، (رواه أحمد وابن ماجة).
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة
الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ
حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ
فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ
فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ

دروس الروحه على الرابط التالي

أخر مواضيعي

رد مع اقتباس