عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 03-09-2008, 05:15 PM
الصورة الرمزية عاشقة الرسول
عاشقة الرسول عاشقة الرسول غير متواجد حالياً
الاداريين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 16,659
المواضيع: 1363
عدد الردود: 15296
افتراضي

عبد الله فدعق الهاشمي المكي

حصانة الفرد في الإسلام



أخر تحديث: الأربعاء 03 سبتمبر 2008 الساعة 12:48AM بتوقت الإمارات


من أبرز مزايا الفرد في دين الإسلام أنه حر في شخصيته، يتجول كما يريد، ولا يقبض عليه ولا يسجن ولا يعاقب إلا بمقتضى الشرع، ولا مكان للعواطف والأمور الشخصية في هذا الخصوص بأي حال من الأحوال. فهذا سيدنا عمر، رضي الله تعالى، عنه يقول لرجل من رعيته يدعى أبا مريم إني أكرهك؛ وذلك لقتله أخاه زيد بن الخطاب، رضي الله عنه، في غزوة أحد، فسأله الرجل أو تمنعني حقاً؟ أو تلحق بي ضرراً دون حق؟ فأجابه سيدنا عمر رضي الله عنه: لا، فرد الرجل إنما يأسى على الحب النساء، أي إنما يفرح بالحب النساء غالباً. هذا يبين لنا أن الكراهية، وإن كانت من أعلى سلطة رسمية، لا تخيف الرعايا ولا تؤثر في حقوقهم.

والفرد في دين الإسلام محصن، فليس لأحد أن يفتش مسكنه أو يداهمه. ونجد في تاريخنا الإسلامي الموروث أنّ بعض الأفراد المخمورين حاجّوا خليفة المسلمين، سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه، ودافعوا عن أنفسهم؛ لأنه تجسس عليهم. والقصة مشهورة، ذكرها الإمام السيوطي، رحمه الله تعالى في كتاب (جمع الجوامع) ونقلها غير واحد من العلماء.

والفرد في الشريعة الإسلامية حر في كسبه، بل يجب عليه ذلك؛ لأن التكسب عبادة، واشتُرطت عليه الطرق الشرعية، وقد جعل سيدنا عمر، رضي الله تعالى عنه، كما ورد عنه التكسب أفضل من النوافل.

والفرد في دين الإسلام له رأي ينبغي أن يتفوّه به وإلا عدّ من الضعفاء. ويكفينا في ذلك دليلاً تلك المقولة التي غدت قاعدة عامة على حرية التعبير عن الرأي والاستماع له (أخطأ عمر وأصابت امرأة) كما ذكرها الإمام أحمد رحمه الله تعالى وغيره.

والفرد في الشريعة حر في تدينه، وليس أمام الآخرين إلا الالتزام بقوله سبحانه وتعالى في سورة البقرة (لا إكراه في الدين) والانصياع لقوله جل جلاله في سورة النمل (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن).

والفرد في دين الإسلام مطالب بالتعلم رغم أنه حر فيما هو أكثر من الحد الأدنى، وفي الحديث الشريف (اطلبوا العلم ولو في الصين) ذكره الإمام البيهقي في كتاب (شعب الإيمان) وغيره. وقسَّم الإمام الشاطبي في كتاب (الاعتصام) مراحل التعليم، فجعل مرحلة إجبارية لا يتخلف عنها أحد، ومرحلتين متدرجتين حسب القدرة الذهنية.

وأوضح أن الوصول للنبوغ يكون للمستطيع فطرياً من الأفراد الموهوبين واعتبر التعليم من أهم وسائل الفرد المعينة له للقيام بواجباته الكفائية. وبالجملة أقول إن الصبغة الإسلامية تتمّيز بالجماعية، وتتمّيز بالتوازن الدقيق بين حقوق الفرد والجماعة بما يكفل للفرد كرامته ويطلق عنانه تجاه مصلحة أمته.

فقيه ومفكر سعودي
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة
الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ
حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ
فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ
فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ

دروس الروحه على الرابط التالي

أخر مواضيعي

رد مع اقتباس