[عاشقة الرسول]

علماء ومفكرون يتحدثون عن الدروس المستفادة :
معركة بدر قلبت الموازين وأطلقت مبدأ التشاور بين المسلمين


محمد المصباحي ـ جدة
«معركة بدر» تلك المعركة الخالدة التي انتصر فيها المسلمون بقلة عتادهم على المشركين بكثرة عددهم وعدتهم، فكانت نصراً مؤزراً وبداية انطلاقة لانتصارات لاحقة شرقاً وغرباً، فأصبحت هذه المعركة لها قيمتها العظمى في نفوس المسلمين عبر الأزمنة والتاريخ إلى أن تقوم الساعة، ولها قيمتها الشرعية في الأنفس المسلمة ولها ـ أيضاً ـ دروسها المستفادة منها.
حول ذلك يتحدث عدد من أهل العلم والفكر والرأي:
المفكر والكاتب الإسلامي الدكتور محمد عبده يماني ـ الذي له العديد من المؤلفات والأبحاث حول غزوة بدر ـ يؤكد أن لها قيمة عظمى في النفوس المسلمة، فهي تجربة فذة كشفت عن اصدق الوفاء وأطهر النقاء، وكانت محبة غامرة برز في غيابها صدق الفداء موضحاً أنها ميدان دارت في جوانبها أحداث هي معدن البطولة وعنوان الرجولة، فقد قلبت كل موازين البشر حتى تحقق فيها النصر المراد، وكانت فيصلا بين الحق والباطل، حتى سميت "يوم الفرقان" وكانت على مر الأيام مثلا يذكر عند كل فوز.
الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان ـ المستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط وعضو الجمعية العلمية للطب النفسي يوضح أن القيمة الشرعية لغزوة بدر تتمثل في انتصار الإسلام وامتياز هذه الأمة بالعقل والحكمة وعدم مبادأة الشر بالشر، وإنما دفع الشر بالحكمة ويشير الى أن المعركة تذكرنا بما قام به الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة من بذل للأنفس والأرواح مبينا أنها أيضاً تذكرنا بالترابط بين المسلمين الكبير والصغير، الغني والفقير.
الداعية والباحث الدكتور عبد الله فدعق يتطرق للدروس من غزوة بدر مشيراً إلى أنها تحتوي على دروس وعظات جليلة، وتتضمن معجزات باهرة متعلقة بتأييد الله ونصر المؤمنين القائمين على مسؤوليات دينهم، وأكبر استفادة أن المسلم يتعلم منها مبدأ التشاور الذي نلحظه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمور التي لا نص فيها من كلام الله، وأنها معركة إثبات أن تصرفاته صلى الله عليه وسلم ليس كلها من نوع التشريع بل في كثير من الأحيان يتصرف من حيث انه بشر يفكر كما يفكر غيره، ويظهر ذلك عندما أشار الحباب بن المنذر ـ رضي الله عنه ـ على الرسول صلى الله عليه وسلم بتحويل المكان بعد أن استوثق أن الرسول صلى الله عليه وسلم اختار المكان من عنده وليس بوحي من الله فقبل النبي صلى الله عليه وسلم مشورته وتحول.