عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 28-09-2008, 04:29 PM
الصورة الرمزية عاشقة الرسول
عاشقة الرسول عاشقة الرسول غير متواجد حالياً
الاداريين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 16,659
المواضيع: 1363
عدد الردود: 15296
افتراضي

السيد د. عبد الله فدعق يختم سلسلة مقالاته الرمضانية في " جريدة الاتحاد الإماراتية " بمقال عنوانه " لا مستحيل على الله


عبد الله فدعق الهاشمي المكي





أخر تحديث: السبت 27 سبتمبر 2008 الساعة 12:19AM بتوقت الإمارات

عبد الله فدعق الهاشمي المكي:
أتوجه إلى الله القوي القادر بأن يجعل جلت قدرته ما بقي من رمضاننا هذا ميموناً على الجميع إنه سميع مجيب. ولعل من المناسب أن أقول إنني لم أجد عبارة أستطيع أن اصف الظروف المحيطة بشهرنا وعامنا اللذين نعيشهما أكثر من أنها ظروف صعبة تلف أفراد الأمة جميعا، فالكرب والغم واضحان وشديدان، وإذا لم تسارع الأمة في تدارك نفسها وتقوم بحل أزمتها القاهرة وحدها، فستكون المحصلة النهائية أعظم من الهم، ويا ليته ينجلي بسهولة !

هذه الحلول لا ريب أنها لن تبدو ناجعة إلا بالحكمة والإقدام، إذ إن علاج الهوان يكون بالعزة، ومكافحة الغثائية تكون بالشجاعة والانتصار. وهذا يحتاج إلى أن يصاحبه تحليل مستفيض، ونظرة موضوعية ثاقبة متجردة عن الأهواء والعواطف، وليس بأقل أهمية عما سبق أمر إصلاح الباطن قبل الظاهر وتقييم العمل ثم تقويمه، وعدم تثبيط الهمم بل المطلوب هو عكس ذلك تماما، ولو كلف ذلك ما لا يحمد البعض عواقبه.

إن الوحدة الوطنية للأمة لن تكون إلا في وحدة الكلمة ونبذ الأنانية المقيتة، ولن تتأتى إلا بالترفع عن كوامن التنافر والتباغض، وهذه أمور يفهمها أصحاب الألباب وذوو الخبرات العريضة، الذين لا يغيب عنهم أنهم لو أحسنوا وأتقنوا، ستكون النصرة قريبة، وسيصبح عمل الأفراد على تحقيقها إلزامياً.

فالأمة اليوم ــ وقبله ــ وبعده عليها واجب تحرير نفسها من تكرار عبارات التنديد والشجب، لأنه أصبح علقمي المذاق. فحقها المشروع الذي يجب أن تسعى له هو العمل على المجابهة الإعلامية للأفكار المجمع على شرها، ودعم تثقيف الأمة وتعليمها، وتشجيع تواصلها، وبث العدل بين أفرادها، وحفظ موروثاتهم، وإشاعة روح التسامح بينهم، والتشاور والتحاور معهم، وإرساء مبدأ تكافؤ الفرص وإتاحته للكل، وعدم التململ من الاستماع والإنصات لأي فرد، وتذكير الناس بأن الشريعة الإسلامية خير مساهم في إسعاد الأمة ورفع الظلم ــ الاجتماعي ــ عنها.

أسأل الله سبحانه أن يبلغنا فيما بقي بلوغ الأماني، وأن يجعلنا ممن يحافظ على حضارة هذا الدين الخالد، ومن الذين يساهمون في وضع لبناته ودعمها، والله الموفق

والمعين.

كما أسأله تعالى أن يعيد علينا رمضان مرات عديدة وقد تبدلت أحوالنا وتحولت إلى أحسن وأسعد حال ، ويعيننا فيه على إتمامه على الوجه الذي يرتضيه، ويسلمنا له ويسلمه لنا ويتسلمه منا متقبلاً، ويجعلنا ممن قامه ويقوم باقيه إيمانا واحتسابا ويجعله شاهداً لنا لا علينا. وأن يكفينا جميعا من شر كل ذي شر، ويجعل لنا نورا من نوره

وعزا من عزه ونصرا من نصره وبهاء من بهائه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

فقيه ومفكر سعودي

__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة
الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ
حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ
فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ
فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ

دروس الروحه على الرابط التالي

أخر مواضيعي

رد مع اقتباس