اسمع بكاء طفل من بعيد
بكاءه شريان مقطوع في رأسي ينزف حنيناً
كمزراب في ليلة ماطرة وطويلة
البكاء تلك المعزوفة التي لم اعد أجيدها
وانشز بها كلما حاولت
البكاء.... وكنت أنام بعده بعمق لساعات طوال
عندما كنت صغيراً بريئاً صادقاً
وكأنه كرب ينتهي بسلام يملأ أصقاع روحي
مظاهرة لا خصومة فيها بين الرغبة والحرمان
بين القرار والاحتجاج
بين الخطأ والعقاب
وعيناي نبعان يصبان طهراً
ويسحان عطراً
واليوم تجمد الدمع في عيني وتحول إلى غصة
تحول من طريق سلام إلى قرار حرب يصعب اتخاذه
نصل حاد يثقب رئتي ألما.
بكاء داخلي ينسف اتزاني فتنتفخ أوداجي
وتضج أفكاري وتذبل عينيّ وتنطفئ
انقسام وتصدع في جسد الروح
وهذيان مرير خارج نص رجولتي كما علموني.
أمارسه خلسة أو على ركبتي أمي فقط
فرصة لا تسنح دائماً, لأتذكر آدميتي وضعفي
يخيم بعده صمت مرير أخاله لا ينتهي
وتستحيل معه الإجابة عن أي سؤال
قد يستمر لأيام قبل أن تعود المياه إلى مجاريها
والطفل الذي يسكنني إلى فراشة
والمارد الخجول إلى كهفه
فالبكاء في نظري محاولة لإخراج طوفان جارف وانسكاب
خارج الروح عن طريق العينين
أما لو حاولت إخراجه من طريق آخر فستتألم كثيراً
و يتصدع فؤادك كمداً
البكاء متوفر للجميع
لكنه نعمة لا يجيدها إلاالأتقياء والبسطاء
__________________
الليل وما ادراك ما الليل
الليل معزوفه يسمعها قلبي وتتراقص عليها ادمعي
الليل اعتبره حبيبي الذي لا يفارقني
فهو الذي يمسح دمعتي
ويهدئ من روعي
|