[الشريفة الهاشمية]

بين اللقاء والوداع بدوت شاحبا ومشغولا بإزالة جليد الصمت عن اجفان قلمي الخارج من عباءة الشتاء وقد ازرقت شفتاه بردا" وموتا" وقلت في نفسي وانا اكتب هل تبعث الأقلام من رقدتها الأولى الا في أساطير العاشقين ..

بين لقاء ووداع يهتريء الأمل ويصاب برهاب الأماكن الضيقة ويصبح الحلم عاطلا عن العمل يبحث عن قطعة خبز في حاويات النوم المنتشرة على الأسرة وغرف النوم الفارهة وغير الفارهة وزنزانات السجناء واسرة المرضى وقنينات الأدوية المنومة وحتى القبور والأرصفة الا غرفتي وسريري فليس في حياتي بين اللقاء والوداع سوى الهذيان والجنون ونوبات الرعب وساعات القنوط المسافرة في الصمت والتوسل المر والتسكع خارج حدود السكينة والأمن.

بين لقاء ووداع انسلخت من صبري ووطئت بقدمي على لحظة انتظار ملغومة لحظة انتظار ملعونة انفجرت اكثر مما ينبغي. بين اللقاء والوداع يكمن ويل شرير يقتات على الفراشات والورود والعصافير ويسحق الأمنيات ويغتال الضحكات. بين اللقاء والوداع عرفتك انت واحببتك انت كان حلما ذات يقظة كانت محاولة ذات يأس كانت رقصة موت ورعشة برد كانت حياه خارج رحم الحقيقة كنت انت ولا أحد سواك. بين اللقاء والوداع يقبع قلم بارد بعث من رقدته بحق وكتب لك.