باب الاقتصاد في الطاعة
وبالسند الصحيح إلى الإمام النووي
في كتابه رياض الصالحين
إلى أن قال
باب الاقتصاد في الطاعة
وبه إليه قال
رتب الإمام النووي أبواب كتابه رياض الصالحين ترتيبا مقصودا ليصل قارئه في آخر المطاف إلى أن يكون بإذن الله من الصالحين، مبتدءا من الإخلاص إلى التوبة إلى الصبر إلى الصدق إلى الوصول لدرجة المراقبة ثم التقوى فاليقين والتوكل ثم الاستقامة والتفكر في خلق الله والمبادرة إلى الخيرات والمجاهدة على ذلك والازدياد في فعل الخيرات مع بيان كثرة طرق الخير ، فإذا وصلت إلى ذلك فسيحصل عندك نهم لعمل الخيرات فيقول لك الإمام النووي توقف واقتصد فليس عليك أن تعمل كل الخيرات في كل الأوقات فهي أكثر من طاقتك
الاقتصاد في مختلف أمور الحياة معلومة ولكن الاقتصاد في العبادة غير مألوف عند البعض، فالمرء يطلب رضوان الله بعبادته ليس بالتعب فقط ولكن بالتعب والراحة وبالتوازن بينهما.
في الاقتصاد ترتيب وإبعاد للملل، قال سيدنا معاذ بن جبل t(إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي). أي وأنا نائم فأنا في عبادة كأني مستيقظ لأن النوم عندي للتقوي على العبادة، فعلى الإنسان أن يكون مقتصدا لأن الروح الإنسانية كالجسم للدابة فالجسم بحاجة لراحة من كثرة العمل وكذلك الروح بحاجة لراحة
فالقرآن ليس للضنك والتعب والشقاء، حتى في حلقات تحفيظ القرآن يجب أن يكون هناك تزاوج بين التعب والراحة.
في هذه الآية تأكيد بتكرار العبارة على أن دين الله يسر وليس عسر، قال الرسول r أمرا منه (يسروا ولا تعسروا)، فمن يقوم بالتعسير على الناس فهذا ليس من الدين بل لهوى في أنفسهم.