فِي مَرْحلَةَ مُعَيّنَة مِنَ العُمْر [ لاَ أسْتَطيع تَحْدِيدهَا ]
تَتَوقّف بِنَا عَجَلَة التّفكِير فَجأَة
وَيَنْقَطع حَبْل التّوَاصُل بَيْنَنا وَبَيْنَ .. المَاضِي وَالمُسْتَقْبَل
نَتَشَبّثْ بِـ / الحَاضِر وَبِقُوّة تَعْوِيضاً
وَخَوفاً مِنَ الخَسَارَة التّامــّة
حَتّى أَنّنَا قـَدْ ..
نُوَارِي أَحْلاَم [ المُسْتَقْبَل ] التُّرَاب
وَنَطلُب الرَّحمَة لـِ [ ذِكْرَيَات ] المَاضِي
وَ فِي أَحْيَان كَثِيرَة ..
نَصِل إِلَى السّعَادَة .. لَكِنْ !
لَيْسَ لِذَرْوَتِهَا
وَنَنْحَدِر لِلْحُزن غَالِبَاً ..
دُونَ الوقُوع فِي غُبَّتِه
::
هُمَا وَصَلا لِذَلِكَ العُمْر بَعْدَ لَيْلَة مَجْنُونَة
اسْتَسْلَمَا بِهَا أَمَام الصَّمْت
وَاعْتَرَفَا
بَعْدَ أَنِ امْتَلأَت الأَدْرَاج بِرَسَائِل
تُخْفِي خَلْفَ السُّطُورِ .. سُطُور
وَبِمَشَاعِرَ حُبّ اخْتَبَأَت وَرَاءَ قِنَاعٍ آخـَـر
وَصَلَ لِذَرْوَة سَعَادَته مَعَهَا
وَانْحَدَرَت هِيَ إِلَى قاعِ الحُزن !!
إِذَنْ !
سَقَطَا فِي تِلْكَ المَرْحَلَة العُمْرِيّة التِي تَحَدّثت عَنهَا بِدَايَةً !!
أُشَاركهُم الآن نَفس المَكَان
بِاستِرخَاء عَمِيق
يُخَالِطه بُرُودَة المَشَاعر .. وَاللاّ مُبَالاَة ..!
وَانصُت بِابتِسَامَة سَاخِرَة لِتَخَبُّطِهِم وَعَدَمِ انِتبَاهِهِم لِما وَصَلُوا إِلَيه !
أَرَى انْجِرَافِه الخَطِير وَرَاء احْتِوَائِهَا
وَتَسَرّعها الدّائم فِي إرضَائه
دُونَ التّفكِير فِيمَا سَيحدث مِن عَوَاقب
وَكَأنّهُمَا أَخرَسَا سَمعهما عِن كُل مَا يُحِيط بهما إلّا مِن صَوتَيهِمَا !!
لَم أَشَأ أَن أَتَدَخل فِي الأَمر
وَاكتَفيت بِـ الانتِظَار ..
أَفَقت ذَاتَ صَبَاح عَلَى صَوت أَنيِن .. وَاختِنَاق أَنفَاس
كَانَت هَذِهِ المَرّة وَحِيدَه ..
لَم أُشغل نَفسِي فِي البَحثِ عَنه .. فَأنا مَن يَعرِف مَكَانَهُ جَيّدَاً
وَدُونَ الخَوض فِي مُقَدّمَات سَألتهَا ...:
_ رَحَل ؟
بِفَزَع أَجَابَت :
_ اختِفَى !!
خَرَجت منِي تَنْهِيدَة قَويـّـة .. فَقَالَت :
_ هَل سَيَعود ؟
نَظَرت إِلَيهَا بِقَسوَة :
_ مُستَحِيل !
صَرَخَت بَاكِيَة :
_ وَأَنَا ؟
ضَحَكت وَأَنَا أُجِيب :
_ المِقعَد الذِي أَجلس عَليــه كَافٍ لاثنيْن !!
وَاستَرسَلتُ الحَديث بِحُزن :
مُنذ زَمَن وَأنَا أَقبَع فِي هَذَا المَكَان
أَرقُب المَارّين
مِنهُم مَن نَجَا .. وَتَجَاوَزنِي
وَمنهُم مَن فَضّل الرّجُوع إلَى حَيثُ أَتى حَامِلاً آلاَمه !
وَصَاحِبُك ِ
رَحَل مَع ذَلِك الرّجُل الذِي أَتَى بِي إلَى هُنَا
وَقَد تَوقّفا فِي مَرحَلَة عُمريّة أَيضَاً .. لاَ يُفكّرا بِهَا إلا فِي حَاضِرهما المُبهج
تِلكَ مُشكِلَة تَتكرّر كَثِيراً
يَدفَعُهَا الأَنَانيّة .. وَالفِطرَة .. والنّكث بِالعَهد !
تَجبرنا السَعَادَة عَلَى تَصدِيق المُستَحيل
فَنُصيّر الوَاقع عَقَبات !وَالأحْلَام حَقيقَة
وَنقطَع عَلَى أَنفُسِنا وعُوداً زَائِفَة :
[ مستحيل اتركك / انتي لي / ما فيه شي يوقف بيننا / انا معاك لآخر عمري ]
وَجَميعُهَا فِي الغَالِب لَيسَت بِإيدينَا !!
وَيُقيّدنا الحُزن عَنِ النّظَر إِلَى أَنفُسِنا قَليلاً
فَنَرضَى بِأي شَيء فَقَط حَتّى لاَ نغرَق فِي حُزن أَكبَر !
نَقبَل بِإذلاَلنا .. بِسلب حُقوقِنا .. بِانتِهَاك أَمَانِينَا
حتّى نُصَاب بالجُنون فَنبحَث لِمَن نُحِب [ حُباً ] !!
عزيزتي
قَدْ يُحَالفكِ الحَظ فِي النّجَاة
وَتتجَاوَزيننَي أَيضاً !
ثُمّ نَظرْت إِلَيهَا بِابتِسَامة يَملَؤها اليَأْس :
لَكن أَنَا !!
أَيْنَ سَأَمْضِي ؟
تحياتي