عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16-01-2010, 02:30 AM
الصورة الرمزية عاشقة الرسول
عاشقة الرسول عاشقة الرسول غير متواجد حالياً
الاداريين
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 16,659
المواضيع: 1363
عدد الردود: 15296
افتراضي الخوف من التدين

الخوف من التدين
أحداث التفتيشات الذاتية العنصرية الأخيرة في بعض المطارات العالمية نشرت بين الناس على اختلاف أديانهم وأوطانهم أموراً كثيرة منها مصطلح "متدين", فما المفهوم الحقيقي له؟ هل معناه أن صاحبه متمسك بالمبادئ والقيم الدينية؟ أو هل تمسكه بها علنياً أمام الناس, أو سرياً لا يعلمه أحد؟ أو هل المعنى تأدية الناس بعض العبادات والمحافظة على بعض العادات, مع الظهور بملابس معينة والسير بطريقة معينة والكلام بأسلوب معين؟ أو هل معناه التعامل مع الآخرين بالأخلاقيات الدينية؟ أمر آخر تردد كثيراً, وهو هل التدين أمر غريزي أو كسبي؟ لن أجيب على الأسئلة الأولى لأنها مقدمات لنتائج آتية في آخر الكلام, وسأكتفي بالإجابة عن ـ لا على ـ السؤال الأخير, لأن الجواب عنه أسهل, فالإنسان متدين بطبعه منذ أوجده الخالق على الأرض, لا بد وأنه قد عبد شيئاً؛ شمساً... كواكب ...أصناماً... - قديماً - أموالاً ... أشخاصاً ... أعرافاً - حديثاً -, ولا نجد شعباً إلا وقد عبد شيئاً, ولا تستطيع أي قوة نزع ذلك من القلوب, ربما تستطيع كبته مؤقتاً, ولكن لا يمكنها إزالته مطلقاً.
مؤخراً وفي دراسة أجرتها الباحثة النفسية لورا كوينج من جامعة "مينيسوتا", نشرته مجلة "جورنال أوف برسوناليتي" ذكرت "أن الميل نحو الدين أو التدين ليس محدداً بفعل البيئة المحيطة فحسب، بل للجينات دور مهم, إلا أن تأثير هذه القواعد يظهر بشكل تدريجي خلال مراحل النمو, حينما يتخلص من تأثيرات البيئة المحيطة والأفكار المتوارثة التي تتلقى أثناء الطفولة". الأمر كما هو مذكور يحتاج - في نظر الباحثة الكريمة وبحول الله توافقونها - إلى تحرر من الموروثات والعادات التي قدسها أصحابها واعتبروا محاولة المساس بها "عيباً وقلة حياء", وما دام الأمر كذلك فلماذا يخاف الناس إذاً من "التدين"؟ الجواب عن هذا التخوف - المشروع - له عدة احتمالات, الاحتمال الأول ما يمكن اختصاره في موضة التدين أي "التدين المغشوش" أو "التدين الشكلي", وهذه وحدها إشكالية, وحلها يكون بتوعية الناس في أن من يرغب بالتدين عليه بجوهر الإسلام, وجوهره يتلخص في القيم الإنسانية المشتركة مع الآخرين, لا المخالفة للفطرة السوية, وعليه أيضاً الابتعاد ـ كثيراً -عن القشور والشكليات, والتمسك والمحافظة قدر الاستطاعة على اللب والأصول. الاحتمال الآخر- وليس الأخير- هو تسلط- بعض - المتدينين, لأن البعض يظن أن كلمة "متدين" معناها أن أفرض أفكاري وآرائي, وعلى الآخرين رضوا أو رفضوا التثنية على ما أقول مع التمجيد له, وهذه الإشكالية لا يحلها إلا التمشي بموجب قاعدة "الفكر بالفكر" و"الرأي بالرأي".
إن مسألة التدين مسألة غيبية بحتة, لا يستطيع أي إنسان أن يقف وسط الناس ليقول أنا مؤمن وصالح, ولا يحق لأي إنسان بمجرد أنه يصلي ويصوم أن ينشر بين الناس الخوف والرعب باسم الدين, يجب أن يفيق أمثال هؤلاء من غفلتهم, وأن يقوم العقلاء بتحرير مفهوم واضح - جامع مانع- للتدين, ولعل من أجمل ما قرأته من مفاهيم عن "التدين" هو: أن يعيش المرء حراً ويعيش الآخرون أحرارا- حرية منضبطة- لا يضر غيره, ولا يضره غيره, وأن نفوض نتيجة الأعمال لله وحده, يقيمها عز وجل بفضله وعدله, ولا نفرض على أحد فاتورة- غير مستحقة- ليدفعها مقابل دعاوى "التدين", وأن نترك الناس تستمتع بآمالهم العريضة ليسعدوا بها في حياتهم الطويلة.

ننتظر تعليقكم
http://www.alwatan.com.sa/news/writerdetail.asp?id=17102&issueno=3396
__________________
يارب عسى اللى جآي خير وآلي مضى خيرة
الصلاةُ عـــلى رســـول الله شمس لاتغيـــــبُ
حاشا يضام من استجار بها وحاشا أن يخيبُ
فإن دعوت الله في أمر عصيٍّ أو عصيـــــــبِ
فابدأ دعائك واختتمه بالصلاةِ على الحبيــــبِ

دروس الروحه على الرابط التالي

أخر مواضيعي

رد مع اقتباس